القيروان: الدورة الأولى لملتقى محمد الغزي لأدب الأطفال واليافعين

شهدت دار الثقافة اسد بن الفرات بالقيروان يوم السبت 1 فيفري 2025 فعاليات الدورة الأولى لملتقى جائزة محمد الغزي لأدب الطفل واليافعين و قد كان الشاعر الكبير فقيد مدينة القيروان أحد كتاب الطفل في تونس و كانت له مساهمات مهمة في هذا المجال.

طارق العمراوي

بدأت الندوة بعرض شريط وثائقي عن حياة الشاعر محمد الغزي ثم كانت كلمة رئيس الجمعية السيد خالد مفتاح الذي ذكر بأهم الإنجازات التي أقدمت عليها الجمعية في الفترة الأخيرة ولعل أهمها هذا المولود الثقافي الجديد ثم أعطي مندوب الثقافة إشارة الانطلاق لفاعليات الملتقى مذكرا أن هذه التظاهرة لمسة وفاء لمبدع القيروان وشاعرها محمد الغزي.

انطلقت بعد ذلك أشغال الجلسة العلمية الأولى والتي ترأسها الأستاذ صلاح الدين لحمادي وحاضر فيها كل من الأستاذة نورة عبيد بورقة علمية تحت عنوان “أن ترى الأطفال في الأناشيد” وأشارت للعديد من الإشكاليات ومنها تغير مفاهيم الطفولة وأهمية شخصية الكاتب وحضوره في السرديات المكتوبة وكيف انفتح الأدب الموجه للطفل على الفنون المتعددة مع أهمية التخييل والإخراج الفني للقصة الموجهة للطفل وأهمية الأسرة اليوم وعلاقتها بالمطالعة والقراءة مقارنة الواقع التونسي بالواقع الياباني مذكرة بأسئلة الطفل في هذه السن المحرجة وأهمية الحكايات الشعبية وغيرها من الإشكاليات التي أتت عليها الباحثة.

أما مداخلة الأستاذ طارق العمراوي فعالجت نقدا وتمحيصا خمسة قصص واختار لها عنوان “أدب الطفل لدى محمد الغزي : آفاق الأفكار ودلالات الأمكنة” مستخرجا أهم الرسائل التربوية والأخلاقية القيمية والبيئية وضرورة طرح أفكار لها آفاق رحبة كي يسبح في ظلها الطفل مع الأمكنة المتعددة والتي كانت حاملا لعدة مواقف وآراء تخدم سن الطفولة في هذه المرحلة مراعية تطورها الحس حركي والمعرفي مع تقاطعات عدة مع كتاب القصة الموجهة للطفل كلعبة الأرقام التي استقدمها الكتاب من العوالم الأسطورية والخرافية.

وترأس الجلسة العلمية الثانية الأستاذ حافظ محفوظ وتدخل أولا الأستاذ سامي الجازي طارحا سؤالا هاما “هل أن أدب الطفل خطرا إلى هذا الحد” مع جملة إشكاليات رافقت مداخلته مثل لكل أدب خطورته ولكل حضارة ممنوعاتها واشتغل على احدى قصص محمد الغزي والتي طرح فيها قيمة الفن مارا بعدة قصص عالمية ليعمق الإشكاليات التي طرحها ومنها كمية العنف المبثوثة في بعض القصص وهو العارف بهذا العالم ككاتب ومتابع للسرديات المنشورة نظرا لطبيعة عمله.

اما الأستاذ الأسعد العياري فكانت له منطلقاته النظرية في مداخلة عنونها ب”كلمة الله في فم الطفل” مارا بالكتب السماوية والتعدد الدلالي والمعرفي وسياقات الفكرة والفهم وأهمية المرحلة التي نكتب عنها وهل تفاعل أدب الطفل مع النصوص الدينية ومنها وصايا لقمان لابنه وقراءة في المدونة التونسية ناقدا متنها المحشو بالخرافات والأساطير وتدعيم الحل الفردي أمام المشاكل التي يعترضها البطل في قصصه مع طرح إشكالية هامة وهي غياب استراتيجية واضحة من الهيئات الرسمية وضرورة قتل الطفل في داخل كل كتاب القصص الموجهة للطفل.

ثم كانت كلمة السيدة ليلى الغزي الفراتي كريمة الفقيد مذكرة بفضائل الوالد الكريم وقرأت احدى قصائد الشاعر القيرواني ليقرالأستاذ حافظ محفوظ تقرير اللجنة التي تكونت من الدكتورة أنيسة رزقي والدكتور صلاح الدين لحمادي والأستاذ حافظ محفوظ والتي نوه الأخير من خلال التقرير على أهمية أدب الطفل ومستوى النصوص التي شاركت في المسابقة ليفوز بجائزة لجنة الجمعية الكاتب الحسين لحفاوي عن كتابه “سالم والشيخ والطائر العجيب” ولجنة التحكيم كانت من نصيب الكاتبة المقتدرة أحلام الحكيمي عن قصتها “سأخرج من النافذة” وجائزة محمد الغزي فاز بها الكاتب نور الدين بن بوبكر عن قصته “أحبك يا أرض” راجين أن تشهدالدورات القادمة مزيدا من النجاحات وأن يتحول هذا الرقم الكمي إلى رقم كيفي يؤثث المشهد الثقافي جهويا ووطنيا وان ينوع من مناشطه في قادم الدورات.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.