في إطار مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس على رأس وفد مهم ضم بالخصوص وزيرة المالية السيدة سهام البوغديري نمصية، ومحافظ البنك المركزي التونسي السيد مروان العباسي، كانت لرئيسة الحكومة السيدة نجلاء بودن رمضان اليوم الاثنين 23 ماي 2022، جملة من اللقاءات بكبار مسؤولي الدول والمؤسسات الدولية والإقليمية وممثلي كبرى الشركات العالمية. وتم استقبال السيدة رئيسة الحكومة من قبل مسؤولي المنتدى العالمي، يتقدمهم السيد كلوس شفاب، مؤسس ورئيس المنتدى.
واستهلت رئيسة الحكومة نشاطها في اليوم الأول بالمشاركة في حلقة النقاش الأولى المبرمجة بالمنتدى العالمي تحت عنوان “التسريع في ثورة إعادة تأهيل التعليم”، حيث أبرزت مقاربة تونس في هذا المجال وكيفية مجابهة التحديات العالمية على غرار جائحة كوفيد-19 لضمان استمرارية التعليم عبر المنصات الإلكترونية وتطويرها لتعميم التعليم الإلكتروني على المدى المتوسط والبعيد لتطوير الكفاءات المهنية وتوجيهها إلى مجالات عمل جديدة تتناسب مع طلبات سوق العمل والتغيرات العميقة في السوق الدولية التي تفرضها الرقمنة بصفة تصاعدية، مثل مجالي الإقتصاد الرقمي والإقتصاد الأخضر.
وأبرزت رئيسة الحكومة في هذا الإطار أهم مكاسب تونس التعليمية وفي مجال المساواة وما تم إنجازه من إطار قانوني لجعل الموارد البشرية عامل إيجابي ومتطور لخلق النمو الإقتصادي والثروة. وفي هذا الإطار، أكدت السيدة نجلاء بودن على أهمية تظافر الجهود الدولية للإستثمار في هذه التقنيات الجديدة وتقريبها من الفئات الهشة والمناطق البعيدة في إطار نظرة تكاملية مستقبلية.
وقد كان للسيدة نجلاء بودن رمضان خلال اليوم الأول لقاء مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح، الذي عبر عن أواصر الأخوة التاريخية التي تجمع تونس والكويت، حيث تم التطرق إلى عدة مسائل ذات الإهتمام المشترك خاصة فيما يتعلق بالتعاون الثنائي في مجالات الإستثمار ومواجهة التحديات المالية التي انجرت عن جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا، وتم الإتفاق على تفعيل آليات التعاون المشترك في أقرب الآجال، خاصة منها اللجنة المشتركة.
وقد تم تنظيم جلسة عمل على هامش المنتدى مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، حيث تم استعراض مسار التعاون المالي والفني مع الصندوق وأوضحت السيدة بودن في هذا السياق رؤية تونس الشاملة حول التنمية وتلازم التوازنات الاجتماعية والاقتصادية وأهمية مراعاة الفئات الضعيفة والهشة ومرتكزات الإقتصاد الوطني ضمن مقاربة تشاركية مع كافة الأطراف الإقتصادية والإجتماعية. وتم الإتفاق على مواصلة هذه المشاورات تمهيدا لإنطلاق المفاوضات الرسمية في أقرب الآجال.
كما تم التطرق إلى السبل الكفيلة بالحد من الإنعكاسات السلبية على الإقتصاد التونسي نتيجة الحرب في أوكرانيا لا سيما فيما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقي. كما استعرضت جملة الإصلاحات التي وضعتها الحكومة والتي تهدف إلى إنعاش الإقتصاد وإصلاح المؤسسات العمومية والمحافظة على توازنات المالية العمومية وتحفيز الإستثمار وخلق مواطن الشغل.
وفي نفس الإطار، تناول لقاء السيدة نجلاء بودن مع رئيسة البنك الأوروبي للإعمار والتنمية السيدة أوديل رونو باسو Odile Renaud-Bass ونائبها، آفاق التعاون المالي مع بلادنا خاصة في تمويل المشاريع الاستثمارية الكبرى على المدى المتوسط والبعيد وتم الاتفاق على دعم خطة التعاون المالي المباشر على المدى القصير.
كما تحادثت السيدة رئيسة الحكومة مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، أكاهيكو ناتاكا، حيث تم استعراض التعاون المثمر بين تونس وهذه الوكالة منذ 1975، في عدة مشاريع كبرى و آفاق تعزيز هذا التعاون في المدى المنظور في مجالات التنمية الصناعية والبنية التحتية الإقتصادية والتنمية الجهوية وتهيئة الموارد المائية وتفادي الكوارث الطبيعية، وتعزيز المالية العمومية في مواجهة غلاء أسعار المواد الأولية العالمية والصعوبات التي تشهدها مسالك التوزيع على المستوى الدولي. هذا وقد وجهت السيدة رئيسة الحكومة دعوة إلى السيد أكاهيكو لحضور الدورة الثامنة لندوة طوكيو الدولية للتنمية بإفريقيا، المزمع عقدها بتونس يومي 27 و 28 أوت 2022، والتي تمثل فرصة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والتعاون الثلاثي بين تونس واليابان وإفريقيا، حيث رحب بهذه الدعوة.
كما كان للسيدة بودن لقاء مع رئيس البنك الأمريكي الأول جيبي مورقن، حيث تم تبادل الآراء والخبرات حول التحديات التي تواجه السوق المالية العالمية وتأثيراتها على الإقتصاد العالمي بسبب الأزمات المتداخلة وانعكاساتها على التوازنات الإجتماعية والإقتصادية الكبرى لأغلب الدول.
كما تمت دعوة مسؤول البنك الأمريكي إلى الدورة القادمة لمنتدى تونس للإستثمار المزمع عقده يومي 23 و 24 جوان 2022.
والتقت السيدة نجلاء بودن رمضان كذلك بأمير لينشتنشتاين ألويس، ومثل اللقاء فرصة لتناول واقع العلاقات الثنائية بين تونس وإمارة لينشتنشتاين وسبل دعمها في المجالات الإقتصادية والعلمية والفلاحية و ميادين الذكاء الاصطناعي.
شارك رأيك