أفاد المحامي سمير ديلو خلال ظهور إعلامي أن الناشطة الحقوقية النسوية والمعارضة السياسية شيماء عيسى أودِعت في نفس زنزانة وسرير المحامية والإعلامية المعتقلة السابقة سنية الدهماني.
خرجت سنية من السجن، وفي اللحظة ذاتها، دخلت شيماء إلى المكان نفسه؛ مشهد يبدو في ظاهره تفصيلاً إداريًا، لكنه في عمقه رمزٌ يلخص مرحلة كاملة في تونس، تتغيّر فيها الأسماء، بينما يظل قمع الأصوات الحرة ثابتًا.
اعتُقلت شيماء عيسى أثناء مشاركتها في مسيرة 29 نوفمبر، وقد أثار أسلوب اعتقالها، الذي شابه عملية اختطاف، استنكارًا واسعًا دفعها فورًا إلى الدخول في إضراب جوع.
وجاء الاعتقال تنفيذًا لحكم الاستئناف الصادر ضدها في قضية التآمر على أمن الدولة، والذي يقضي بسجنها 20 سنة مع غرامة مالية قدرها 50 ألف دينار.
*يأتي هذا الاعتقال ضمن سلسلة من التوقيفات التي طالت معارضين سياسيين بارزين، من بينهم #نجيبالشابي و #العياشيالهمامي، في القضية نفسها. وهو ما يعكس انكماش المساحة الحقوقية والسياسية في #تونس، وتوغّل سلطة القمع والتنكيل بالمعارضة والأصوات المستقلة.
*لقد أرادت السلطة أن تجعل من السجن نهاية الحكاية، لكن المشهد صنع استمرارية غير مقصودة، إذ غادرت سنية وهي تحمل تجربتها، ودخلت شيماء وهي تحمل قضيتها.
*هكذا تتحوّل الزنزانة إلى جسرٍ بين الأصوات #الحرة، لا قبرًا لها. سرير واحد يشهد على أن القمع لا يطفئ الصوت، بل ينقل الرسالة من امرأة إلى أخرى، ليصبح السجن نفسه سجلًا حيًا لمرحلة تقف فيها النساء في الصف الأول للدفاع عن الحرية.



شارك رأيك