في ردة فعل على اعتقال الصحفي محمد بوغلاب، وجه حمة الهمامي الأمين العام لحزب العمال عبر صفحات التواصل الاجتماعي رسالة شديدة اللهجة حول هذه “الضرورة الملحة لتكميم الأفواه”.
و يضيف حمة الهمامي أنه “لا يوجد أي تفسير لهذا الاعتقال سوى التعسّف.
“السرعة في الإنجاز” دليل على أن الدافع سياسي.
من حق أي مواطنة أو مواطن أن يرفع شكوى ضدّ محمد بوغلاب.
لكن هل ان الاعتقال في هذه الحالة ضرورة ملحّة تقتضيها “خطورة” هذا الرجل على “الأمن العام”؟
إن ما يجعل منه “ضرورة ملحّة” هو الحرص على تكميم صاحب الصوت بوضعه خلف جدران سميكة أي “خارج الخدمة”.
كتب سامي الطاهري، الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل تدوينة يوم اعتقال محمد بوغلاب مفادها أن الاتحاد رفع 30 قضية ضد جهات تعمّدت ثلب قياداته وتشويهم.
لكن القضية الوحيدة التي تم تحريكها في المدّة الأخيرة هي القضية المرفوعة ضد عبير موسي المطلوب تكبيلها بما أمكن من القضايا باعتبارها خصما سياسيا وباعتبارها موجودة بَعْدُ خلف القضبان.
إن قضاء بسرعتين لهو أكبر دليل على عدم استقلاليته.
إن المواجهة مع الإعلاميات/الإعلاميين ومع صاحبات/أصحاب الأفكار الحرة ليست مواجهة مع أشخاص هؤلاء في حد ذاتهم وإنما هي مواجهة مع المجتمع بأسره لتلجيمه ونشر الخوف في صفوفه وتقييد إرادة أفراده بألف قيد وقيد.
إن التخويف هو سلاح المستبدّين والأقليات الطبقية المهيمنة، التي تعجز عن الحفاظ على مصالحها الأنانية في مجتمع الحرية والديمقراطية. لأن الأغلبية تكون قادرة وقتها على إسقاط عرشها ووضع حد لهيمنتها.
إن الإذعان للخوف لا يخلق إلا عبيدا بل أشباح بشر لا كرامة لهم.
إن مقاومة الاستبداد واجب أخلاقي/إنساني قبل أن يكون واجبا سياسيا.
الحرية لمحمد بوغلاب وللمعتقلين السياسيين والمدونين والنقابيين المسلوبة حريتهم.
تونس في 25 مارس 2024″
- حمه الهمامي
شارك رأيك