أصدرت المحكمة الإدارية خلال الأسبوع الماضي حكما يقضي بإيقاف البحوث العلمية المتعلّقة بتطوير دواء ضدّ مرض “اللّيشمانيا” الجلدية بمعهد باستور.
وفي هذا الاطار اكّد القاضي الإداري ورئيس الوحدة المكلفة بالاتصال بالمحكمة الإدارية عماد الغابري في تصريح لموقع الصباح نيوز أحكاما صدرت يوم 14 سبتمبر الجاري عن الدائرة الابتدائية الأولى بالمحكمة تقضي لصالح الدعوى بخصوص عدم شرعية قرارات الإدارة.
وقال القاضي عماد الغابري إن الدكتور شكري مقطوف رفع دعوى قضائية لدى المحكمة الإدارية باعتباره طبيبا والدعوى ضدّ معهد باستور وطالب بإيقاف التجارب التي يقوم بها المعهد المذكور حول مرض «اللشمينيا».
وقد أقرت الأحكام الصادرة عن القضاء الإداري وهي أحكام قابلة للطعن بعدم قانونية التجارب التي أجريت من قبل معهد باستور على أطفال من جهة سيدي بوزيد.
من جهتها اوضحت المخرجة إيمان بن حسين صاحبة الفيلم الوثائقي “هل يصنع القتلة الدواء” الذي يكشف تورّط معهد باستور في اخضاع اطفال ولاية سيدي بوزيد لتجارب طبية مقابل مبالغ مالية، انه سيتمّ رفع قضية إلى المحكمة الجنائية الدولية لتعويض أطفال سيدي بوزيد الذين أجريت عليهم التجارب . حسب نفس المصدر.
يذكر ان المخرجة إيمان بن حسين كانت تحدثت في فيلمها الوثائقي «هل يصنع القتلة الدواء» عن جريمة دولة تورط فيها معهد باستور على امتداد 12 سنة أي منذ سنة 2002 حتى سنة 2014 تحت إشراف وزارة الصحة التونسية حين استجاب لطلب وزارة الدفاع الأمريكية وأخضع مصابين بمرض «الليشمانيا» وأطفال قصّر من جهة سيدي بوزيد إلى استعمال مرهم تم تحضيره في مخبر «تيفا» وهو اكبر مخبر أدوية إسرائيلي وقالت المخرجة المذكورة إن عملية إخضاع الأطفال القصّر كانت مقابل 50 دينارا تسلمها كل من اخضع للتجربة.
يشار ايضا اى ان معهد باستور أصدر بيانا اثر بث الشريط الوثائقي «هل يصنع القتلة الدواء» أكّد فيه أن بث الفیلم كان بإيعاز ومساعدة من أطراف داخلیة عن طريق التواطؤ لغاية تشويه سمعة المعھد في الداخل والخارج وتضلیل الرأي العام التونسي.
وللتذكير فان مدير عام معهد باستور الهاشمي الوزير اكّد في ماي 2016 خلال جلسة استماع بمجلس نواب الشعب مع لحنة الصحة والشؤون الاجتماعية أن المعهد يبحث في كيفية التوصل الى تصنيع المرهم الخاص بعلاج اللشمانيا الجلدية في تونس الذي تم تطويره بالشراكة مع معهد ولتر ريد الأمريكي الذي يعمل تحت اشراف وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون.
وأوضح أن تجربة هذا المرهم أجريت على عدد من الاطفال في سيدي بوزيد في إطار ما يسمح به القانون وذلك لإثبات نجاعته على هذه الفئة التي يمسها المرض، مشيرا الى أن نتائج هذه التجارب تم نشرها في أرقى المجلات العلمية المتخصصة وتم تداولها في عديد المجلات الأخرى.
كما بيّن كذلك أن المعهد شرع في اجراء التجارب من أجل التوصل الى علاج حول هذا المرض منذ سنة 1990 بإشراف منظمة الصحة العالمية غير أن النتائج لم تكن في مستوى الانتظارات الى حين تدخل باحث أمريكي من معهد ولتر ريد الذي طور أحد مكونات هذا المرهم المتكون من مضادين حيويين.
وشدد مدير عام معهد باستور على أن المتطوعين في إطار هذه التجارب لم يتلقوا من المعهد أي مقابل باستثناء 50 دينارا بعنوان مصاريف التنقل.
ر.م
شارك رأيك