تعيين محمد زين العابدين، الجامعي و الوزير الأسبق التونسي، خبيرا باحثا بجامعة السربون بباريس (فرنسا)، بمركز الدراسات في الفلسفة و علم الاجتماع.
خلال لقاء انتظم بجامعة السربون بباريس، يوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024، وقع تقديم محمد زين العابدين الجامعي و الوزير الأسبق للشؤون الثقافية، حاليا رئيس قطاع الثقافة و الاتصال بمنظمة الإيسيسكو، كخبير و باحث في مركز الدراسات للفلسفة والعلوم الاجتماعية Cetcopra، التي تديره الأساتذة في علم الاجتماع كالولين موريكو.
و في سياق تقديمها، ذكرت مديرة مركز البحوث أن هذه المناسبة هي تأكيد على قيمة مدونة الأستاذ الجامعي و رجل الثقافة محمد زين العابدين، و تنويه بقيمته العالمية و صفاته الإنسانية، إذ دافع و لا يزال على موقع الثقافة و قيمتها كمنهجية تفكير فردي و جماعي، موجه إلى العالم و إلى العلاقات الدولية، من منطلق التنوع اللغوي و الديني و الحضاري للبشرية. كما أكدت الأستاذة كالولين موريكو أن الدراسات و الكتب التي ينشرها الأستاذ محمد زين العابدين تعد مرجعا يساعد على فهم العلوم الإنسانية بطريقة مختلفة، طالما تتخذ من الثقافة مطية لفهم الإنسان و الوجود.
أما محمد زين العابدين، فقد أكد خلال محاضرته على أنه جاء وليدا لعالم التناقضات و الاختلافات التي تحتم علينا كمواطنين و مثقفين و جامعيين أن نتفاعل مع العلاقات الإشكالية المفروضة علينا، بين الشرق والغرب. و بهذا الاعتبار، وجب علينا فهم التاريخ الثقافي الإنساني على تنوع مراحله و مصادره و مظاهره، ثم الانطلاق منه لرسم الفكر الثقافي كأساس معرفي متحول، بما في ذلك دراسة الجوانب الذاتية غير المعلنة، و الأبعاد الهامشية غير الثابتة فيه، و غير المطروقة في الدراسات، و ذلك بأكثر حرص و اهتمام و جدية في سياق مباحثنا العلمية و الإبداعية المعاصرة.
كما قدم لأهم الفرضيات و الأفكار التي جاءت في المجموعة العلمية حول ” الحوار الثلاثي بين فرنسيس فوكوياما و محمد زين العابدين و سامويل هنتيغتون”، عن دار سوتيميديا للنشر، و التناظرات الواردة فيها، و المنثورة على السبعة كتب ذات المناحي المعرفية الجغراسياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و المخيالية و العاطفية و الجمالية و الإنشائية. و كلها ينحو منحى فهم الإشكاليات المفاهمية لعلاقة الشرق بالغرب، من منطلق السؤال الثقافي و التاريخي الحضاري، العالق بهذه المباحث.
و هنا يؤكد محمد زين العابدين على قيمة و معنى أن نفكر في ” المهجور من الفكر” أو “اللامفكر فيه”، لنعيد للثقافة معانيها المتجددة، أو ما لم يقع التطرق إليه كقيمة تأويلية للمسارات المعرفية في تأويل العلاقات الدولية، و الصلات المخيالية بين الأفراد و المجتمعات و الشعوب و الدول.
من ثمة، تطرق إلى كتابه ” تناظرات بين أندري مالرو و محمد زين العابدين” حول مفهوم الثقافة و النظريات الثقافية اليوم، و مدى تغيراتها و تداعياتها على الفعل السياسي و الإستراتيجي الراهن. دون أن نسهو على سؤال الهوية الثقافية أو الشخصية الثقافية، من منظور من يحدده أو ما يحدده من مراجع للتراث و الذاكرة و التقاليد الفردية و الجمعية، بين الوليد و التليد، و الثابت و المتحول، و المفردات الجمالية و الأغراض الفكرية و الوجودية و الدينية، و كلها قضايا ثقافية ضاربة في الأهمية.
كما عرج في نهاية تقديمه على المبحث الذي تطرق إليه في كتابه “التونسية بمعنى الكونيات المتعددة” و ما شهده من نقاش ثري حول مفهوم الهوية و الغيرية.
و قد كان أعلن محمد زين العابدين في نهاية اللقاء عن صدور كتابه القادم، وهو في مراحله الأخيرة من المراجعة، و عنوانه “تناظرات بين إدوارد سعيد و محمد زين العابدين” حول سؤال الإستشراق و الخيال الشرقي، الذي سيصدر، خلال مارس 2025، عن دار سوتيميديا للنشر، في نطاق مجالس السربون.
شارك رأيك