بمناسبة اطفاء زوجته و رفيقة دربه في النضال راضية النصراوي شمعتها الواحد و السبعين يوم 21 نوفمبر أنزل حمة الهمامي شعرا لها كله حب و مودة على صفحات التواصل وهو كالتالي:
كوكتيل إلى راضية
(1)
أراكِ فتحلُو لديَّ الحيَاة
ويملأُ نَفْسِي صَبَاحُ الأَمَلْ
وتَمْلَأُنِي نَشْوَةٌ لاَ تُحدّ
كأنِّي أصْبَحْتُ فَوْقَ البَشَرْ” (1)
(2)
“اضحَكِي من اللّيلْ
من النّهارِ، من القمرْ
اضْحَكِي
من شوارِعِ الجزيرةِ المُلْتفّة
اضْحَكِي مِنْ هذَا الفَتَى الذي يُحِبّكِ
ولكنْ
حين أفتَحُ عيني وأُغْمِضُها
وحين تذهبُ خُطايَ
وحين تعودُ خُطايَ
احرمينِي الخُبز والهَوَاء
ولكنْ
لا تحرِمِيني ضحْكتَكِ
لأنّنِي عندَها سَأَمُوتْ…”( 2)
(3)
“عيناك غابتا نخيلٍ ساعةَ السّحرْ
أو شُرفتَانِ راحَ ينْأَى عنْهُمَا القمرْ
عيناكِ حينَ تبسُمَانِ تُورقُ الكُرومْ
وترقصُ الأضواءُ…كالأقمار في نَهَرْ
يرجُّهُ المِجْدَافُ وَهْناً ساعة السَّحرْ
كأنّما تنبض في غَوْرَيْهِمَا النُّجومْ…
وتغْرُقان فِي ضَبَابٍ من أسًى شَفِيفْ
كالبحرِ سرّحَ اليديْن فوقَهُ المساءْ
دفءُ الشّتاءِ فيهِ وارْتعَاشةُ الخرِيفْ
والموتُ، والميلادُ والظّلامُ والضِّياءْ
فتستفِيقُ ملْءَ رُوحِي رعشَةُ البُكَاءْ
ونَشْوَةُ وحشيّةٌ تُعَانقُ السّماءْ
كنشوَةِ الطّفّلِ إِذَا خَافَ مِنَ القمرْ !” (3)
(4)
“لو قرّبُوا النَّارَ من قلْبِي لأَحْرَقَهَا
فهلْ سمِعْتُمْ بقلْبٍ أحْرَقَ النَّارَا” (4)
(5)
فِي هذَا اليَوْمِ الذي جمّعنَا
بلا نهَايَة
وأنا أرمُقُ عينَيْكْ…
خدّيْكْ…
شفتَيْكْ…
أنامِلَك الورديّةَ الصَّغيرَة…
شعْرَكِ النّاعمْ…
قامتَكِ الجميلَةْ…
ليسَ عِنْدِي مَا أَقُولْ
ما عدا أنّي أحبّكْ
وأحبّكْ
حبّنا طوفان عشقٍ
لا يزولْ
حبّنَا السّابِحُ في الكوْنِ
شعاعٌ سرمديٌّ
تغربُ الشّمسُ وتمْضِي
يأفلُ النّجم ويَهْوِي
وهْو باقٍ لا يزُولْ
(6)
أتدْرِينَ فاتِنَتِي
أننّي فِي هَذا اليَوْمْ
وُلِدتُّ مِن جَديدْ
وأنّني مُذْ عرفتُكْ
أحسّ أنِّيَ أولَدُ كلَّ يَوْمٍ منْ جَدِيدْ…
خضراءُ أنتِ كالحياة
ألا عشتِ
كيْ أعِيشَ معْكِ
رَوْعةَ الحَياةْ…
(7)
لَيْسَ عِنْدِي مَا أقولْ
مَا عَدَا أَنِّي أحبّكْ
وأحِبّكْ…
حبّنَا طُوفَانُ عِشْقٍ لا يزُولْ
……. لا يزولْ……
“ويومَ يغْمُرُنَا التُّرابْ
فالأرضُ بهِ تُواصِلُ الحَيَاة” (5)
حمّه الهمّامي
تونس في 21 نوفمبر 2024
هوامش:
(1) أبو القاسم الشابّي
(2) بابلو نيرودا
(3) بدر شاكر السيّاب
(4) محمّد الهلالي
(5) بابلو نيرودا
شارك رأيك