يعقد اتحاد الكتاب التونسيين اليوم في مدينة القيروان مؤتمره الوطني الانتخابي لمدة يوم قد يقسط إلى نصف يوم بالنظر إلى حجم الحضور الباهت من المنخرطين و” صفر ” حضور رسمي ولو كان في أدنى درجاته و تراكم حالة السبات التي يعيشها هذا الهيكل الثقافي المؤسس منذ بداية السبعينات .
يوم واحد للمؤتمر الثاني والعشرين يختصر زمن ” الشدة ” الذي يعيشه الاتحاد منذ سنوات في الحقيقة بعد أن تآكلت صفوفه وانقسمت فروعه وتذبذبت محصلة عمله وأخيرا ضاقت سبله المالية بعد أن رفعت الدولة دعمها وأخرها خوضه لمعركة مقره التاريخي بعد أن كادت ” الدولة الراعية للثقافة ” أن ترمي به في الشوارع كهيكل ثقافي مشرد .
في مرور سريع بصفحته الرسمية على الفايسبوك بدت هذه الصفحة تشبه القبور المتجاورة بإعلانها أخبار الموت وإصدار بيانات النعي مع فواصل مقتضبة لأنشطة ثقافية للمكتب المتخلي أو فروعه القليلة ما يؤكد حالة العطالة التي بلغها تنظيميا وماليا حد تنظيمه لأول مرة مؤتمرا وطنيا بالتقسيط الزمني .
لا يمكن فهم حالة ” السبات ” التي عاشها الاتحاد خارج السياق الحالي وحتى بما قبله فعلاقاته بالسلطة – أي سلطة – منذ زمن بورقيبة وصولا إلى اليوم ظلت موصوفة بالشراكة الملتبسة أو التبعية الصامتة وفي أغلب الأحيان بحب عذري أعمى
معها كجزء من ” الجبهة الوطنية الثقافية ” التي ينخرط فيها عدد من الكتاب في خيارات السلطة رغم ضمه وجوها مسيسة ومتحزبة ومعارضة .
دفع ذلك بعديد من ” الأقلام التي لا تروض ” إلى الاستقالة منه وأخرى إلى الذهاب في تأسيس هيئات مستقلة بعيدة عنها كرابطة الكتاب الأحرار برئاسة تأسيسية سنة 2001 لجلول عزونة وسليم دولة وعبد الحفيظ المختومي ونقابة الكتاب والأدباء والشعراء تحت يافطة الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 2010 عبر الأسعد بن حسين وعادل المعيزي وكتاب وشعراء آخرين لكن حالة الصمت التي طالت منذ سنوات لهذا الصرح الثقافي التاريخي ظلت تطرح أكثر من سؤال في محاكم التاريخ : هل هو صمت الخنوع والخضوع أم الصمت المصلحي الذي لا يدوم أم هو صمت إدارة وإرادة ؟



شارك رأيك