منذ سنوات و السيد حمّة الهمامى يقود سفينة حزب العمال إلى الغرق دون حسيب أو رقيب و منذ سنوات و “الرفيق” حمّة لا ينصت إلى نصيحة أحد في تصرف لا يقل قبحا عن تصرف الديكتاتورين الذين ينتقدهم.
بقلم أحمد الحباسي
فشل السيد حمّة الهمامى في كل المحطات السياسية التي عاشتها البلاد و كان دائما صفرا سياسيا على الشمال، بل لنقل أنه و السيد أحمد نجيب الشابي يتقاسمان مرتبة الصفر فاصل التي ميّزت مشاركتهما الانتخابية و طرح أسميهما و أسهمها في بورصة ثقة الشعب و مع ذلك يصر الرجلان على التجديف عكس التيار في محاولة لاختلاق مكانة سياسية باتت محل شك بمرور الأيام و افتضاح أمرهما بعد أن باتا حليفين يشاركان شيخ حركة النهضة و مرشدها السيد راشد الغنوشي خزعبلاته و مؤامراته لضرب الاستقرار و تأجيج نار الفتنة و نشر الحرب الأهلية بين السكان تحت يافطة مواجهة ما سمي بانقلاب الرئيس قيس سعيد على الدستور.
المراكب احترقت كلها
ربما تفاجأ البعض بانخراط السيد حمة الهمامي في منظومة حركة النهضة (و لو بشكل غير مباشر حيث أنه يواصل رسميا معادات الحركة الاسلامية) التي تصر على كونها لا تزال فاعلة في المشهد السياسي رغم الشواهد الكثيرة على نفور الشعب منها و آخر تجليّات ذلك النفور ما حصل ليلة 25 جويلية 2021 حين تم حرق مقرات الحركة و إشعال النار في محتوياتها على طول البلاد و عرضها لكن مراكب حزب العمال قد احترقت منذ ما قبل ذلك التاريخ و بات الرفيق حمة مجرد “عسّاس” يحرس خرابا.
لعل مشكلة السيد حمّة الهمامي أنه غير قادر مثله مثل السيد الرئيس قيس سعيد على التعامل مع تطور الزمن و ما يفرضه هذا التطور من حركية فكرية و سرعة تأقلم و بديهة و إذا استطاع الرئيس في مدة وجيزة و نظرا إلى هذا القصور الذهني الملحوظ بالعين المجردة في إدخال البلاد في دوامة لن تقدر على الخروج منها فان الرفيق حمّة قد استطاع بفضل غروره و نرجسيته و بلادة خطابه المكرر حدّ الملل من إبعاد من رافقوه مسيرة التيه في بحور العدم السياسية طيلة رحلته بحثا عن موقع سياسي يستغله للوصول إلى السلطة بعيدا تماما عن مشاغل المواطن و رغبات الكادحين بحيث بات وحيدا يجرّ و يتجرع مرارة الخيبة و الانكسار رغم ما يبديه في المنابر الإعلامية من سفسطة فارغة باتت تثير أعصاب المتابعين و تدفعهم إلى تغيير المحطة.
تعنت فكري صريح
لماذا لا يستقيل السيد حمّة الهمامى من العمل السياسي ؟ هو نفس السؤال الذي يتكرر نحوه و نحو السيد أحمد نجيب الشابي و السيد راشد الغنوشي و بعض أشباه السياسيين مثل السيد عبيد البريكي و مصطفى بن جعفر و المنصف المرزوقي. هذا السؤال لا يحتاج فى نظر هؤلاء إجابة لأنهم يرون في أنفسهم المنقذ و الأفذاذ القادرين على إيجاد الحلول و إنقاذ البلاد متجاهلين في تعنت فكري صريح أنهم أسباب الخراب الذي دمر الوطن و جعل من تونس بلدا متسولا و حالة اقتصادية آيلة للسقوط وهي مرحلة لم تصلها حتى زمن انتصاب الحماية الفرنسية.
لم يستطع السيد حمّة الهمامي التخلص من عاهته الفكرية و عدمية توجهاته و سقوطه في الحسابات السياسية الخاطئة مرات متعددة طيلة رحلته الطويلة. لقد لعق الرجل من صحون السياسات الفاشلة و بات مجرد مدمن مقامر.
كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك