مهرجان الأقصر للسينما الافريقية يهدي الدورة 14 للفقيد خميس الخياطي

من بين من فقده عالم صناعة السينما الافريقية خلال السنة الماضية، الصحفي و الناقد السينمائي التونسي خميس الخياطي الذي غادرنا يوم 18 جوان 2024. صورة الفقيد نشرتها ادارة النسخة 14 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية على صفحته الرسمية من بين من فقدناهم في القطاع، و رافقتها بالتقديم التالي:

“بكل الحب نهدي الدورة الرابعة عشرة لارواح فارقتنا كان لها دورا هاما مؤثرا في صناعة السينما الافريقية
اهداء الدورة لكل من :
عاطف بشاي
الطيب الصديقي
خميس خياطي
صافي فاى
ميد هوندو
انتظرونا يوم 9 يناير في الاقصر وفعاليات خاصة في دورة “قمر 14”.


و كتب الصحفي و مقدم الأخبار في التلفزة الوطنية اقبال الكلبوسي ما يلي على حسابه الخاص اثر الاعلان يوم 18 جوان 2024 عن وفاة خميس الخياطي:

“خميس الخياطي …
كم خط قلمه المدرار نقدا فذا للفن السابع .. سبح في لج هوى السينما حتى أصبح إسمه رديفا لعالم الصورة والصوت الساحر، ليس في تونس فحسب بل في الوطن العربي قاطبة .. قاموس رهيب لا تخفاه شاردة أو واردة تهم عالم الإخراج والتمثيل والسيناريو والمدارس السينمائية المختلفة والإنتاج … خميس كان يحيا ويتنفس سينما ، وهب فكره وطاقته في سبيل إشعاع السينما التونسية والعربية.. بل سينما العالم الثالث .
طاف بقلمه وعدسته أغلب المهرجانات الكبرى مسائلا كبار المخرجين وسابرا لأغوار كبرى الإنتاجات السينمائية … هذا التألق ناله خميس أيضا عندما كان زميلا لنا في التلفزيون منتجا لبرامج تغوص في الشأن السينمائي معرفا بجيل النوابغ الذين كانوا روادا للسينما التونسية :عبد اللطيف بن عمار والنوري بوزيد والناصر القطاري وعمار الخليفي والناصر خمير وغيرهم .
زيادة عن هذا القلم السيال كان الفقيد مغرما بفن التصوير ، فالصورة كانت لديه المنبع والإنطلاقة منذ ريعان الشباب في سهول وشعاب القصور من ولاية الكاف … عاش في قلب أحداث ثورة الشباب بباريس سنة 1968 , ثورة هزت العالم القديم ، كان فيها خميس وفيا لمبادئ اليسار الجامح للتغير والعدالة والتقدم فانضم إلى القسم الثقافي بإذاعة فرنسا وبالتوازي مع ذلك نجح في نيل الدكتوراه بأطروحة حول المخرج الذي كان متيما به العملاق المصري صلاح ابو سيف وهذا ما فتح لخميس الأبواب مشرعة ليغوص في أعماق السينما العربية ويحوز صداقة روادها من يوسف شاهين ومصطفى العقاد إلى كمال الشيخ فبرهان علوية وهاني جوهرية ناهيك عن رائد السينما التونسية والإفريقية وباعث أيام قرطاج السينمائية الطاهر شريعة .. حين ذاك كان الإبداع في أوج تألقه وكان الخياطي يموج في بحر الصورة والصوت.
رحمك الله صديقي خميس … لم أكن أتصور أن جينيريك النهاية سيقفز بهذه السرعة والفُجائية ليختم شريط حياتك الصاخب ولم تكتمل قصة حبك للفن السابع بعد … تلك مشيئة الله .
إنا لله وإنا إليه راجعون”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.