جبهة الخلاص تصدر بيانا حول الاحداث في سوريا

تابعت جبهة الخلاص الوطني باهتمام بالغ تطورات الوضع بسوريا الشقيقة وإذ هي تبارك للشعب السوري وقواه الحية انتصارها على الاستبداد وتوجهها نحو بناء مستقبل زاهر لسوريا قوامه الحرية وسيادة القانون والعدل، فإنها تشير الى ما يلي:


1/ ان النظام السوري لم يلتقط رسالة الربيع العربي لعام 2011 وواجه التحركات السلمية لشعبه بوحشية وضراوة دفعت بوحدات من الجيش الى الانشقاق والى دخول البلاد في صراعات عنيفة سريعا ما تحولت الى حروب طائفية ونزاعات إقليمية بالوكالة هددت استقرار البلاد ووحدتها الترابية.
كما لم يستفد النظام من اتفاقات الاستانة لسنة 2017 واعرض عن محاورة معارضيه من اجل اجراء الإصلاحات السياسية التي يقتضيها الحفاظ على السلم الاهلية وحاول الإبقاء على حالة من الجمود قصد التمدد واستعادة سيطرته على شرايين الحياة حتى جاءت المتغيرات الإقليمية والدولية الأخيرة في سياق حروب غزة ولبنان واكرانيا لتحدث فراغا امنيا ساعد المعارضة المسلحة على شن هجوم خاطف احتضنه المواطنون في مختلف الجهات، توج بسقوط النظام.
2/ ان التطورات في سوريا لها دلالات تتجاوز حدود البلاد السورية وتؤشر الى ان ما عرفته البلاد العربية من انتفاضات سلمية مطلع العشرية الماضية يعبر عن تطلعات عميقة لدى شعوبها نحو الحرية وبناء مؤسسات ديمقراطية قائمة على سيادة القانون والفصل بين السلطات، تحقق العدل وتضمن الاستقرار والنمو الشامل والدامج لجميع أبنائها. كما تشير الى ان الاعتقاد بان الجمود السائد الآن في مختلف بلدان المنطقة يقوم دليلا على عدم حاجة هذه الشعوب الى الديمقراطية انما هو خطأ فادح يمهد لمفجاءات خطيرة على الامن القومي والإقليمي لهذه البلدان، وعلى استقرارها.
3/ تعرب جبهة الخلاص الوطني عن تفاؤلها بمستقبل الاحداث في سوريا لما ابدته فصائل المعارضة المسلحة (وعددها 37 حسب بعض المصادر) من توافق وجنوح الى السلم وطمأنة مختلف مكونات الشعب السوري الدينية والاثنية على ان سوريا للجميع لا تفرق بين احد من أبنائها على أساس المعتقد او الهوية الثقافية وما ابدته من حرص على الحفاظ على مؤسسات الدولة وتأمين الانتقال السلمي للسلطة بعيدا عن الانتقام او التشفي ومن تأكيد على ان برنامجها سوري لا مجال فيه لتصدير الثورة، يهدف الى تحقيق الكرامة والعدل وسيادة القانون والاحتكام الى إرادة الشعب الحرة في اختيار من يتولى امره.
4/ تعرب الجبهة عن استنكارها وشجبها وادانتها لعنجهية وصلف الكيان الصهيوني الذي واجه ثورة الشعب السوري بالاستفزاز والعدوان من خلال احتلال أراض سورية جديدة في الجولان وقصف مواقع للجيش السوري ولأحياء سكنية بدمشق ذاتها، معربا بذلك عن خشيته وذعره من ان تتعافى سوريا وتعود الى دورها التاريخي المحوري في المنطقة.
5/ تعبر الجبهة للشعب اللبناني الشقيق ولقوى المقاومة عن تضامنها الفعال وعن تثمينها لما قدمته من تضحيات وابدته من بطولات في الدفاع عن استقلال وسيادة لبنان ولمساندة الكفاح الاسطوري لإخوانه في غزة.
6/ تجدد الجبهة مطالبتها بالعودة الى الشرعية الدستورية في تونس وإعادة بناء المؤسسات على أساس الفصل بين السلطات وإطلاق جميع سجناء الرأي، وفي مقدمتهم المساجين السياسيين، واحترام استقلالية وسائل الاعلام والاتصال وفتح حوار وطني جامع حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية على طريق عودة الاستقرار في كنف الحرية وفي افق تنمية مستدامة وعادلة.

تونس في 9 ديسمبر 2024 عن جبهة الخلاص الوطني الاستاذ احمد نجيب الشابي

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.