“علم تونس غال جدا ولا يحتمل المتاجرة ايضا”، هكذا عنون الصحفي فاهم بوكدوس مساء اليوم الثلاثاء 10 سبتمبر تعليقه على خبر رفع علم تركيا على أحد مقرات ال Sncft التونسية التي اعتذرت في ما بعد. و في ما يلي نص التدوينة:
“ان رفع علم دولة اخرى على بناية تونسية سواء كانت رسمية أو حتى خاصة غير مقبول ومدان، وسواء يتطلب الأمر اعتذارا أو إجراء تحقيق، فإن تحويل الموضوع إلى مؤامرة خطيرة تستهدف بلادنا وسيادتها وهويتها يبدو مضخما ومهولا لفتح “هوجة” وركوب “برداعي”على شعارات الوطنية لا أكثر ولا أقل.
دون العودة إلى تاريخ العلم التونسي وارتباطاته بالخلافة العثمانية فإن تشابه العلمين التونسي والتركي يجعل البعض يخطأ بينهما حتى أن كثيرا من تلامذة المدارس يرسمون العلم التونسي بشكل خاطىء، وتخطأ في ذلك أيضا المطابع، حتى أن محلات المرطبات كثيرا ما ترسم علم تركيا على “خبزة القاتو” عوض العلم التونسي كما حصل مرة في تجمع لشخصية سياسية تونسية معادية لتركيا.
هذا الخطأ يحصل أيضا في لقاءات ديبلوماسية خارج تونس، بل حصل أيضا سنة 2016 في كندا في اجتماع حضره الرباعي الراعي للحوار.
أن معاني الوطنية والسيادة التي ترتبط بالعلم التونسي يبدو أن مجالها أوسع وأهم كثيرا من رفع علم يشبهه يمكن ان يكون قد حصل بشكل غير مقصود، وتتطلب وقفة أكبر واشد صرامة على غرار إدانة الاتفاقيات المذلة مع إيطاليا التي حولت بلادنا إلى شرطي إيطالي، أو رفض رهننا بعشرات القروض الأجنبية، اوادانة عدم تمرير شروع قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني… وغيرها من الأدلة الدامغة على سلب سيادتنا ورهنها لتحالفات اقليمية ودولية، وبنوك مالية عالمية لن تزيد شعبنا الا تفقيرا وتجويعا وتهميشا”.