في برنامج “في ما يفلت شيء” على أي اف ام، قال اليوم الاثنين محمد بوغلاب من أبرز الصحافيين التونسيين المشهود لهم بالحرفية و الحيادية و الشجاعة بأنه تسلم يوم السبت الماضي استدعاء للمثول امام القضاء، مشيرا بأن “الرئيس لا يحب القفافة و ضرابة البندير هاو شنحب نقلو ….أني مبعتش الكحول خلسة ….مخذيتش قرض….”…
و في تدوينة تضامنية مع بوغلاب، الزميلة المتألقة منية العرفاوي، صحفية بدار الصباح، نشرت ما يلي على صفحات التواصل الاجتماعي “يمثل الزميل محمد بوغلاب غدا أمام فرقة الابحاث و التفتيش للحرس الوطني بباردو..
“ومرة أخرى يُسحب زميل أخر ليمثل أمام الأمن أو القضاء..
“وطبعا انت تذهب كمشتكى بك وهناك تُباغت باسم الشاكي وكصحفي الارجح دائما أن يكون عملك هو سبب التتبع، و الملاحقة، و السجن أن لزم الأمر.. وكذلك سببا في البحث الدقيق في صحيفتك الجنائية لعل وعسى عندك شيك دون خلاص وربما لاحقا سنصل الي البحث في أحكام النفقة وخطايا الردار الخ الخ الخ ..
المهم في ذلك كله.. قطعا #الصحافي ليس فوق القانون ولا العدالة ولا الشبهات ولكن بوجود ترسانة قوانين جديدة معادية للحريات في العمق و بوجود مزاج سياسي لا يحتمل حرية التعبير يصبح الأمر أشبه بعملية ممنهجة لفرض الصنصرة الذاتية و اخراس الجميع!
علما انك عندما تدافع عن حرية الصحافة انت لا تدافع عن أشخاص بل عن مبدأ.. انت تدافع عن صوتك حتى تضمن كرامتك.
ويحدث كل ذلك دون وعي بحجم محنة الصحافة والإعلام في تونس.. يشمت البعض وينبشون بجذل وحقد في تاريخ هم اول وصمته لتبرير المحنة.. ويصمت البعض الاخر جبنا لا يليق بإنسان لأن الإنسان دوره في الحياة ليس الاكل والشرب و التكاثر فقط والا لاكتفى مالك الوجود بخلق البهائم وانقذ الإنسان من محنة الوجود.. و يبحث البعض الاخر عن مكان وضيع في خانة التاريخ بالتزلّف الي السلطة على حساب كل مبادئ وثوابت المهنة.”.
ويحدث كل ذلك والجميع يتعامل بمنطق عدمي، تافه :
ça n’arrive qu’aux autres
ولكن ما سيحدث للآخرين سيحدث لك.. انها ايام تدور و ماكينة ترحي ودورك فقط لم يأت بعد..
طوبى لكم بالربوة..
واثقة جدا انه سيأتي ذلك اليوم وتسحبون منها دحرجة الى أوسخ نهاية تليق بكم ولن ينقذكم التسكبين والترهدين..
لن أقول كل التضامن محمد بوغلاب ..
شخصيا بتّ أخجل من تلك الكلمة التي تُقال دون أن تحدث ضجيجا أو تغييرا.. سأقول لك انت #صحافي كنت وستبقى ولست مجرما لتلاحق من فرقة أمنية الي أخرى.
شارك رأيك