أبرز تقرير مضّور لقناة “فرنسا 24” أهم أوجه المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة لفائدة سكان غزة أثناء فترة الحرب، والاستعدادات للمرحلة الفادمة.
ويتتبّع التقرير عملية إجلاء الفلسطينيين إلى “مدينة الإمارات الإنسانية” (EHC)، والتي تستضيف حاليًا أكثر من 2200 فلسطيني من غزة، كما يسلط الضوءَ على الخدمات التي توفرها المدينة، بما في ذلك المدرسة، والمرافق الطبية والعلاج الطبيعي، وغرف للعب، وعدد من الخدمات المتنوعة.
التقرير تحدث أيضا عن جهود الإمارات في إحلال السلام الإقليمي ما سمح لها بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لا سيما عبر مصر، وعلى طول حدود غزة.
ويستعرض الوثائقي صورا من بقايا مدينة رفح مُركّزا على عمل المهندسين الإماراتيين في إعادة الإعمار.
ينتقل التقرير إلى “المستشفى العائم للإمارات في العريش”، الذي وُصف بأنّه مجهز بأحدث التقنيات ويضم غرف عمليات قادرة على إجراء ما يصل إلى 15 عملية جراحية يوميًا، مما يجعله أحد أبرز المرافق الصحية في المنطقة.
فضلا عن مستودعات ضخمة لتخزين المساعدات، وستة محطات لتحلية المياه في وسط صحراء سيناء المصرية على الحدود مع غزة. هذه المحطات قادرة على توفير مياه الشرب لأكثر من 600 ألف فلسطيني، وهو ما يعادل ربع سكان القطاع.
ويُشير ذات التقرير إلى أن الإمارات في طريقها لتصبح “القوة الإقليمية الأكثر قدرة على التأثير في مستقبل فلسطين”، وفي مقابلة خاصة، صرّحت ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في حكومة دولة الإمارات، أنّه “لا جدوى من إعادة الإعمار ثم تكرار المأساة، يجب كسر هذه الحلقة المفرغة من العنف، إذا أدركت إسرائيل أن تحقيق السلام الدائم يتطلب الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، فسيكون ذلك تغييرًا جذريًا وسيفتح المجال أمام العالم العربي لتعزيز علاقاته مع إسرائيل”.
وأضافت أنّه “من الضروري أيضًا أن تنشأ حكومة فلسطينية كفؤة، شفافة، ومُصلحة قادرة على تلبية احتياجات شعبها”.
وأشار التقرير إلى تأكيد الإمارات لن تتدخل في الشؤون السياسية لغزة، كما ذكر التقرير بإيجاز إقامة محمد دحلان في أبوظبي، حيث أوكلت إليه مبادرات خيرية في الماضي، مع الإشارة إلى وضعه المثير للجدل.
وينتهي الوثائقي بمتابعة قصّة الطفلين مصطفى وعلي بعد شهر من وصولهما إلى أبوظبي، حيث يحاولان بدء حياة جديدة بعيدًا عن الوطن واستعادة قوتهما. ويختتم تقرير القناة الفرنسية بالإشارة إلى أن غزة بحاجة إلى إعادة بناء شاملة، وهو “التحدي الضخم الذي تستعد له الإمارات أيضًا”.
يُذكر أنّ الحرب على غزة، التي تواصلت لما يزيد عن خمسة عشر شهرًا، أودت بحياة أكثر من 46 ألف شخص وأصابت 110 آلاف آخرين بجروح، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، هذا بالإضافة إلى الأضرار المادية الهائلة.
ويتوقع الخبراء أن تستغرق إعادة إعمار غزة عقودًا وستكلف ما لا يقل عن 40 مليار دولار مما يجعلها أكبر جهود إعادة بناء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وخطة مارشال.
شارك رأيك