بين لاعب أسطورة مثل حمادي العقربي يذكر إسمه بتقدير و تبجيل بصفة تكاد يومية و بين لاعب فقد هويته و بوصلته و لباقته يبحث عن تلميع صورة متآكلة قاحلة مثل حاتم الطرابلسي يكمن الفرق كالفرق بين السماء و الأرض. (فيديو يشرح فيه حاتم الطرابلسي موقفه)
بقلم أحمد الحباسي
حاتم الطرابلسي اللاعب السابق للنادي الرياضي الصفاقسي ردّ على السؤال الاستفزازي لزميله اللاعب المصري السابق محمد أبو تريكة حول من سيشجع في المقابلة الكروية المقبلة بين نادي الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري في نهائي بطولة أفريقيا للنوادي بكونه لا يشجع إلا ناديه القديم مصاحبا هذا الكلام بابتسامة سخرية معتادة حين يتحدث عن الفريق التونسي المذكور.
من البداية نقول أن عداء اللاعب لنادي الترجي الرياضي التونسي معلن و مستقر منذ سنوات و لا يحتاج الأمر إلا الرجوع إلى تصريحاته السابقة و محاولاته المسّ من سمعة هذا الفريق و من البداية نؤكد أن من يعرف كواليس الحصص التلفزيونية يعرف و يعلم علم اليقين أن اللاعب و المعلق محمد أبو تريكة المطلوب قضائيا للقضاء المصري بتهمة الانتماء و تمويل جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قد اتفق مسبقا مع زميله حاتم الطرابلسي على بداية الحصة بإلقاء هذا السؤال المبيّت لأن الجواب المنتظر بالنسبة للطرفين كان معلوما و محسوما و مقدرا له أن يخلق البلبلة و يسيء إلى معنويات الفريق التونسي.
من المؤكد أن وصول فريق الترجي الرياضي التونسي إلى مرحلة العالمية بترشحه لكأس العالم للأندية التي ستقام بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 2025 و ترشحه للمباراة النهائية لكأس إفريقيا للأندية التي ستقام خلال هذا الشهر ذهابا و إيابا بين تونس و مصر و بقدر ما أدخل الفرحة في قلوب أغلب التونسيين على اختلاف انتماءاتهم الرياضية قد أحدث زلزالا قويا و مزعجا داخل عقول كثير من المتعصبين ليطرح السؤال هل أن تصريح حاتم الطرابلسي يأتي في سياق حرية التعبير أو في سياق مسألة الانتماء أو مسألة الخضوع الأعمى و الانتهازي لمتطلبات المهنة و لنزوات بعض القنوات القطرية التي تسعى منذ سنوات إلى ضرب الاستقرار في تونس بكل الطرق و تستخدم كل من انتدبتهم قنواتها الإخبارية و الرياضية لتنفيذ هذه الأغراض البائسة؟
المال القطري أعمى بعض القلوب
الظاهر أن المال القطري قد أعمى بعض القلوب التي انخرطت راكضة في مسار طويل يدرك القائمون على تنفيذه أنه يضر بالمصالح العربية على كل الأصعدة و هم ينفذون مقتضياته و متطلباته بعقول تونسية للأسف الشديد.
هل يدخل تصريح حاتم الطرابلسي في باب حرية التعبير؟ في الظاهر نعم و لكن عندما تأتى التصريحات و المواقف و تتكرر ضد فريق معين دون سواه و تتخذ طابعا انفعاليا مسطرا بعناية شديدة للمس من سمعة فريق و جماهير و تأتى هذه التصريحات في أوقات معينة و بجرعة استفزاز مدروسة فلا بد من الانتباه و إطلاق الأسئلة ليصل المتابع إلى قناعة أن تلك التصريحات لا علاقة لها بحرية التعبير إطلاقا بل هي مجرد نزوات تعصب منفلتة تم افتعالها بعناية شديدة لتحدث الأضرار المطلوبة بالجسم المسلطة عليه كل ذلك دون أن يدرك المتابع البسيط ما حصل وراء الكواليس من تحضير جيد لمثل هكذا تصريحات يراد لها أن تأخذ طابعا معينا و هو بث الانقسام في الشارع الرياضي لخلق أجواء صاخبة و متعكرة و قد تابعنا منذ يومين ما حصل لذلك الشاب الذي تعمد بعض الشباب في مدينة سوسة إذلاله و تعنيفه و المس من سمعته و نزع مريول الترجي الذي كان يلبسه فى مشهد بلغ قمة الانحطاط الأخلاقي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه الزوبعة لماذا يصر البعض على طرح مسألة الانتماء في خصوص هذا التصريح؟ هل أن من تبنته قنوات قطر و أغدقت عليه العطاء و بات خاتما في يدها يمكن أن ننتظر منه الانتباه إلى مسألة الانتماء أو الخضوع لها عند إطلاق هذه التصريحات العشوائية المستفزة؟
نحن نعلم الدور المشبوه الذي يقوم به منذ سنوات الصحفي بقناة الجزيرة محمد كريشان على سبيل المثال و ندرك دوره في تضليل الرأي العام و تشويه الحقائق و ما كتبه من مقالات مسيئة لتونس و نحن و بالتوازي ندرك أن بقاء حاتم الطرابلسي كمحلل بقنوات البين الرياضية القطرية مرتبط ارتباطا وثيقا بتنفيذ ما يطلب منه في الكواليس من إطلاق مثل هذه التصريحات المستفزة ضد فريق تونسي يمثل قصة نجاح في التسيير و حصد الألقاب رغم الظروف السلبية التي تعيشها الرياضة التونسية و التي زادها حكم الإخوان طيلة عشرية كاملة دمارا و تهديما على كل المستويات.
النادي الصفاقسي أنجب أساطيرا مثل حمادي العقربي
القيادة القطرية التي تمثل المصالح الصهيونية في العالم العربي لا تنظر بعين الرضا طبعا لقصة نجاح الترجي لأن المخطط الكبير يستهدف كل بصيص أمل و كل فريق يرفع الراية الوطنية و يدافع عن سموها في المحافل الدولية.
ربما ظن حاتم الطرابلسي أو خيّل إليه أحيانا أنه يمثل قصة نجاح أو أن ما يخرج من لسانه هو نبذة من حرية التعبير و ربما ظنّ الرجل في لحظة غرور أن تصريحاته الموتورة ستصيب معنويات فريق تونسي يعتبر مدرسة في النضال الرياضي ضد الاستعمار و مدرسة رياضية حصدت كل الألقاب الكروية الممكنة لكن و حتى نؤكد له و لمن سانده دون ذكر الأسماء من باب التعفف أنه يحرث فى البحر فلا بد من التعرض إلى شخصية و قامة رياضية فذة تمثل قصة نجاح فعلا و هي شخصية اللاعب الموهوب و ساحر الجيلين المرحوم حمادي العقربي الذي تشرفت الجماهير التونسية على مختلف انتماءاتها الرياضية بتكريمه بنحت اسمه فوق درة المتوسط أو ما يعرف حاليا باسم ملعب حمادي العقربي برادس لما عرف عنه من رفعة أخلاق و احترام للفرق المنافسة للنادي الرياضي الصفاقسي هذه القلعة الكبرى التي أنجبت أفذاذ اللاعبين الذين شرفوا الراية الوطنية بحق و كانوا في مستوى الانتماء و حرية التعبير.
بين لاعب أسطورة يذكر اسمه بتقدير و تبجيل بصفة تكاد يومية و بين لاعب فقد هويته و بوصلته و لباقته يبحث عن تلميع صورة متآكلة قاحلة مظلمة يكمن الفرق كالفرق بين السماء و الأرض.
كاتب و ناشط سياسي.
شارك رأيك