أثار مسلسل الفلوجة منذ عرض حلقته الأولى جدلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام وداخل المجتمع، وبدات قطاعات واسعة من المجتمع في ابداء رايها حول المسلسل وحول القضايا التي يطرحها( العاملين في قطاع التربية والتعليم، صحفييين، ساءر المواطنين، متداخلين في الشأن الفني، خبراء…).
هذا الجدل المجتمعي مهما بلغ من الحدة والغضب وصولا للازدراء ودعوات للمقاطعة سيبقى قيمة محمودة في النظر للاعمال الفنية مهما كان المنسوب الإبداعي فيها، فبداهة مجال تقييم المحتويات والأنشطة الفنية هو الفضاء العام بتنوعاته وتفرعاته، وخلاف ذلك استقواء باجهزة خارجية للانتصار القسري لقضايا نسبية وجدلية تتحمل تنوع المواقف وتعددها.
ازعجني حقيقة الالتجاء للقضاء لايقاف عرض المسلسل فهو غير مؤهل بالمرة لتقييم شان مشابه ومن الأجدر عدم اقحامه في شان لا يعنيه، وارى في هذا الالتجاء مأربا تجاريا بحتا وما التعلل بحماية بعض القيم الاخلاقية للمجتمع سوى بحثنا عن الشهرة والنجمومية في الوقت الذي لم نرى فيه هذه نفس الالتزام حين وقع تهديد قيم الحرية والمساواة والكرامة عشرات المرات.، ويبدو أن مجتمعنا ليس في حاجة لتكرار مثال المحامي المصري نبيه الوحش الذي اشتهر برفع قضايا ضد الفنانين والمبدعين والصحفيين دفاعا عن قيم المحافظة وانتهى كاداة سلطة لضرب النزعات المناضلة والتحررية في مصر.
لكن الاشد خطورة في الموضوع ان يهدد وزير بالعمل على إيقاف عرض المسلسل بما يعنيه من امكانية استعمال موارد الدولة واجهزتها ورمزيتها للتدخل في الشأن الفني والحكم عليه، إضافة إلى ما يمكن ان يرسله هذه الموقف من رساءل لأشخاص وقطاعات للمرور للسرعة القصوى والقصووية في التعاطي مع هذا المسلسل ومنتجيه وممثليه وهو أمر سرعان ما بدا يطل برأسه بدعوات للتسريع في مسارات قضايا جارية ضد سامي الفهري، واخرى لدعوة قيس سعيد لإصدار مرسوم يتعلق بقضايا مشابهة.
في دولة الريع الفني”.
شارك رأيك