إشـعـار: من الأستاذة عبير موسي إلى الرأي العام (النص بالكامل)

(منقول حرفيا عن هيئة الدفاع)
تحية وطنيّة عطرة:

في ظّل إنشغال العالم بالتطورات المتسارعة في الشرق الأوسط وإنصراف وسائل الإعلام لتغطية المستجدات العالميّة، تُنفّذ أخطر مجزرة قانونيّة وإنسانيّة وسياسيّة في تونس، في تحدي غير مسبوق للقوانين الوطنيّة والمعاهدات الدوليّة،

فبعد يوم الخميس 12 جوان 2025 الأسود الـذي صـدر فيه حـكمٌ عن الـدائرة الجنـائيّة يقـضي بإعتقالي لمدّة عـامين (02 عام) عقابًا على ممارستي لنشاطي السياسي وتمسكي بالتعبير عن مواقف حزبي وإنارة الرّأي العام حول شوائب مسار الإنتخابات التشريعيّة، وإضافةَ إلى خرق كل القواعد الإجرائيّة والموضوعيّة للمحاكمة وإصدار حكم جنائي دون نيابة محامين ودون مرافعات ودون تلاوة قرار دائرة الإتهام في جلسة علنيّة ودون إعذار المعني بالأمر ودون التصريح بمنطوق لائحة الحكم في جلسة عموميّة، تسمح إدارة سجن بلّي لنفسها بإعلامي بنص الحكم وبالمدّة التي “سأقضيها” دون تمكيني من تقديم تظلّم بخصوص خرق القانون بإعتباري في حالة سراح وجوبي ولا تجوز مواصلة إحتجازي بمجرّد تقديم مطلب الإستئناف،
أعلمكم ياتوانسة أنّني:
قضَّيت 24 ساعة بين يوم الجمعة 13 جوان 2025 والسبت 14 جوان 2025 دون أكل ولا دواء ولا نوم جالسة على كرسي في بهو الزنزانة أنتظر مسؤولا إداريا يقبل بتوثيق تظلّماتي حول وضعيتي القانونيّة وتلقي إعتراضي على مدّة إحتساب العقوبة التي تتنافى تمامًا مع مقتضيات الفصل 15 من المجلة الجزائيّة وتمكيني من تقديم مطلب الإستئناف،
لتعلموا يا توانسة أنّ التعسف وصل إلى حدّ غلق باب النفاذ للخدمات الإداريّة في وجهي ورفض تسـلم أي عـريضة أو مطلب مني ورفض جوابي ولو شفاهيًّا على أسئلتي المشروعة وبقيت في تلك الحالة التي أدّت إلى تعكر حالتي الصحيّة مما إستوجب عرضي على الطبيب يوم السبت 14 جوان 2025،
علمًا وأنّ الإدارة رفضت مقابلة المحامين يوم الجمعة 13 جوان 2025 ودائمًا ما ترفض قبول مراسلاتهم الموجهة إليها عبر مكتب الضبط، ولم تقف التجاوزات عند هذا الحدّ بل فوجئنا اليوم الإثنين 16 جوان 2025 بصدور قرار في التضييق على توقيت زيارة المحامين إذ تم إشعار الزميل الذي زارني بأنّه سيتم تحديد التوقيت دون أي مبررات وهو ما يمثل إجراء تعسفيًا جديدًا يهدف إلى حرماني من التواصل مع المحامين ومنعي من إعداد وسائل الدفاع وتقديم الشكايات الضروريّة لحفظ حقوقي،
يبدو أنّ السلطة إستغلت غياب آليات الرقابة والمسائلة لتتجاوز كلّ الحدود وكل الخطوط الحمراء في تعامل الدولة مع مواطنيها،
رسميًّا أصبحتُ أسيرة منظومة تخضع لمنطق القوّة والغلبة والإستعباد وهذا يمثل خطرًا داهمًا على كيان الدولة وتهديدًا واضحا لمفهوم المواطنة لا يمكن القبول به،
أعلمكم بذلك ياتوانسة ولنتحمل جميعًا مسؤوليّاتنا تُجاه الوطن.
اللّهم اشهد أنّي بلغت…”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.