أصدرت جمعية منامتي اليوم الثلاثاء 6 ماي 2025 البيان التالي للرأي العام تحت عنوان “365 يوم من القمع والصمود : سعدية مصباح تدفع ثمن مواجهة منظومة تُجرّم النضال“. و ذلك بعد مرور عام كامل عن إيقاف رئيستها المناضلة ضد العنصرية سعدية مصباح.
نكمل اليوم عاما كاملا على الإيقاف التعسفي لرئيسة جمعية منامتي، سعدية مصباح، التي تمّ إيقافها يوم 7 ماي 2024. وقد تلت هذا الإيقاف سلسلة من الإجراءات، أبرزها تجميد نشاط الجمعية، في خطوة تفتقر إلى أي سند قانوني أو مؤيدات واقعية، مما يكشف عن إرادة مبيّتة لاستهداف من اختاروا الاصطفاف مع الحق والإنسانية ومقاومة كل أشكال التمييز والعنصرية.
ورغم وعي أعضاء وعضوات منامتي بأن هذا الإيقاف لا يستهدف شخصا بعينه، بل يضرب في العمق كلّ صوت حرّ، نسويّ وحقوقيّ، يؤمن بتونس متساوية، عادلة، وخالية من التمييز، فان الجمعية التزمت بالمسار القانوني، وتجنّبت الرد على المهاترات الإعلامية احتراما منها للمسار القضائي.
إلا أن ما شاب هذا الملف من تأخير وتسويف ممنهج لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتباره سليما، بل يؤكد أنّ القضية لا تتعلق بإجراءات قانونية وقضائية، بل جاءت استجابة لرغبة منظومة عقابية تضرب عرض الحائط حق أي إنسان، بمن فيهم سعدية مصباح، في محاكمة عادلة.
ولئن نؤكّد أنّنا لسنا أمام “قضية مالية”، بل نواجه منظومة عدالة قاصرة نحاول داخلها التمسك بالحرية، وبالحق في الدفاع عن الحقوق والحريات فان جميع الاتهامات الموجهة إلى الجمعية ورئيستها انطلقت من أخبار زائفة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دون أي أدلة، وتزامنت مع حملات ممنهجة من التشويه والتحريض ضد الجمعيات التي تدافع عن كرامة الإنسان وحقه في عدم التعرض للإهانة أو الاستهداف. كما نُذكّر أنّنا واجهنا، علنا وبثبات، كلّ دعاة الكراهية والعنف، مهما كان مصدرهم أو انتماؤهم، و نشدد على أننا لم ولن نخجل من مواقفنا، ولن نساير أو نُطبع مع أي سياسات تقوم على التخوين أو بث الكراهية.
ورغم تعاون الجمعية بكل شفافية مع الجهات المختصة، وتقديمها لتقاريرها الأدبية والمالية كما ينص عليه القانون، حيث أثبتت التقارير الرقابية المستقلة أنّ ميزانية منامتي كانت محدودة وهامشية مقارنة بحجم العمل الحقوقي والإنساني الذي أنجزته على مدى أكثر من عقد. ورغم ذلك، صَدرت بطاقة إيداع بالسجن ضدّ سعدية مصباح، في غياب تام للقرائن والإثباتات، وفي انتهاك صارخ لقرينة البراءة، واستهداف مباشر لمدافعة عن الحقوق الإنسانية نذرت نفسها للدفاع عن الحق، وعن تونس متعددة، وعادلة، ومنفتحة على إنسانيتها.
وعليه، يهم جمعية “منامتي” أن تعبّر عن ما يلي:
- أولا رفضها لاستمرار احتجاز سعدية مصباح دون محاكمة عادلة.
- ثانيا تنديدها بالتمديد غير المبرّر في إجراءات الإيقاف التحفظي، والمماطلة في إصدار قرار ختم البحث رغم صدور الاختبارات.
- ثالثا إدانتها بشدّة ظروف الاحتجاز، والتضييق الممنهج المسلط عليها.
- رابعا استنكارها لحملات التشويهية الممنهجة التي تُشنّ ضدها وضد الجمعية، عبر بعض المنابر الإعلامية وصفحات التضليل
- خامسا مطالبتها بالإفراج الفوري وغير المشروط عن سعدية مصباح، وبالبت العاجل والعادل في ملفها، بعيدا عن كل ضغط أو توظيف سياسي.
رسالتنا واضحة، ولا تحتمل المساومة ، لن نصمت عن تجريم النضال الحقوقي، ولن نقايض على الكرامة والحرية ، و لن نترك سعدية مصباح، ولا أي صوت حرّ.
من أجل تونس حرّة، عادلة، بلا عنصرية.

جمعية منامتي
شارك رأيك