صدر اليوم الخميس 27 نوفمبر 2025 كتاب للدكتور و الباحث في علم الاجتماع المولدي قسومي، تحت عنوان “الانتقال المجتمعي المعطل” عن دار الكتاب و سيكون بداية من 1 ديسمبر القادم في المكتبات.
وصدر هذا الكتاب تزامنا مع اطلاق سراح الأستاذة سنية الدهماني، محامية و محللة سياسية، متضمنا إهداء خاصا: “إلى سيدات تونس الشامخات اللاتي تحررن فأصبحن سجينات: سنية، عبير، ليلى، سعدية، شيماء، شريفة، شذى، مريم، سوار، ايمان، سلوى، خبيبة و كل الأخريات…”.
و علق الد. المولدي قسومي على الحدث المزدوج (سراح سنية الدهماني التي تترأس قائمة الاهداء تزامنا مع ولادة عنوان جديد، بما يلي:
“وكأنّه كان ينتظر الإفراج عن سنية الدّهماني ليرى النّور هو بدوره، لأنّه يحمل اسمها وهي تتصدّر لائحة سيّدات تونس الشامخات اللاّتي أهديتُه إليهنّ.
هو كتاب نودّع به سنة 2025 الصّعبة، ونطوي به الرّبع الأوّل العنيد من هذا القرن.
صدر اليوم عن دار الكتاب وسيكون بداية الأسبوع وفاتح ديسمبر في المكتبات
فكرة عن المحتوى من خلال الفهرس ورابعة الكتاب (نصّ الغلاف الخلفي).
لتسهيل القراءة هذا نص رابعة الكتاب:
في تونس التي أبدعت نشيد الحريّة والكرامة، عليك أن تتهيّأ لملاقاة من يعترض عليهما معا بصوت جهْوري معتدّ: “واش عملنا بالحريّة؟”، ويعاضده في ذلك من يصدح بما يقرع الآذان جيّدا: “ماناش متاع ديمقراطيّة”.
وفي تونس ذاتها دون سواها عليك أن تسمع السّجين السياسي ورجل القانون أحمد صواب وبنبرته التونسيّة الخالصة يقول: “شعبنا وشهداؤنا أهدونا الحريّة وأنا مستعدّ لأن أقدّم حياتي فداءً لها” وهو القائل أيضا: “مثلما آمن والدي بدولة الاستقلال فتحققت، آمنت أنا بدولة القانون والمؤسّسات وسوف تتحقق”.
ففي تونس ثمّة من يرفض قيمة الحريّة ويُعْرِضُ عن فضيلة المواطنة، وثمّة من يقدّم حياته فداءً لهما.
حينما يختلف أبناء الوطن الواحد وأفراد المجتمع الواحد اختلافا جذريّا وتناظريّا حول أرقى القيم وأسمى المبادئ الانسانيّة، وحينما ينقسمون في مواقف متضادّة حول أفضل ما توصّل إليه الاجتماع السياسي عبر تاريخه الكوني الطّويل، فهذا يعني أننا في حاجة أكيدة إلى إعادة فهم هذا المجتمع. فقد تبيّن أنّنا لم نفهم مجتمعنا ولم نقرأ نبضه. أمّا الوطن، فالمجتمع هو الذي يجسّده حسّا ومعنى: إمّا بنبض المواطنة وروح الحريّة، وإمّا بذهنيّة العبيد ونبض الرّعيّة.
لقد غفل أهل الذّكر عن فهم المجتمع، الذي برع وتفوّق في إفشال تجربته الدّيمقراطيّة، وتداعوا وراء فكرة “الثّورة” لما لها من جاذبيّة سحريّة وقوّة حجب لبقيّة الأفكار، فانهمكوا في أسئلتها وأهملوا المجتمع، فعطّلوا نوابضها وأتلفوا نواظمه.
يسعى هذا الكتاب إلى طرح بعض الأسئلة التي حجبتها فكرة “الثورة” وأغفلها أهل العلم وأصحاب القلم، وأهمّ هذه الأسئلة: إذا كان المجتمع يطلب الإصلاح فلماذا يُحمّل وِزْر الثّورة؟”.



شارك رأيك