بقلم عمار قردود
يعتقد خبراء ومتابعون للشأن الأمني بالجزائر لــــــ”أنباء تونس” أن إعلان مصالح الأمن الجزائرية القضاء على أمير سرية “الغرباء” الداعشية الإرهابي “نور الدين لعويرة” المكنى بـــ”أبو الهمام” منذ أيام رفقة أحد معاونيه بأعالي جبل الوحش بولاية قسنطينة لا يعني نهاية نشاط هذه الجماعة الإرهابية الداعشية الخطيرة و إن كان ضربة موجعة و قاصمة لظهرها،و يستدلون بذلك على نجاح هذه السرية المسلحة في تجنيد و استقطاب أعداد معتبرة من الشباب الجزائري.
حيث تمكنت مصالح الأمن لولاية قسنطينة -شرق الجزائر-من توجيه ضربة أخرى-لكن لا يبدو أنها ستكون القاضية-لسرية “الغرباء” الداعشية من خلال نجاحها في تفكيك شبكة جهوية لدعم و إسناد الجماعات الإرهابية و تدمير عشرات المخابئ و استرجاع ترسانة هامة من مختلف الأسلحة الحربية و الأحزمة الناسفة و القنابل اليدوية و الذخيرة الحية و قناطير من المتفجرات.
فقد كشف مصدر أمني جزائري رفيع المستوى لـــ”أنباء تونس” أن مصالح الأمن بقسنطينة و وفقًا لمعلومات استخباراتية جزائرية و روسية دقيقة،تمكنت من توقيف عناصر من شبكات الدعم و الإسناد بقسنطينة و عدة ولايات مجاورة لها نذكر منها أم البواقي،جيجل،سكيكدة و جيجل،و أن هذه العملية النوعية التي قامت بها الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لأمن دائرة الخروب منذ أسبوع أسفرت عن توقيف 3 أشخاص من ولاية قسنطينة،و بعد التحقيقات الأولية مع هؤلاء الموقوفين الثلاث و بعد تمديد دائرة الاختصاص القضائي بإذن من الجهات القضائية المعنية،تنقلت مصالح الأمن إلى 3 ولايات شرقية مجاورة لولاية قسنطينة و تم توقيف 20 شخصًا تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 45 سنة.
و أشار مصدرنا إلى أنه و خلال ذات العملية تم اكتشاف و تدمير 3 مخابئ سرية للجماعات الإرهابية في كل من جبل الوحش و عين النحاس بقسنطينة،حيث تم العثور خلال عملية تفتيش تلك المخابئ و قبل تدميرها على 10 أسلحة رشاشة من نوع كلاشينكوف و 20 مسدس آلي و 12 بندقية صيد،كما تم العثور على 20 حزام ناسف و 50 قنبلة يدوية الصنع و 3 مناظير ميدان و ليلية،و 5 قناطير من المتفجرات المتمثلة في مادتي “البارود” و الــ”تي.أن.تي” و كمية من الذخيرة الحية و المواد الغذائية و المواد الطبية كالضمادات و الأدوية،كما تم العثور داخل تلك المخابئ على بقايا أطعمة حديثة الطبخ و هياكل عظمية يعتقد أنها للمواشي.
كما أفاد ذات المصدر عن تمكن قوات الجيش الجزائري بالتنسيق مع مصالح الأمن و الدرك الجزائريين،خلال الأسبوع الماضي، من إحباط و إفشال عمليات توغل جديدة للجماعات الإرهابية بقسنطينة بناء على معلومات استخباراتية و اعترافات خطيرة أدلى بها الإرهابي المقبوض عليه منذ أيام “م.زبير” المكنى بـــ”أبو الهيثم”.
إرهابيو “داعش” خططوا لتفجير فندق الماريوت وجسر الاستقلال وكل الجسور المعلقة بقسنطينة عشية الانتخابات التشريعية
وأوضح نفس المصدر أن التحريات التي خضع لها الإرهابي “م.زبير” المكنى بــــ”أبو الهيثم” و الذي تم القبض عليه في العملية الهامة التي قام بها عناصر الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لمدينة الخروب، مكنت من جمع معلومات هامة عن شبكات الدعم النائمة والعناصر التي كانت تمنح العناصر الإرهابية المؤونة والمعلومات حول تحرك مختلف الأجهزة الأمنية، خاصة وأن الإرهابي “أبو الهيثم” يعتبر من أقدم العناصر الإرهابية كونه التحق بالعمل الدموي سنة 1994. وسبق له وأن نشط مع عدة أمراء إرهابيين، كالإرهابي “فتحي” المقضى عليه سنة 2012 بأعالي جبل يعقوب في بلدية ابن باديس-الهرية- و”أبو مصعب” أول أمير لسرية “الغرباء” الداعشية الذي ألقي عليه القبض بمدينة عزابة بولاية سكيكدة-شرق الجزائر-شهر نوفمبر 2015، وخليفته “نور الدين لعويرة”المكنى بــــ”أبو الهمام” المقضى عليه يوم 25 مارس المنصرم.
و كشفت اعترافات أولية أدلى بها الإرهابي المدعو “م.زبير”المكنى “أبو الهيثم” والذي تم الإيقاع به حيًا من طرف مصالح أمن قسنطينة منذ نحو أسبوعين بعد عملية تعقب آثار مجموعة إرهابية تمكنت من التسلل إلى مدينة قسنطينة منذ أزيد من شهر، قادمة من ولاية سكيكدة، حيث شرعت قوات الجيش في ملاحقتها ومحاصرتها في أعالي جبل الوحش بقسنطينة، أسفرت عن القضاء على الإرهابي الخطير و أمير “داعش” في الشرق الجزائري المدعو “لعويرة نور الدين” المكنى بـــ”أبو الهمام” و إرهابي أخر يدعى”بلال.ب”، عن معلومات هامة وخطيرة مفادها أن سرية “الغرباء” المنضوية تحت لواء تنظيم “داعش” الإرهابي و التي تتخذ من جبال قسنطينة معقلاً لها هي من قامت بتنفيذ عملية اغتيال الشرطي عمار بوكعبور بمنطقة الزيادية منذ أزيد من شهرين و استولت على سلاحه الناري من نوع “بيريطا” و هو المسدس الذي تم إسترجاعه بعد القضاء على أمير سرية الغرباء الإرهابي”أبو الهمام”،و أن ذات المجموعة الإرهابية هي التي حاولت تفجير مقر الأمن الحضري بمنطقة “باب القنطرة” بولاية قسنطينة،شرق الجزائر،و أن مجموعة إرهابية تتكون من 12 إرهابيًا بقيادة الإرهابي “أبو الهمام” قد كُلفت بتنفيذ عمليات إرهابية بولاية قسنطينة بغية فك الحصار المفروض من طرف قوات الجيش الجزائري على بقايا الجماعات الإرهابية بمنطقة الشرق الجزائري و خاصة بسكيكدة،جيجل،ميلة،خنشلة،تبسة، بسكرة،باتنة و الوادي.
وتضمنت هذه الاعترافات معلومات عن نية “داعش” تنفيذ هجمات إرهابية كبيرة في قسنطينة، علمًا بأن العنصر الإرهابي الذي تم اعتقاله قال بأن الإرهابيون رصدوا 50 نقطة في قسنطينة لزرع القنابل فيها من بينها كافة الجسور المعلقة بالمدينة وأهم المرافق العمومية.
وقالت مصادر أمنية جزائرية متطابقة لـــ”أنباء تونس” أن الإرهابي الذي تم القبض عليه حيًا، إثر العملية الأمنية التي قادتها المصالح الأمنية لولاية قسنطينة شهر أفريل الجاري وأفضت إلى القضاء على إٍهابي قام بتفجير نفسه بحزام ناسف و كان على متن دراجة نارية بجبل عين النحاس ببلدية إبن باديس قدم اعترافات أولية مكّنت الأمن الجزائري من إحباط مخططات إرهابية كادت أن تحدث خرابًا كبيرًا وتخلّف خسائر بشرية ومادية معتبرة.
وأشارت إلى أن العمليات التي خطط لها الارهابيون كانت تشمل زرع القنابل والتفجير عن بعد والعمليات الانتحارية وتفجير سيارات مفخخة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات كانت تستهدف أماكن مكتظة بالمواطنين لكن هذه العمليات تم احباطها بيقظة عناصر قوات الأمن المشتركة. كما أن ذات الإرهابي قدم معلومات مهمة ساهمت في الإسراع في تقفي آثار و ترصد و من ثمة القبض على أزيد من 20 شخصًا بتهمة دعم و اسناد الجماعات الإرهابية عبر 4 ولايات شرقية جزائرية.
وأفاد الإرهابي “أبو الهيثم” المقبوض عليه أن إرهابيو “داعش” خططوا لتفجير جسر الاستقلال “صالح باي” وكل الجسور المعلقة المتواجدة بولاية قسنطينة وكل محطات ترامواي قسنطينة، كما قرروا تنفيذ عمليات إرهابية تمس أهم المرافق العمومية خاصة فندق الماريوت وهو مؤسسة فندقية فخمة وذات الطراز المعماري العربي المغاربي بها 180 غرفة و21 جناحًا من بينها جناح رئاسي وكلف إنجاز هذه المنشأة السياحية الحكومة الجزائرية مبلغ مالي قدره 150 مليون أورو. ويتوفر فندق ماريوت المتواجد بالقرب من جامعة منتوري بمدينة قسنطينة على قاعة محاضرات بـــ700 مقعد و4 مطاعم و مسبحين (2) مغطيين و فضاءات للاسترخاء ومساحات خضراء،و ذلك عشية إجراء الانتخابات التشريعية المقررة يوم الخميس 4 ماي المقبل لتحقيق صدى إعلامي لسرية “الغرباء” الداعشية التي تبحث عن المال و الشهرة.
مقام الشهيد أصبح عند إرهابيو داعش…”هُبل الجزائر الأكبر”…؟
وأضاف نفس الإرهابي المقبوض عليه أن تنظيم “داعش” سعى إلى تكوين خلايا إرهابية تنشط في عدد من مناطق الجزائر وتخطط للقيام بأعمال إرهابية في البلاد وفي هذا الصدد أشار إلى أن قادة التنظيم قد خططوا لتفجير مقام الشهيد بالجزائر العاصمة والذي يصفونه بـــــ”هُبل الجزائر الأكبر” وأنه نسخة مشابهة لبرج إيفل بالعاصمة الفرنسية باريس ولهذا يستوجب تهديمه لأنه مجرد صنم من الأصنام، إلى جانب تفجير متحف المجاهد بالعاصمة.
هذا و قد أفادنا مصدرنا الأمني أنه و مباشرة بعد إدلاء الإرهابي “أبو الهيثم”بهذه الاعترافات المثيرة و التي تضمنت معلومات خطيرة سارعت مصالح الأمن إلى إبلاغ قيادة الجيش الجزائري و كل الأجهزة الأمنية لتوخي الحذر و التشديد من الإجراءات الأمنية حول المرافق و الهياكل التي ذكرها الإرهابي و هو الأمر الذي سيجنب الجزائر كارثة كبيرة خاصة و أن التنظيم الإرهابي “داعش” يريد تنفيذ عمليات إرهابية استعراضية من أجل إرسال رسالة إلى العالم مفادها تواجده بقوة و أنه مستعد للضرب في أي مكان في العالم لكن يقظة الأجهزة العسكرية و الأمنية في الجزائر و براعتها في محاربة الإرهاب حالت دون ذلك.
البغدادي أمر بمبايعة أمير جديد لسرية “الغرباء” الداعشية قبل رمضان المقبل
وقال الإرهابي التائب أن تنظيم “داعش” كان ولا يزال يبحث له عن موطئ قدم بالجزائر بعد فشله الذريع في بسط نفوذه على هذا البلد الواسع والمترامي الأطراف من خلال تنظيم “جند الخلافة” المقبور، وأن زعماء هذا التنظيم يعملون من أجل أن تكون الجزائر تحت إمرة “داعش” ورغم اعتراف الإرهابي التائب بأن الجزائر ما زالت عصية على مثل هذه التنظيمات الإرهابية إلا أنها لا تزال مستهدفة أكثر من أي وقت مضى،و كشف أنه و مباشرة بعد القضاء على أمير إمارة “داعش “بالشرق الجزائري الإرهابي “نور الدين لعويرة” المكنى بــــ”أبو الهمام” يوم 25 مارس الماضي شرع إرهابيو سرية “الغرباء” و بأوامر من الزعيم الأكبر لتنظيم “داعش” في العالم “أبو بكر البغدادي” في البحث عن خليفة جديد لزعيمهم المقضى عليه “أبو الهمام” و أن عملية مبايعة و تعيين أميرًا جديدًا لسرية “الغرباء” هي قضية وقت فقط.
ترتيبات لنقل و تحويل إمارة “داعش الجزائر” من الوسط إلى الشرق
و قال أنه و بأمر كذلك من زعيم “داعش” العالمي “أبو بكر البغدادي” يعمل إرهابيو “داعش” في الجزائر على نقل و تحويل إمارته من وسط الجزائر إلى شرقها و بالتحديد إلى ولاية من الولايات التالية:سكيكدة،جيجل،باتنة، قسنطينة أو خنشلة و ذلك هروبًا من الحصار و تضييق الخناق الذي فرضه الجيش الجزائري على “الدواعش” بوسط الجزائر،و تعمل قوات الجيش الجزائري و بأمر من القيادة العسكرية العليا على محاربة جميع فلول هذا التنظيم الإرهابي بغية منعه من ترتيب أموره خاصة بمنطقة الشرق الجزائري.
تونسيون ضمن العناصر الإرهابية المشكلة لسرية “الغرباء” الداعشية
و أعلن الإرهابي “أبو الهيثم” في سياق اعترافاته المثيرة لمصالح الأمن الجزائرية أن سرية “الغرباء” الداعشية تضم عدد معتبر من الإرهابيين التونسيين المشهود لهم بالشجاعة الكبيرة و أنه من ضمنهم إرهابي تونسي مختص في صناعة المتفجرات و إرهابية تونسية تبلغ من العمر 25 سنة و تسمى “أم المتعة” و هي مختصة في “إمتاع و رفع المعنويات للعناصر الإرهابية”.
هذا و نشير إلى أن عدد التنظيمات الإرهابية الجزائرية التي أعلنت مبايعتها لتنظيم “داعش” هو أربعة، أولاها كان”جند الخلافة بأرض الجزائر” التي تنشط ولايات من وسط الجزائر و هي:بومرداس البويرة وتيزي وزو، وهذه المجموعة هي من تبنت في سبتمبر2014 مسؤوليتها عن اغتيال الرعية الفرنسية “إيرفي غوردال”. وتم القضاء بعدها على قائدها “عبد المالك قوري” وأغلب عناصرها.
كما أعلن منشقون عن تنظيم “المرابطون” بالصحراء -جنوب الجزائر عن مبايعتهم لتنظيم “داعش” الإرهابي، مع رفض مؤسسه الإرهابي “مختار بلمختار” المكنى بـــ”بلعور” ذلك.
و ثالث هذه التنظيمات جماعة “جند الخلافة في جبال الرحمان” التي أعلنت بيعتها لتنظيم “داعش”. وهي تنشط في سلسلة جبال تمالوس بسكيكدة الساحلية على الحدود مع ولاية جيجل -شرق الجزائر- .
و التنظيم الرابع الذي أعلن بيعته لتنظيم “داعش” هو سرية “الغرباء”، و هو آخر من قدم البيعة، كان أثناء إعلانه انضواؤه تحت لواء “داعش” غير معروف كثيرًا في الساحة، وله نشاط محدود بمنطقة جبل الوحش بولاية قسنطينة و ما جاورها.قبل أن يسطع نجمه و يشهر علمه في الآونة الأخيرة،و لكن و مع ذلك كانت عملياته محدودة نسبيًا و إن حققت “البروباغندا” المطلوبة و يعتمد أسلوب اعتداءاته على العمليات الانتحارية و تفجير مراكز الأمن و استهداف عناصر الشرطة.
وحسب مصادر “أنباء تونس” تهتم سرية “الغرباء” الداعشية أكثر بالجانب اللوجيستي في عملها كنقل الأسلحة ونحوها. وغالبًا ما كانت تستهدف المواطنين أو تتعرض إليهم بالسلب و النهب.و هو الأمر الذي جعلها تنجح في استقطاب شباب المنطقة و تجنيده لصالح التنظيم.
هذا و رغم الضربات العسكرية التي تلقتها مؤخرًا هذه المجموعات الإرهابية من قبل الجيش الجزائري، ورغم ما يبديه المواطنون الجزائريون من تجاهل لهذه العناصر الإرهابية ، إلا أن الخبراء و المتابعون للوضع الأمني في الجزائر أقروا و أجمعوا لـــــ”أنباء تونس”بخطورة الوضع و أنه يستوجب يقظة دائمة و الابتعاد قدر المستطاع عن التهوين و اعتبار الجزائر عصية على تنظيم “داعش”بحكم أن نواة الفكر المتطرف موجودة و الدليل على ذلك عملية اكتشاف و توقيف عدة شبكات تعمل على تجنيد الشباب الجزائري في صفوف “داعش” و تسفيرهم إلى بؤر التوتر للقتال مع الإرهابيون الدواعش بكل من سوريا،العراق و ليبيا.
أكثر من 54 ألف شخصوا تورطوا في جرائم إرهابية بالجزائر
من جهة أخرى كان وزير العدل الجزائري الطيب لوح قد صرح نهاية 2016، أن الجزائر أنشأت قاعدة بيانات ضخمة و دقيقة تضم حالياً أكثر من 54 ألف شخص تورطوا في جرائم إرهابية وهم تحت المراقبة الأمنية الدائمة.
شارك رأيك