بقلم شاذلي خليل
انه و بتحرير مدينتي حلب و الموصل ، و عن قريب ان شاء الله تعالى ذلك ، مدينة الرقة ( العاصمة المؤقتة للتنظيم الارهابي الداعشي ) ، فقد أثبت بذلك السوريون و العراقيون و للمرة الألف و ليست الأخيرة عن مدى صدقية و صدق المعاني الصرمدية و المقدسة للآية الكريمة القائلة ” انه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” ، صدق الله مولانا العظيم ، تلك الآية ذات المفعول العجيب و السحري و الهام و الرهيب و الالاهي و الرباني ، و لا غرابة في ذلك ، فهو كلام الله المقدس و المسلم به ، فلا نصر الا لله سبحانه و تعالى ، ” و ان تنصروا الله فلا غالب لكم ” باذن الله و حفظه و توكيله و عونه ، و انه لعمرنا الجهاد الحقيقي و الفعلي ، الذي ورد في كلام الله العلي القدير ، و نعني بذلك تحرير الأرض من أيدي الأعداء من القوى الظلامية و الرجعية و من الفئات الضالة و الظالمة و المرتدة و الردة و المحرفة لديننا الحنيف و السمح و المتسامح و المعتدل .
ذلك أنه و بتحرير مدينتي حلب و الموصل ، فقد حرر العرب قلب أمتهم ، و قد أثبتوا بذلك ، و بخاصة للعالم بأسره عن مدى شجاعتهم و استبسالهم و بسالتهم في القتال و التضحية في سبيل المحافظة على أرضهم من أيادي الغدر و الخيانة و الخذيعة و العمالة ، كسالف عهد أجدادهم اللذين تزخر ببطولاتهم الصفحات الوضاءة التاريخية المتعددة ، منذ بزوغ شمس و فجر الاسلام على ربوع هذه الأمة بقيادة حكيمة من الرسول الأكرم النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، و الذي بعثه الله العزيز الحكيم ليتمم مكارم الأخلاق ، و ما أذراك بمكارم الأخلاق ، و لا لنشر التناحر و القتال و الاقتتال و الفرقة و التفريق بين الاخوة و ذي القربى و الخيانة لأبناء الجلدة و للأقارب و لأبناء الوطن الواحد و بيع الأرض و المتاجرة بالنفس و العرض و الشرف و بالمحارم بأبخس الأثمان للأعداء … .
و ان أخبار الانتصارات المتتالية و المتلاحقة ضذ ما يسمى ” بتنظيم الدولة الاسلامية ” جزافا ، لتعيد لنا حميعا و بأسرنا و مجددا الأمل و الاعتبار ، بعد تلك الانتكاسات ، التي ما فتئنا قد عشناها لعهود و عقود جراء عديد الخيانات و الدسائس و الفتن ، التي قد تحلى بها و جنح اليهابعض قادة هذه الأمة الأبية و المسالمة و المتسامحة ، أمة ” اقرأ ” و أمة التوحيد و أمة العلم و النور و الحضارة و الثقافة و الاجتهاد و التحرير و التنوير و السلم و الأمن و الأمان و السلام .
هذا و لا يختلف اثنان في أن هذه الأمة قد نخرها السوس لعهود و عهود ، و قد اسطف العديد و العديد من أبنائها وراء الأجندات الغربية على اختلاف أنوعها و مضارها و سياساتها الهدامة و المخربة لهذا الوطن العربي و حتى الاسلامي من شرقه الى غربه و من شماله الى جنوبه ، و انه لطابور من الخونة و العملاء و من المرتزقة ، قد تنكروا حقيقة و واقعا و فعلا لأمتهم ، و قد باعوا بذلك ضمائرهم و ذممهم و أرواحهم و أنفسهم للأعداء و للاستعمار بأبخس الأثمان بل بأموال الدول لمثل هذا المسار و لهذه المؤامرة الدنيئة من الدول العربية المحسوبة واقعا على هذا المسار الشيطاني و الجهنمي ، في مقابل كمشة حقيرة من المال ، و لقاء ثمن خيانتهم لا تغني و لا تسمن من جوع ، و التي ستبقى بمثابت وصمة عار و تأنيب الضمير ، ان كان ما زال لهم ضمير أو قلب ينبض ، ذلك التأنيب الذي سيظل يتابعهم و يعذبهم و يذكرهم بخيباتهم و مساويهم طوال حياتهم الى موتهم المحتوم أشر موتة باذن الله تعالى ، فبفعلتهم تلك يكونون قد قطعوا الطريق و نهائيا علاقتهم مع أوطانهم و مسقط رؤوسهم الى الأبد و الى أبد الآبدين ، فكيف بهم ينشدون و يناشدون اليوم ، و بعد خيبتهم المريرة و بعد انكسارهم الرهيب و المحتوم ، العودة الى تلك الأوطان ، التي كانوا بالأمس القريب قد غادروها أو سفروا بعد أن كرهوا الاقامة فيها أصلا و أنكروا ، بل حتى أنكروا و تنكروا الانتماء لها و الانتساب لها أصلا … ، و كيف بهم يرومون ويصرون على تلك العودة و قد تلطخت أياديهم و أنفسهم بل و حتى نفسياتهم بدماء الأبرياء من شهداء أمتنا العربية و الاسلامية ، و بعد أن احترفوا القتل و الاغتيال و قطع الرؤوس استخفافا و تنكيلا و تمثيلا بالجثث و ببرودة دم ، و كذا الشأن باحترافهم و حذقهم لمختلف الفنون و المعارف الحربية و القتالية و الاجرامية كالتفجيرات و التفخيخات و الانفجارات و التخريب و الدمارو هتك الأعراض و ايتاء الفواحش تشتى الأشكال و الكيفيات … ، و الارتداد على الأديان و التشريعات و القوانين و الأعراف و التقاليد و الخلال الأخلاقية المختلفة و التنوعة ، و قد أضحوا بصنيعهم ذاك و المقرف و المذل للذات البشرية جمعاء و لحقوق الانسان و دعاتها و لمنظريها و احامييها و لراعييها و للمدافعين عليها و للناعقين بضرورة توفير لهؤلاء ” المحاكمات العادلة ” و ” المعاملات القانونية ” و ” السجون الخاصة و المريحة ”… ، اذن قد أصبحوا بصنيعهم ذاك المقرف و المذل حقيقة للذات البشرية ، و من الأكيد و المؤكد و المتأكد ، وحوشا ضارية و آفات فتاكة فضلا عن ادمانهم على تعاطي شتى أنواع المخدرات و المواد السامة و السمية على اختلاف ألوانها و تأثيراتها السلوكية و الاجرامية بخاصة ، فضلا كذلك عن عديد الآفات و المنشطات الأخرى ، و التي من شأنها أن تغير تماما و كمالا من طبيعة و طبائع متعاطيها … ، و بالتالي فانهم سوف لن يعودوا بمثل صورتهم الأولى ، و أكيد أنهم لم يعودوا ليصلحون لأي شيء يذكر ، أو من شأنه أن يرجع بالفائدة على أهلهم و ذويهم و على أوطانهم .
و انه قد صدق من قال حقا و منطقا ” لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر ” ، و ان الغريب في ذات الأمر أن ينبري بعض ” الغربان الذين كثيرا ما عودونا بنعيقهم المشؤوم في مثل هذه المناسبات ”، من أصحاب السوء ، أولئك اللذين قد حلوا ببلادنا بعد ذلك المنعرج الخطير و الرهيب و العجيب ، و اللذي سمي عند كثير من الأغبياء ” بالثورة المباركة ” حسب رؤيتهم المتخلفة و الضيقة و حتى المتقوقعة … ، و اللذين قد قبل بهم شعبنا عن مضض و رغم مآسيهم و ما كانوا يعانونه من شتى الأمراض النفسية المختلفة و المتعددة و المتلونة …، و رغم ثبوت خياناتهم بعد التخابر مع الدول الأجنبية ، التي كانت و منذ زمن بعيد تكن العداء و الكراهية المفرطة لأمتنا العربية و بالمثل للاسلامية و لشعوبنا و لوطاننا و حتى لجنسنا … ، بالخارج و بمقرات اقامتهم و بمهجرهم حسب تعبيرهم لسنوات و سنوات طويلة … ، و رغم ما كانوا ، و من الثابت ذلك كذلك ، ما يحملونه من عديد الأجندات تهدف و تقصد كلها الى ” العمل بصفة دؤوبة و ممنهجة و متواصلة و مستمرة و حثيثة و جادة و جدية على احلال عدم الاستقرار كالعمل و بخاصة على تخريب بيوتهم بأيديهم ”… ، ، و ان خير دليل لاقامة الحجة و البرهان على ذلك ، ما كانوا قد انتهجوه بل و حتى أقدموا على تنفيذه بصفة فعلية و على الأرض من سلوكيات و أفعال و قرارات خلال فترة اعتلائهم لسدة الحكم ببلادنا ، و نعني بذلك زمن ما سموه جزافا ” بالترويكا ” ، و اذن فقد انبرى هؤلاء ” الأرهاط و الشواذ ” ، و ان الشاذ يحفظ و لا يقاس عليه ، و انه و في اطار و في نطاق التمهيد ” لعودة الارهابيين العائدين من بؤر التوتر ” ، فقد شرعوا في الدعوة و التسويق لما يسمى ” بالتوبة ” و العفو عليهم و استقبالهم استقبال الأبطال و المحاربين الشجعان ، كشأن العفو عليهم بمناسبة ذلك ” المنعرج ” تحت غطاء و مظلة ” العفو التشريعي العام ” ، ذلك العفو الذي لا نزال و الى الآن نعاني من مضاره و تبعاته و من مآسيه ، كما لا يزال شعبنا الكريم يتحمل فاتوراته و أضراره و خسائره و ضرائبه ، و انه و كذلك الشأن سيكون نفس الحال و الأحوال بالنسبة نفس الشأن لجيالنا القادمة و المستقبلية لعهود و قرون من الزمن بالنظر لما تعد له و بصفة حثيثة ما يسمى جزافا ” بهيئة الحقيقة و الكرامة ” ، و في نطاق اعدادها لصندوق ” الكرامة ” ذلك الصندوق العجيب و الغريب و السحري المدمر و الهدام … ، و الذي سيكلف و من بين مهامه باسداء التعويضات … ، لمن ادعت تلك الهيئة بتسميتهم اصطلاحا ” بضحايا الاستبداد و شتى الانتهاكات ” ، عن سنوات و سنوات خوالي ، قد تعود حتى الى فترة ما قبل الاستقلال ، أي خلال فترة ” الكفاح الوطني ” و الخلاف ” البورقيبي اليوسفي ” ، الذي لا ناقة و لاجمل لشعبنا الكريم فيه ، و انه لعمرنا كله ” لخور كبير و عظيم بل و حتى متعاظم ” لا طائل لنا كلنا به أصلا و أساسا ، هذا الشعب الذي سيطالب ، حسب خور أعضاء تلك الهيئة و مخططاتها و مناوراتها … ، بدفع فاتورات و فاتورات و كم هي كثيرة و مصطنعة …، لم تكن له يد فيها بصفة مباشرة أو غير مباشرة ، الا لاثقال كاهله و لتكبيل تطوره و انطلاقته نحو الأفضل ، و كان الأجدر بهؤلاء الا مساءلة أصحابها و مرتكبيها ، في المقام الأول و الأخير و النهائي ، و مطالبتهم بالتعويض و بدفع أضرار و تبعات أفعالهم الشخصية ، فبقدر ما تكون المسؤولية الاجرامية شخصية ، بقدر ما يكون التعويض عنها بالمثل كذلك ، و بهذا يكون شعبنا حيال مثيري الأتربة و الرياح الحاملة لها من قبيل ” العواصف الرملية العاتية ” ، تلك العواصف التي لا تحمل وراءها الا الدمار و الخراب و شتى العلل و الأسقام … ، و التي لا طائل لنا و لجميعنا من جرائها سوى المشاكل و سيء الهوال و الكوارث … ، و اللبيب بالاشارة يفهم ، فهي ستظل من قبيل التراهات و المناورات ، التي لم و لن تنطلي حتى على الأغبياء ، فما بالك بشعبنا الكريم ، الذي أضحى و لا يزال محط اعجاب العالم بأسره .
فأي منطق هذا الذي يعرض و يقترح علينا ” بالقبولبعودةالارهابيين من بؤر التوتر العالمية الختلفة ” ، تحت أي عنوان و ما يسمى ” باللحم التنن و المتعفن ” او ” باللحم المفوح ” ، بعد أن كنا قد أعلنا ” الحرب على الارهاب ” منذ مدة من الزمن ، و شرعنا في تحصين بلادنا ، و بعد أن تعافت قواتنا الأمنية و العسكرية و بعد أن شرعت بدورها في تنظيف البلاد مما يسمى ” بالخلايا النائمة ” و بعد ” الكشف عن مخابيء الأسلحة المتنوعة ” و على اختلاف أنواعها ، و ” الكشف عن المتعاطفين و الشاهرين لبطولات داعش ” و ” للمروجين للمخدرات و للخطب المتطرفة و المحرضة للقتال و الاقتتال و لما يسمى حسب عرفهم و أعرافهم بالجهاد ” و ”بسفك دماء الأبرياء من المسلمين و من الأمة العربية بخاصة …“ ، و بالوكالة عن القوى الداعمة لها الأجنبية و الأمريكية و الصهيونية و عملائها و نعني بذلك تركيا و قطر و المملكة العربية السعودية و بعض الدول الأخرى من ” مجلس التعاون الخليجي ” بصفته الداعم المالي و المؤجج لتلك الحرائق ولزبانيتها و لمرتزقتها و لقتلتها و لمجرميها … و غيرهم كثير، على اختلاف مسؤولياتهم و أدوارهم في الجريمة ككل .
و كيف بنا نقبل و سنقبل و نتقبل و سنتقبل بآراء و اقتراحات هؤلاء ، الذين لا يختلفون في شيء عن طبيعة اولئك ” الارهابيين ” الذين اتخذوا من احتراف الدسائس و الفتن حرفة و مهنة لهم على الدوام والاستمرار … ، و الذين لا يريدون في قرارة أنفسهم و طبعهم و طباعهم ، الخير لأمتينا العربية و الاسلامية حقيقة ، بدعوى ” دفاعهم المستميت عن الاسلام و الغيرة عليه ” ، و انه حقيقة لدفاعهم و اغيرتهم عن ” اسلامهم الخاص بهم ” و بتلك القوى الأجنبية ، التي لا تنفك تقف وراءهم و تدعمهم و ترمي بهم في أتون الحرائق و حروبها المختلفة و المتنوعة و المتلونة و الرهيبة و العجيبة ، و تلك القوى التي كانت قد أعدتهم و خططت لهم و مولتهم للعب الأدوار المختلفة ، التي ما فتئوا يقومون بها حاليا و في قادم الأيام … ، في نطاق المسرحية الكبرى المسماة ” بالربيع العربي ” و مخطط و أجندة ” الشرق الأوسطي الجديد ” الأمريكي الصهيوني ، بعد أن كشفت معالمه ، و أصبحت معلومة تفاصيله و خباياه و بالمثل خفاياه … ، لدى الخاص و العام ، و لدى القاسي و الداني ، و لدى البعيد و القريب ، و لدى العاقل و حتى الغبي .
و انهم بذلك الصنيع و ” النعيق ” ، ليزيدون في افتضاح و فضح الا أمرهم لدى العموم ، بعد الوقوف و بكل تجرد على حقيقتهم و واقعهم و على فعلهم و أفعالهم ، و بعد أن سقطت أقنعتهم ، التي كانوا يتخفون وراءها و يختفون بها و يتوارون خلفها … ، و يغالطون بها الناس و ما يفضحون الا أنفسهم ، و ما يغالطون الا عقواهم البائسة و اليائسة و الخبيثة و الدنيئة ، و ما يفتننون الا على أنفسهم ، وما يدسون الا لأنفسهم ، و ما كيدهم الا في نحورهم ، فشعبنا الكريم و الأبيي بريء و في مأمن من فتنهم و من دسائسهم و من مؤامراتهم و من مناوراتهم و من مخططاتهم و من أجنداتهم الاجرامية و الخيانية ، لانهم لا يختالون الا على أنفسهم و لا يكيدون الا على أمثالهم …
*المواقف والأفكار التي تنشر في قسم “أفكار” لا تلزم إلا أصحابها ولا يعني نشرها من قبلنا تبنينا لها بأي صفة من الصفات .
شارك رأيك