ان ما اصطلح على تسميته السوق الدولية للسياحة التي ستنتظم في دورتها 22 من 6 الى 9 افريل الجاري بقصر المعارض بالكرم انما هو في حقيقة الامرالصالون المتوسطي للسياحة.
وقد دأب على تنظيمه باستمرارو بدون انقطاع عفيف كشك المعروف بشغفه بالقطاع السياحي منذ ريعان الشباب يشهد على ذلك اشرافه على النشرية الدورية حول السياحة ( توريزم انفو) وعلى المؤسسة المختصة في الاعلام و الترويج والنشر ( ماب ) والتي تسهر على اعداد هذا الصالون واحاطته بكل عوامل النجاح اضافة الى انشائه للمرصد التونسي للسياحة بعد مغادرته للهيئة المديرة للجامعة التونسية للنزل.
السياحة التونسية للتونسيين
وبدا في الندوة الصحفية التي اقامها عفيف كشك بغية التعريف بتظاهرة السوق الدولية للسياحة باعتباره المندوب الرسمي المشرف على تنظيمها مدى تعلق الرجل بالسياحة رغم الازمة الخانقة التي تمر بها منذ اكثر من 5 سنوات الى درجة ان السياحة الداخلية اصبحت اليوم المنتج الاساسي لقطاع هجره الاجانب و ولوه ظهورهم لغياب عنصر الامن والاستقرارالذي ظل لعقود ميزة تونس الاولى.
لقد اعترف عفيف كشك بالفضل لاصحاب الفضل عندما وضع الدورة الثانية و العشرين تحت شعار ” السياحة التونسية للتونسيين” اعترافا منه بالدور الوطني الكبيرالذي لعبه المواطن التونسي في اذابة الجليد الذي خيم على سياحتنا و لاخراجها من النفق المظلم الذي كاد يعصف بها.
هيكلة جديدة للسوق السياحية
لقد اكد ذلك عفيف كشك في ندوته الصحفية بقوله ” ان الحريف او السائح التونسي سيحتل من هنا فصاعدا المكانة الاولى لدى سائر الفنادق التونستة” مبينا “ان الظروف التي تتخبط فيها البلاد منذ سنوات والازمة الخانقة التي ضربت القطاع السياحي احدثت من التطورات ما ادى الى اعادة هيكلة السوق السياحية لترتقي بالسياحة الداخلية الى المراتب الاولى” .
والارقام كانت احسن دليل يقدمه منسق الصالون للتاكيد على ان عدد الليالي المقضاة من قبل السياح التونسيين تطورت بشكل ايجابي خلال السنوات الخمسة الاخيرة لتبلغ 5 ملايين ليلة سنة 2015 مقابل 3 فاصل 5 ملايين ليلة سنة 2010 .
و لعل ما يضفي على هذا الصالون صبغته الدولية هو انه يسجل مشاركات اجنبية متنوعة فنجد الفيتنام لاول مرة و نسجل عودة مصر و اندونيسيا كما نسجل المشاركة المعتادة للجزائر الشقيقة ولبعض البلدان الافريقية مثل مالي و الكامرون .
وهذا الصالون الذي يعد فضاء مفتوحا لكافة الفاعلين في القطاع السياحي على الصعيدين المحلي و الدولي بما يمكنهم من التعريف بخدماتهم و منتوجاتهم و محاولة الحصول على الاسواق الجديدة انما يشكل ايضا فرصة سانحة لتنشيط الحركة الاقتصادية بالبلاد من خلال التعريف بالمنتوجات و الخدمات ذات العلاقة بالسياحة مثل المنتوجات والمواد التي تحتاجها الفنادق و المطاعم و المخابز و الصناعات الغذائية اضافة الى المعدات الخاصة بالترفيه و الانشطة البحرية والعلاج الطبيعي و الخدمات الاستشفائية.
معارض متداخلة و متكاملة
فهو اذن ليس معرضا واحدا بل معارض متداخلة ومتكاملة تسهم معا في ابراز وجه من وجوه تونس الناصعة تونس العمل والانتاج والابتكار سيما وان المعروضات ايا كان نوعها هي تمثل مختلف جهات البلاد بخصائصها و طابعها المميز محمل التاريخ او الثقافة او الطبيعة او الرياضة او الاستشفاء او التقاليد المتعددة و المتنوعة. و كلها-الى جانب التحديات المطروحة على القطاع- ستشكل محاور الندوات والمحاضرات التي ستؤثث الجوانب الفكرية في برنامج هذا الصالون.
وجدي مساعد
شارك رأيك