أثّث الفنان لطفي بوشناق سهرة الأربعاء 9 أوت في قصر الرباط الذي كان قِبلة عشاق الطرب الأصيل من كل حدب وصوب، فقد شدّ الكثيرون الرحال إلى مدينة المنستير لمواكبة عرض أحد أهم الفنانين العرب لقضاء سهرة حضر فيها كل جميل.
اعتلى لطفي بوشناق الركح بعد وصلة موسيقية للفرقة المصاحبة والتي ضمّت نخبة من أفضل ما جادت به الموسيقى التونسية من عازفين، وانطلق مباشرة في الغناء أمام تفاعل كبير من الجمهور الذي رافقه في كل الأغاني التي أدّاها.
لطفي بوشناق الذي كان يردتي الجبّة التونسية والشاشية، لم يبخل على عشّاقه فنّه وغنّى فأطرب وتحدّث فأمتع وتفاعل بدوره مع جمهوره الغفير وتبادل معه عبارات المحبة.
غنّ بوشناق من قديمه وجديده، فكانت “نسّاية” و”شفتك ما نعرف وين” ويا للاّ وينك” و”هذي غناية ليهم” و”كيف شبحت خيالك” و”انت شمسي” و”العين إلّي ما تشوفكشي” و”يا مزيانة” و”غالبك عالبك”… وغيرها من الأغاني التي رسخت في ذاكرة التونسية وقلبوهم.
وكان بوشناق كلما انتهى من أداء أغنية يتوجه للجمهور بنفس الكلمة “مازلتوا” فيجيب الجمهور بصوت واحد “مازلنا” لينطلق مباشرة في أداء أغنية أخرى وهكذا إلى أن قرر مواصلة العرض واقفا، حيث قدم كوكتالا من متون التراث الصوفي التونسي ورقص وصفّق للجمهور وقال حرفيا “بش نقترح على هيئة المهرجان تعمل حفل يغني فيها الجمهور”.
لم يخفِ بوشناق سعادته بما وجده من حفاوة لدى جمهور من مختلف الأعمار، فقد كان الشباب حاضرا بأعداد كبيرة ويحفظ كل أغاني النجم العربي ويردّدها معه بكل تمكّن، ما جعل ضيف قصر الرباط يغنّي ويغنّي لتكون الحصيلة ساعتين من المتعة مع الكلة الجميلة والجمل الموسيقية البديعة والأداء الرائع مع مرافقة موسيقية زادت من بهاء العرض بالحرفية العالية للعازفين.
وكانت هيئة مهرجان المنستير الدولي قد أصدرت بلاغ أوضحت فيه أسباب عدم تمكّن عدد من الجماهير دخول قصر الرباط، وجاء في البلاغ: “يهمّ هيئة مهرجان المنستير الدولي أن توضح لجمهور المهرجان، أنّ ما حدث في سهرة الفنان لطفي بوشناق من تعذّر دخول عدد من الذين اقتطعوا تذاكرهم في بداية العرض ولم يتسنَّ لهم ذلك إلاّ بعد بدايته بتعلّة امتلاء قصر الرباط وعدم قدرته على استيعاب أعداد إضافية من الجمهور الذي جاء من مناطق مختلفة…
لذلك نلتمس من جمهورنا العزيز قبول أصدق اعتذاراتنا ونعوّل على تفهمهم، كما نعُلمهم أنه بإمكان كل من اقتطع تذكرة ولم يتمكن من حضور العرض استرجاع ثمنها عند شباك التذاكر الموجود قبالة قصر الرباط في أي وقت، مع العلم أنّ هذا الخلل التنظيمي خارج عن نطاق هيئة المهرجان…”
شارك رأيك