“يوم غرة مارس 2016، تجمعت مجموعة من عناصر تنظيم الدولة فاق عددهم 60 عنصرا 95%منهم تونسيون واغلب التونسيين أصيلي مدينة بنقردان خيموا طوال ليلة كاملة على طرف الساتر الترابي الفاصل بين تونس وليبيا من الجهة المقابلة للطريق الصحراوي المؤدي إلى وسط المدينة كانوا على متن سيارات رباعية الدفع مدججين بأنواع حديثة من الأسلحة القتالية التى تدربوا عليها جيدا داخل لببيا.
لم تكن فكرة توجههم إلى مدينة بنقردان غريبة ولا مفاجئة سواء للمتابعين او العسكريين او للامنيين التونسيين على اعتبار ان يوم 26فيفري اي قبل 4 ايام تم قصف مخيم قصر العلالقة بصبراطة وتم القضاء على عدد كبيير من الإرهابيين وهروب عدد اخر مع انطلاق حملة أمنية كبيرة أجبرت عناصر التنظيم من أصول تونسية على الفرار باتجاه الحدود التونسية.
وكان يوم 2مارس يوم شاهد عدد من الرعاة والمواطنين أفراد ا غرباء يحملون أسلحة وهم على متن سيارات الشيء، تم الابلاغ عنه سريعا من طرفهم المصالح الأمنية…
ولكن رغم كل ذلك دخل الغزاة المدينة وانتشروا بها بعد ان تمكنوا من خداع القوات الأمنية بانتشار مجموعة صغيرة جدا قوامها 5 انفار تم القضاء عليهم بمنطقة العويجاء وسقط الشهيد الشهباني كأول الشهداء
باتت ألمدينة تحت الحصار 3 ليالي وكان فجر7 مارس بداية معركة السيطرة على المدينة .
سقط العلم التونسي ورفعت الخرق السوداء وتعالت الأصوات واختلطت بصوت الرصاص ولكن بفضل دماء الشهداء من امنيين وعسكريين ومواطنين تم تحرير المدينة وعودة علم تونس يرفرف عاليا.
تفاصيل كبيرة اشياء سيصححها التاريخ اشياء، سيذكرها الزمان .ان في هذا مكان انتصر الإنسان التونسي على تنظيم الدولة الذي فتك بدول أقوى من تونس ماديا وعسكريا.
هل تونس استوعبت الدرس ؟
اعتقد لا
وذلك لعدة اسباب
1/ الوعود التنموية الوهمية و خيبة المواطن لن تزيد الوضع الا سوء
2 / غياب رؤية حقيقية لتنمية المناطق الحدودية لصد كل أبواب الحاجة التي يمكن أن يدخل منها أعداء الوطن
3/ الكشف عن الحقيقة وصدور الأحكام بشكل نهائي خاصة وان المدة طالت والمواطن ينتظر القصاص ممن قتل وروع وشرد وعبث بكل شيء جميل في هذه المدينة الآمنة.
4/ فقدان الثقة في المسؤولين وخاصة الفاسدين منهم فكيف للمواطن ان يشعر بالأمان عندما يشاهد فساد المسؤولين وعبثهم بمقدرات الوطن كل هذا يبعث برسائل غير مطمئنة ويعطي انطباعا محبطا
5 / الكف عن الوعود الكاذبة والوهمية التي صارت مضحكة لدى عموم الناس
استغربنا الشديد من استثناء شهداء 7 مارس من مؤسسة فداء وهو ما يجعلهم مجرد مواطنين ماتوا وفارقوا الحياة
6 / العمل على وضع خطة استراتيجية وطنية لتنمية المناطق الحدودية وحماتها من الارهاب
- مصطفى عبد الكبير
شارك رأيك