في شهر رمضان من هذا العام، ظهرت أصوات جديدة رائعة لمقرئيين تدخل القلب بلا استئذان، وتنعش النفس بلا استهجان، وتنساق وراءها النفوس طائعة لا مكرهة، لأنها رأت فيها الإخلاص والأداء الرائع المميز كالذي ظهر به المقرئ الجزائري الشاب عبد العزيز سحيم الوسيم خَلقا وخُلقا.
بفلم فوزي بن يونس بن حديد
يتنافس المقرئون في شهر رمضان المبارك في أداء عبادتي التراويح والتهجد، وتظهر أصوات جميلة يتهافت عليها الناس من كل مكان للاستمتاع بأدائها الرائع التي تزيد المصلين خشوعا وتذكرا وتدبرا، فكم شنّفتنا أصوات المقرئين في الحرمين المكي والمدني، وكم استمتعنا بها سواء كنا هناك حيث المكان المباشر لها أو كنا في بيوتنا من خلال التلفاز، وقد كنا ولا زلنا نعيش أجواء رمضان الروحانية كل عام بكل صفاتها التي أرادها المولى عز وجل.
وفي هذا العام وتحديدا في شهر رمضان المبارك، ظهرت أصوات جديدة رائعة تدخل القلب بلا استئذان، وتنعش النفس بلا استهجان، وتنساق وراءها النفوس طائعة لا مكرهة، لأنها رأت فيها الإخلاص والأداء الرائع المميز كالذي ظهر به المقرئ الجزائري الشاب عبد العزيز سحيم، مما جعل حاكم عجمان يستدعيه ليؤمّ الصلاة في جامعه الكبير وصلى خلفه المئات وربما الآلاف، هذا الشاب الجزائري الوسيم خَلقا وخُلقا تعدّى صوته الحدود وخرقت ذبذبات حباله الصوتية جدار الآفاق لينفذ إلى القلوب طواعية ويحقق أعلى مشاهدة في الجزائر وخارجها.
قراءة شذية وصوت زكي
كنتُ من بين الذين استمعوا إلى قراءته الشذية، واستمتعوا بنغمات صوته الزكية، وأنصتُ إلى المقاطع مرات ومرات لأكتشف سره، وإذا بالشاب نشأ في بيئة قرآنية، حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، وعائلتُه من أهل القرآن الكريم، لذلك لا غرو أن نرى هذا الإتقان في الحفظ والأداء، زد على ذلك نعمة الصوت الشذي الذي منّ به عليه، وزيّن ذلك كله بالإخلاص لله سبحانه وتعالى وهو ما كان يصرح به دائما في لقاءاته فرزقه الله القبول عند الناس داخل الجزائر وخارجها، أحبّه الجميع لهذه الصفات التي ذكرتها وربما غيرها فالتفوا حوله من كل صوب لأخذ صورة معه.
كما أن التقنية الحديثة أسهمت كثيرا في نشر مقاطع الفيديو التابعة له وهو يتلو القرآن بصور متعددة وبصوت يتميز بالرقة والعلو والخفض والتفاعل مع الآيات الكريمة مع حسن الأداء ترتيلا وتجويدا ونطقا للحروف وصفاتها أثار إعجاب الجميع وكان محل إشادة كبيرة وطاغية خلال شهر رمضان المبارك، وبمثل هذه اللآلئ تزهو الجزائر وغيرها من الدول الإسلامية وتبدع في سيد الشهور لتظهر للملأ حتى يستفيدوا منها، على أن الجزائر بلد ولّاد لهؤلاء المبدعين في القراءة والتلاوة والحفظ والتدبر، وليس ذلك بغريب عنها، لأنها تعتني بالقرّاء وبالشباب الذين يرغبون في حفظ القرآن الكريم وتشجّعهم ماديّا ومعنويّا على الإقبال على كتاب الله تعالى.
صوت يزرع الأمل في القلوب القاسية
فبينما الناس غافلون عن الله وهائمون في أرض الله الواسعة، مكتئبون من الأحداث الجارية، حروب وكوارث وهموم وكروب عالقة ونزاعات مفزعة يأتي صوت عبد العزيز سحيم ليغسل كل ذلك في العقل الباطن ويستبدله بالروح الآتية من الله تعالى المفعمة بالأمل منذ الأزل، فتنهض بعد كبوة غارقة، وجاء هذا الصوت ليزرع الأمل من جديد في القلوب القاسية التي بدأت تبتعد عن الصراط المستقيم وبدأت تيأس من روح الله، فآمنت وازدادت إيمانا بل إن هناك أخبارا تقول إن الكثير من الغربيين استمالهم صوت عبد العزيز سحيم ليدخلوا في الإسلام أو يتأثروا بعظمة القرآن الكريم.
شكرا لعبد العزيز سحيم الذي أسهم صوته في إيقاظ القلوب نحو الاستماع للقرآن الكريم والاستمتاع بصوته الشجي الذي بلغ الآفاق، وهنيئا لبلد مثل الجزائر أن ينتسب إليها مثل هؤلاء الشباب الناشط في مجال القرآن الكريم، وقد قال سحيم إنه افتعل هذه الضجة الإعلامية لا لكي يشتهر بل لينافس أهل الفسق في مواقع التواصل الاجتماعي الذين ضجت بهم في كل مجال إلا هذا المجال الروحي، فأراد أن يضع بصمة وكانت بصمته خيرا صعق به كل ملحد وازداد به إيمانا كل مؤمن فلله درّه ولله درّ الجزائر.
شارك رأيك