تستعد جزيرة جربة لاحتضان الدورة الثالثة لنصف ماراطون ” جربة اوليس” الذي ينتظم هذا العام تحت شعار ” نتسابق من اجل تسجيل جزيرة جربة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو” وذلك بالتعاون بين منظمة التصرف في الوجهة السياحية جربة ونادي سبورتينغ جربة ومؤسسة جربة للتنمية المستدامة وبدعم من شركة تأمينات كومار و” تيجان”.
ويشكل نصف الماراطون حدثا سياحيا وبيئيا ورياضيا بامتياز، حيث من المنتظر ان يشارك فيه 120 عداء من أكثر من 15 دولة فضال عن مشاركة تونسية واسعة من نوادي جهوية وأفراد من نساءورجال. ومعلوم ان هذه التظاهرة )التي توقفت خالل العامين الماضيين على خلفية األزمة الصحية العالمية جراء انتشار فيروس كورونا( هي مسابقة العدو األولى في روزنامة المباريات في هذا الصنف
الرياضي في اوروبا.
وتتزامن مع عطلة نهاية األسبوع في تونس ومع العطلة المدرسية في فرنسا .ويذكر انه تم تسجيل حضور 15 ألف متفرج خالل الدورة السابقة وهو رقم مرشح لالرتفاع هذا العام. وفي هذا الصدد، يقول السيد فرحات بن تنفوس، رئيس جامعة التصرف في الوجهة السياحية جربة ومنسق النصف ماراطون: “نطمح إلى أن تكتسب هذه التظاهرة شهرة عالمية تساهم في ترويج افضل صورة عن جزيرتنا وتساهم في تطوير التنمية االقتصادية والرياضية والبيئية بالجهة بأكملها”. وسيكون موقع السباق بميدون، وتحديدا قبالة مجمع جربة اكسبلورر الذي تم اختياره كنقطة انطالق ووصول للمشاركين في السباقين: نصف الماراطون 21 كلم والسباق للجميع 5 كلم.
والبد من الاشارة هنا إلى أن مسلك السباق قد شهد تغييرات هذا العام مقارنة بالدورات السابقة وذلك بهدف تمكين المشاركين من اكتشاف الجانب الخلفي لجزيرة االحالم، الذي تزينه تارة أشجار النخيل على أرض مسطحة وتارة اخرى شاطئ البحر ذي اللون الفيروزي على كامل منطقة ” لال حضرية”. ومن شأن هذا المسلك توفير الفرصة أمام جمهور أوسع لمتابعة السباق وتشجيع الرياضيين عند مرورهم.
اما “السباق للجميع” فيتم تنظيمه على خط يسمح لهواة الركض والعدو والشباب بالمشاركة على مسافة متاحة.
وقد ارتأت هيئة تنظيم هذه الدورة إرفاقها بحملة واسعة لجمع النفايات من خالل تشريك عديد المتطوعين والجمعيات في هذه التظاهرة.
هنا يقول السيد حمدة عبد الالوي، المدير التنفيذي لجامعة التصرف في الوجهة السياحية جربة: ” تمثل هذه الدورة حدثا رياضيا مهما ومناسبة احتفالية شعبية تستجيب للتطلعات التي حددت لها منذ البداية”.
رصدت جوائز للفائزين رجال ونساء على حد سواء، حيث يتحصل أصحاب المرتبة الثالثة على 500 دينارا فيما يتحصل الفائزون بالمرتبة الثانية على 750 دينارا و1500 دينارا ستمنح للفائزين بالمرتبة الاولى. كما ستمنح جوائز تشجيعية ب 500 دينارا لكبار السن المشاركين في مختلف انواع السباق. اما فيما يتعلق بالسباق للجميع على مسافة 5 كلم، فقررت الهيئة المنظمة إسناد جوائز للفائزين من 100 دينارا للمرتبة الثالثة و120 دينارا للمرتبة الثانية و250 دينارا للمرتبة األولى.
وسيتم تركيز قرية النصف ماراطون قبل انطالقه بيوم في الساحة العامة بحومة السوق، لتكون مسرحا السترات الرسمية الحاملة
ّلبرنامج تنشيطي واسع. كما ستشكل نقطة التقاء المتسابقين المسجلين لتسلم الألرقام.
وسيخصص قلب المدينة إلقامة السباق التقليدي للشباب ذوي االحتياجات الخصوصية، حيث تلتقي الجمعيات المعنية بحاالتهم في مسعى إلدماجهم اجتماعيا وذلك بدعم من شركة اتصاالت تونس. كما لم تفّوت الهيئة المنظمة الفرصة دون برمجة مشاركة عدد من فناني الراب المشهورين إلى جانب فنانين شباب من أبناء الجهة ومن خارجها الذين سيقدمون عروضا فنية من أجل خلق جو احتفالي خالل
السباق.
ويمكن القول بأن اختيار شعار “نتسابق من أجل تسجيل جربة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو ” يندرج في إطار رغبة كافة األطراف المعنية وأبناء جزيرة جربة لتنفيذ قرار طال انتظاره. ولا يخفى على أحد أن مسار هذا التسجيل كان قد انطلق منذ عام 2021 وهو اليوم في مرحلة التقييم من طرف الخبراء المفوضين من اليونسكو الذين يتولون القيام بمهمات دورية على أرض الواقع.
والأكيد ان انتهاء النظر في هذا الملف، بالنتيجة التي يريدها أبناء الجهة، سيتيح لجزيرة جربة الانتفاع أكثر باالهتمام العالمي بتراثها والقيم االستثنائية التي يتضمنها.
شارك رأيك