رحم الله الأستاذ الدكتور أحمد سهلول السوسي عميد كلية الطب بسوسة و رئيس قسم الأطفال بمستشفى فرحات حشاد بسوسة.
عندما نجحت في مناظرة أستاذ جامعي مساعد بكلية الطب بسوسة سنة 1994 كان الدكتور ” سي سهلول” كما كنا نسميه في أول عهدته كعميد لكلية الطب بسوسة.
في تلك الفترة انطلقت ” ثورة بيداغوحية” بكلية الطب بسوسة من أجل تجديد المناهج البيداغوجية بكليات الطب و خاصة أنظمة الامتحانات و أنظمة التعليم الطبي. و كان ” سي سهلول” المختص و الخبير في البيداغوجيا من الجامعات الكندية هو الموجه و المؤطر لذلك التحول البيداغوجي. أشهد ان تلك الفترة كانت من أكثر الفترات ثراء في تكويني البيداغوجي و في تكوين زملائي الأساتذة المساعدين و الأساتذة المحاضرين. حيث مكننا العميد ” سي سهلول” من دورات تدريبية في كل مجالات البيداغوجيا سواء في الخارج أو في تونس باستقدام أكبر الخبرات الوطنية و الدولية في ميدان التكوين الطبي.
كان مشروعه يتمثل في تعصير التكوين الطبي بكلية الطب بسوسة حتى يكون متناسقا مع متطلبات التكوين الطبي في أكبر الجامعات في العالم. و قد كرس جهده و طاقته بالكامل لهذه المهمة النبيلة. و نتاءج مجهوداته و مجهودات زملائه واضحة اليوم.
حيث يتمتع الأطباء الذين تكونوا بكلية الطب بسوسة بمستوى مرموق يضاهي أكبر الجامعات العالمية.
لقد كان ” سي سهلول” مثال الطبيب و الأستاذ الجامعي و العميد الملتزم بالمصلحة الوطنية بعيدا عن المصالح الشخصية و المنافع الزائلة، فكرس مجهوده و حياته لمهمته النبيلة واضعا نصب عينيه مصلحة الطلبة و مصلحة البلاد. لذلم فهو نموذج و مثل لكل المسؤولين الذين يتحملون المسؤولية في بلادنا.
رحم الله العميد أحمد سهلول السوسي و رزق أهله و ذويه و أصدقاؤه جميل الصبر و السلوان.
* تقام مراسم الدفن يوم غد الجمعة 7 جوان بمقبرة السويس بسوسة بعد صلاة العصر. رحم الله الفقيد رحمة واسعة ورزق أهله وذويه وجميع أصدقائه وزملائه وتلاميذه جميل الصبر والسلوان.