في رسالة وجهها مساء اليوم السبت 27 جانفي عبر صفحات التواصل الاجتماعي إلى الاذاعات التي تستهتر، عبر حواراتها، بالأعمال الفنية لتبث أغاني مبتورة دون اعتبار لمدى تعب الفنان و معاناته في جميع مراحل الولادة من عسر المخاض و كتابة الكلمات و و و … و دون اعتبار حتى للمتلقي الذي يرغب في سماع اغنية كاملة و لا أجزاء مجزأة منها… كتب الملحن و المغني عدنان الشواشي ما يلي:
“مرّات أُباغت بقطْع بثّ أغنية و هي لم تكتمل بعد ، أو بالإكتفاء بتمرير طالعها أو جزء منها لا يتعدّى عُشُر مدّتها الأصلية !! يقع ذلك بالخصوص أثناء المنوّعات والبرامج الإذاعية الحوارية التي أصبحت تتميّز بهذا الأسلوب الغريب في تعاملها مع الأغنية وكأنّها مجرّد إستراحة قصيرة لتمكين الضّيوف المتحاورين من إسترجاع أنفاسهم قبل مواصلة الحوار..
هم لا يتصوّرون كيف وُلِدت تلك الأغاني ولا عِلْم لهم بمدى تعب و معاناة مبدعيها في جميع مراحل ولادتها من عسر مخاض كتابة كلماتها ثمّ صعوبة و طول مدّة تلحينها وتوزيعها و تسجيلها و دقّة عملية تنظيفها وتجميلها قبل تقديمها في حلّتها اللّائقة النّهائية إلى النّاس…
هم لا يعلمون بمدى شعور الفنّان بالحزن والإحباط والإهانة كلّما بُثّت أغنيته المبتورة ” المشرومة ” من غير سبب تقنيّ إضطراريّ أو حالة من حالات ” القوّة القاهرة ” كعطب مفاجئ في أدوات البثّ أو ضرورة تمرير خبر عاجل هامّ…
هكذا أصبحت الإذاعات ، إذًا ، تتعامل مع الأغاني وخاصّة القصيرة منها وتقطع منها ما تشاء وقتما تشاء دون عذر و لا حرج ولا إحترام لمشاعر أهل الكلمة والمغنى ، معتبرة خلاصة فكرهم و رحيق جهدهم مجرّد “مزّة” تافهة رخيصة يجمّلون بها طاولات مآدبهم الحوارية الماراطونية الممطّطة المجترّة اللّبيسة..
ثمّ .. أليس من حقّ المستمعين أن يتمتّعوا بأغنية كاملة ربّما تمثّل لهم فترات سعيدة وذكريات خالدة لذيذة من حياتهم…؟
أقترح على زملائي الشّعراء و الملحّنين التّفكير ، مستقبلا ، في صناعة أغاني على مقاس تقاليد البثّ الحديثة ، لا تتجاوز مدّتها بعض الثّواني حتى يرضى عنّا محترفوا تعمُّد ” البتر” و تفضيل الثّرثرة على المغنى…”.
شارك رأيك