بتنظيم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بجندوبة وبالشراكة مع مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي والإدارة العامة للعمل الثقافي، آحتضنت دار الثقافة بفرنانة يوم 11 أفريل 2025 لقاءً حواريًا حول مشروع “الجهات المبدعة: دعم تركيز مخابر إبداعية”.
اللّقاء، الذي أشرف عليه المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بجندوبة السيد فيصل عطّافي، شهد حضور المديرة العامة لمركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي السيدة سلوى عبد الخالق، والسيّد خالد عازق ممثّل الإدارة العامة للعمل الثقافي، إلى جانب إطارات المندوبيّة الجهويّة للشؤون الثقافية بجندوبة وإطارات وأعوان دور الثقافة بالولاية، وفاعلين ثقافيين محليّين.
في الجلسة الأولى، قدّم السيد أحمد عماد بن عمارة، عضو فريق المشروع، مداخلة بعنوان “الإبداع والاقتصاد الإبداعي في الجهات”، آستعرض من خلالها المفاهيم المرجعية للمشروع، وأهدافه الرامية إلى تحويل دور الثقافة إلى فضاءات حاضنة للإبداع، بما يساهم في إدماجها ضمن ديناميكية اجتماعية واقتصادية جديدة. كما أبرز أهمية هذا التمشي في تجاوز الإشكالات البنيوية التي تعاني منها هذه المؤسّسات، ودورها في دعم مسار الإصلاح والتجديد.
أما الجلسة الثانية، فقد خُصّصت لعرض ثلاث تجارب ميدانية لمخابر إبداعية نموذجية. وقد استعرض السيد إلياس الحريزي تجربة Digital Art Living Lab، مركّزًا على رؤيته المبتكرة وأهدافه الاجتماعية والاقتصادية. بدوره، قدّم السيد أحمد الميساوي تجربة Elspace Fablab، مبرزًا الأثر المجتمعي للمخبر وأبعاده التنموية. ثم عرضت السيدة سلوى عبد الخالق تجربة مشروع “مكان” بالمرسى، باعتباره قطبًا للفنون الرقمية والخط العربي، ومثالًا لمشروع ثقافي مجدّد تم تصميمه ليحتضن أصحاب المبادرات الإبداعية ويرافقهم، مشيرة إلى اختيار ولاية جندوبة من بين ثلاث ولايات مستفيدة من المشروع، إلى جانب نابل والقيروان، كان نتيجة للشراكة الإستراتيجية مع المندوبيّة الجهويّة للشؤون الثقافية بجندوبة.
كما خُصّصت فقرة تفاعلية مع الحضور، فتحت المجال للنقاش وتبادل الأفكار، خاصة من قبل الشباب والمبادرات المحلية المهتمة بالاقتصاد الثقافي الرقمي. وقد شارك في اللقاء عدد من مديري المؤسسات الثقافية والأساتذة الجامعيين من جامعة جندوبة.
وعلى هامش اللقاء، وفّر المركز الإبداعي المتنقّل “مدد” فرصة للحضور لخوض تجارب رقمية غامرة من خلال زيارات افتراضية، ما أضفى على الحدث بعدًا تفاعليًا وممتعًا
تجدر الإشارة إلى أن مشروع “الجهات المبدعة” مُموّل من قبل برنامج مساهمة اليونسكو في أنشطة الدول الأعضاء للسنوات 2024-2025، ويهدف إلى إرساء مخابر إبداعية في ولايات جندوبة، القيروان ونابل، عبر دعم الكفاءات المحلية في مجال الصناعات الثقافية الرقمية، ومرافقة الفاعلين في تصميم وتطوير مشاريع مبتكرة ومستدامة. وقد تم إطلاق دعوة للترشّح للمشاركة في مخيّمات تدريبية تمتد على ثلاثة أيام، وتهدف إلى تعزيز المهارات في إنشاء هذه المخابر، على أن يكون آخر أجل للتسجيل يوم 20 أفريل 2025.
رياض بوسليمي
شارك رأيك