ننقل هنا حرفيا ما أنزله الأستاذ المحامي فوزي جاب الله على حسابه بصفحات التواصل الاجتماعي بعد زيارته أول أمس الاربعاء لمنوبه الدكتور منذر الونيسي بسجن المرناقية:
“يوم الأربعاء 14 ماي 2025 زرت الدكتور منذر الونيسي بسجن المرناقية حيث هو موقوف على ذمة قضيتين مختلقتين…
هما قضية ما سمي بتسريبات شهرزاد عكاشة …
وهي قضية “تهثريم” لا معنى له…
وقضية ما سمي بقتل الجيلاني الدبوسي الذي توفي في منزله تحت رقابة طبيبه الخاص الذي يعمل لديه في المصحة التي على ملكه..
بعد حوالي عامين من انعدام أي تقاطع مع أغلب الموقوفين في قضية وفاته رحمه الله..
والتي ستكون من أغرب جرائم القتل بدون قتيل في العالم…
وجدت الرجل صابرا محتسبا منتظرا للعدالة يوما ، ملتهما للكتب باللغتين العربية والفرنسية..
ومتشوقا ليوم يعود فيه إلى احتضان طفليه وتقبيل يد والدته…
و معالجة مرضاه وهو أحد أبرز أطباء البلاد الجامعيين والمختص المشهور في طب وزرع الكلى..
أخبرني الدكتور منذر الونيسي بألمه الشديد من الإهمال الطبي الغريب الذي يعاني منه رغم أنه تعود على قبول الظروف السجنية كما هي وأنه لا ملاحظة خاصة له ، تستحق ان تنقل خارجا ، على مسؤولي السجن أو موقف سلبي منهم..
عن هذا الإهمال يوضح الدكتور منذر الونيسي أنه يوم 15 أفريل 2025 زار الطبيب ووجد أن مؤشر créatinine لديه قد بلغ 113..
وعوض أن يأمر الطبيب بايداعه المستشفى حالا كما توجب المعطيات الطبية وخطورة الحالة ذلك ، فقد أعطاه موعدا بعد شهر…
رغم أنه قد سبق ايداعه المستشفى منذ مدة عندما بلغ نفس المؤشر 111 ، وقد تحسنت حالته الصحية وقتها بموجب الإقامة في المستشفى تحت العلاج لمدة…
قد يكون الطبيب المعالج خائفا من السلطة أو قد يكون تحت ضغط ما، هكذا حاول الدكتور منذر أن يفهم الأمر..
أعيد الدكتور منذر إلى السجن حيث طلب مقابلة المسؤولين الطبيين به، ونبههم كطبيب مختص هذه المرة أن مدة شهر مدة طويلة جدا قد تتطور فيها وضعيته الصحية نحو الأسوأ كثيرا..
وهو من أعلم الناس بذلك كما يعلم الجميع…
وأن الحد الأقصى لاعادة قياس مؤشر مادة créatinine هو 15 يوما…
لكن مرت 15 يوما دون إجراء تحليل..
ثم مرت 15 يوما أخرى دون إجراء تحليل..
ثم جاءه أحد مسؤولي السجن يوم الاثنين قبل زيارتي به ليقول له أنه سيتم اخراجه غدا الثلاثاء إلى الطبيب..
كيف أذهب إلى طبيب دون إجراء تحليل وتسليمه اياه ليستطيع التقيبم واتخاذ القرار، فلا معنى لعيادة طبيب في مسألة الكلى دون تحليل créatinine…
هكذا فسر لي الدكتور منذر..
فضلا عن ذلك لا يمكن علميا أن يكون نقلي اليوم إلى الطبيب بسبب إجراء التحاليل نفسها، لأنها لا تتم إلا بالاستعداد اامسبق من حيث الإلتزام الغذائي المحدد لمدة زمنية..
الخطر متعلق بالكلى وأنا أعلم الناس بهذا الاختصاص من الطب يقول الدكتور منذر…
لا أريد أن أخرج من هنا عندما أخرج وأنا فاقد لوظائف الكلى يضيف الدكتور منذر بألم وغضب شديدين..
لم أجد ما أقوله له، فقد عاينت في نفس المكان سابقا اهمالا طبيا لعبد الحميد الجلاصي احتج من أجله الرجل كثيرا..
لا أعرف من المسؤول بالضبط لكن هناك إهمال..
ولست أفهم أبدا سبب ذلك…
هل تؤدي الخصومة السياسية إلى تعريض حياة الموقوفين للخطر بعد ايقافهم ؟؟
لماذا وأي معنى لذلك ؟؟
لا حول ولا قوة الا بالله…
رغم كل ذلك لم يفقد الدكتور منذر أمله بالله تعالى..
ولم يفقد اهتمامه التقليدي باصدقاءه..
وطفق يسألني عن صحة والدي ووالدتي وقبل سبق له معالجتهما فضلا منه..
بل نصحني بدواء يقاوم هشاشة العظام وبفحوصات محددة مرافقة له..
لما علم أن والدتي قد اصيبت منذ مدة بكسر في يدها..
فرج الله عليك يا صديقي..
وفتح الله على هذه البلاد بيوم تخبو فيه الأحقاد وتعود فيه العقول إلى المنطق السليم..
شارك رأيك