الفنّان البحري الرحّالي يفوز بجائزة مهرجان “بدائل” للإبداع الفنّي

منحت لجنة تحكيم مهرجان “بدائل للفنون الملتزمة” في دورة 2025، جائزة المهرجان السنوية (جائزة بدائل للإبداع الفنّي) الى الفنّان البحري الرحالي تقديرا لمنجَزِه الفنّي ومسيرته الابداعية التي امتدّت على أكثر من أربعة عقود غطّت المسرح والتلفزيون والسينما.

ويشرف على تنظيم المهرجان المركزُ الثقافي الهادي الزغلامي بالكاف الذي دأب على تنظيم تظاهرات ثقافية وابداعية أسفرت عن انتاج أعمال مسرحية واقامات فنية قيّمة ساهمت بشكل كبير في اعادة الاشعاع الثقافي الى مدينة الكاف بشكل خاص والى جهة الشمال الغربي بشكل عام.

من هو البحري الرحّالي؟

في رصيده أكثر من أربعة عقود من العطاء، من الفن، ومن الإبداع، ومن الترحال بين الأدوار والشخصيات. هو مبدع يتنقّل بين خشبة المسرح وشاشة السينما والتلفزيون وورقات الكتابة. وهو من بين الفنانين الذين لامسوا وجدان الجمهور عبر أجيال، وترسّخوا في الذاكرة كأحد أعمدة المسرح والدراما والسينما التونسية. إنّه البحري الرحالي، الذي تشهد أعماله على تجربة فنية ثرية، فريدة، ممتدّة، وصادقة.

الرحالي من مواليد سنة 1957. وكانت الكاف، مسقط رأسه، أرض انطلاقته الأولى نحو الفن، حيث بدأ مسيرته مع فرقة الكاف للمسرح، التي تُعدّ من الفرق المهمّة في المشهد الثقافي التونسي، قبل أن ينتقل إلى مسرح الحمراء في العاصمة.

على خشبة المسرح بنى الرحالي أولى خطواته الفنية، وشارك في عروض مسرحية متعدّدة عبر عقود من العمل المسرحي، جسّد فيها شخصيات تراوحت بين الكوميديا والتراجيديا، وبين الفكاهة والعمق الإنساني. ولم تكن أعماله مجرّد تمثيل، بل كانت تجارب فنية تركت أثراً في ذاكرة الجمهور. ومن أبرزها:

حديقة الحيوان (1978)، منطق الطير (1983)، مذكّرات كوّال (1999)، عشق الغائب (2000)، آخر ساعة (2008)، غيلان (2013)، والشقف (2016).

ومن خشبة المسرح، امتدّت مشاركة الرحالي الفنية إلى الشاشة الكبيرة، حيث شارك في عدد من الأفلام التي أثبت فيها قدرته على التكيّف مع لغة السينما والصورة، من بينها فيلم «آية» للمخرجة مفيدة مضيلة (2017)، وفيلم «دشرة» للمخرج عبد الحميد بوشناق (2018)، وفيلم «غدوة» للمخرج ظافر العابدين (2021)، وفيلم «أشكال» للمخرج يوسف الشابي. وهي أعمال تقمّص فيها الرحالي أدواراً متنوّعة أظهرت قدرته على الانتقال بين أنماط التمثيل المختلفة.

ويُعدّ الرحالي وجهاً مألوفاً أيضاً في الشاشة الصغيرة. فقد عرفه جمهور التلفزة في أعمال مختلفة، مثل «الليالي البيض» و«عودة المنيار»، قبل أن يسجّل عودته القوية إلى الشاشة الصغيرة مع شخصية «بابا الهادي» في مسلسل «النوبة»، وشخصية «عبّاس» في مسلسل «رقوج»، وهي أدوار أظهرت قدرته على تأدية شخصية مركّبة ومعقّدة، تجمع بين الحدّة والحنان، وبين الجدية والفكاهة.

ومع التمثيل، تميّز البحري الرحالي بمهارة الكتابة والسرد، وكان له أثر بارز في نقل صور وحكايات الكاف في كتابه «كاف العجايب»، الذي يجمع بين الذكريات الشعبية والأساطير والأحداث الحقيقية بأسلوب شاعري ونبرة سردية جذّابة. وهي الكاف التي سبق أن كتب عنها مع مجموعة أولاد بومخلوف:

«جبال الكاف العالية
منك يا جبالي نشوف
نشوف سبولة مالية»

شارك رأيك

Your email address will not be published.