ضمن القراءات الممكنة لحمولة 25.000 طن من القمح الصلب الذي أعلن عنها السفير الأمريكي جوي هود و التي يبدو أنها لم تصل بعد إلى تونس، يمكن أن نقدم ما يلي…
بقلم إلياس القصري
1- هذه الشحنة، بالتعاون بين البنك الدولي و الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي، تكتسي طابعا أكيدا و إنسانيا حيث أعزى إعلان السفارة الأمريكية عن لسان السفير جوي هود هذه المساعدة لنقص الإمدادات الناتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا و قد تكون رسالة لكل من يدعو إلى الاصطفاف وراء روسيا و الصين.
2- تحديد توجيه المساعدة للعائلات التونسية للاستعداد لعيد الفطر، رغم حسب ما يبدو عدم وصولها بحلول العيد، تواصل في السياسة الأمريكية التي أملتها لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ (26 أكتوبر 2022) لتوجيه المساعدات الإنسانية للشرائح المحتاجة للشعب التونسي و النأي عن كل دعم “قد يقوًي قبضة الرئيس قيس سعيد على الحكم” مما ينصهر في منطق التفرقة بين “الشعب التونسي الصديق” و مقولة “النظام المنحرف بالمسار الديمقراطي” التى بدأ تداولها في الغرب و عبًر عنها أخيرا الفاتيكان.
3- ذكر شحنة القمح كتوفير للمكونات الأساسيةً لخبز الطابونة و الكسكسي قد يقصد به ان الولايات المتحدة الأمريكية تتفهم الوضع الصعب “للناس التي هي في أمس الحاجة لها” مقابل “امتناع” القيادة السياسية التونسية عن الشروع في برنامج الإصلاحات الذي اقترحه وزراؤها على صندوق النقد الدولي.
4- قد يقصد بهذه المساعدة إحراج القيادة السياسية التونسية و خطوة إضافية نحو تقليص شرعيتها الدولية و جعل تونس تدريجيا في وضعية البلد الفاشل و ضحية قيادة غير متحملة لمسؤولياتها و قد تشكل بذلك خطرا على شعبها و البلدان المجاورة ولا سيما المنطقة الجنوبية للحليف الأوروبي للولايات المتحدة الأمريكية والحلف الأطلسي.
5- هذه الإشارة قد تكون – لا قدر الله – تحذيرا سياسيا و إعلاميا مبطنا بما قد تتضمنه من دلالات وتبعات على استقرار تونس وسيادتها.
هذه لا تعدو ان تكون قراءة ضمن عديد القراءات الممكنة.
سفير سابق.
شارك رأيك