الجامعي لطفي بن عيسى يدون “يوميات قافلة الصمود 2”

يكتب الأستاذ الجامعي المتقاعد وهو سبعيني “يوميات قافلة الصمود (مع شيء من التأخير لأسباب تعرفونها) ما يلي:

“من غابة الجود الدائم بالزاوية إلى ميدان الشهداء بقلب العاصمة طرابلس، لم تتوقف مظاهر التعاطف والدعم من الأشقاء الليبيين. في كل بوابة مررنا بها، كان ينتظرنا أهل ليبيا بالماء والغلال، رافعين راية فلسطين، وعلامة النصر، وشعار كسر الحصار عن غزة.

في يوم الخميس توجهنا إلى مدينة مصراتة، مدينة الصمود، حيث استُقبلن من جماهير غفيرة اصطفت على جانبي الطريق المؤدي إلى قصر المؤتمرات. وكان في استقبالنا أيضًا مسؤولون وبلديون ورموز من القبائل. داخل القاعة، تناولنا وجبة الغداء وتبادلنا الآراء حول آخر المستجدات، بعد كلمات الترحيب الحارة من الإخوة الليبيين.

لاحقًا، انطلقت الحافلة نحو مدينة سرت في اتجاه بنغازي. لكن بمجرد وصولنا إلى أول بوابة في الطريق، شعرنا أن شيئًا قد تغير. أُبلغت لجنة تسيير القافلة أن التنسيق مع سلطة بنغازي لم يتم، وبالتالي لا يمكننا مواصلة الطريق، إلا بعد تقديم طلب ترخيص أمني وقائمة اسمية محينة بالمشاركين. استجابت اللجنة سريعًا لهذا الطلب، لكنها تمسكت بالبقاء في المكان، ونصبت الخيام في انتظار الرد الرسمي.

تم إمهال القافلة 72 ساعة لتسوية الوضع. لكن خلال هذه الفترة، بدأ تصعيد تدريجي من طرف سلطة بنغازي تمثل في:
• تواجد أمني مكثف
• اندساس عناصر غريبة داخل المخيم
• بث الإشاعات والفزع بين المشاركين
• سرقات
.تهديدات وصلت إلى درجة استعمال السلاح والاستعداد لإطلاق النار
• اختطاف 18مشارك ليلاً: 10 من ليبيا، 4 من تونس، و2 من الجزائر
• منع التزود بالمواد الغذائية والأدوية
• تفتيش دقيق للأمتعة داخل السيارات
• وغياب شبه كامل لخدمات الإنترنت

شعرنا، في خضم هذا كله، أن قافلة فك الحصار عن غزة بات هي ذاتها محاصرة ً

ورغم تعدد جلسات التفاوض مع سلطات طرابلس، لم تُسفر عن نتائج تُذكر. وفي آخر جلسة، طُلب من لجنة تسيير القافلة إخلاء المكان فورًا.

بناءً على ما سبق، قررت اللجنة العودة إلى نقطة تبعد حوالي 50 كم غربًا، على مشارف بوابة سرت، في منطقة خاضعة لسلطة طرابلس، ويوفر الحد الأدنى لمواصلة المشوار”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.