الرئيسية » نصيحة للتونسيين و التونسيات : لا تبقوا حبيسي الماضي…

نصيحة للتونسيين و التونسيات : لا تبقوا حبيسي الماضي…

قيس سعيد بشارع الحبيب بورقيبة مساء الأحد 25 جويلية 2021.

بإعطائه الضربة القاضية لحركة النهضة والإسلام السياسي الذي أضر بتونس كثيرا خلال العشر سنوات الأخيرة أعاد رئيس الجمهورية قيس سعيد للتونسيين أملا كانوا يعتقدون انه انتهى و لن يعود… لذا أصبحت مسؤوليته أكبر… فهو لم يعد مطالبا بوقف الانحرافات و انما أيضا بفتح آفاق جديدة كبرى…

بقلم الدكتور الصادق شعبان

إنتفاضة 2021 أتت في وقتها… عبّرت عما إختزن في القلوب على مدى عشر سنوات .. و رحب الشعب بها…

كادت الإنتفاضة تؤدي إلى فوضى عارمة… ربما حتى إلى عنف خطير… لو لم يتلقفها رئيس الجمهورية بسرعة و كأنه كان متهيئا لها… و جنب البلاد مآسي جديدة… و انحدارا قاتلا…

أعاد رئيس الجمهورية للتونسيين أملا كانوا يعتقدون انه انتهى و لن يعود… لذا أصبحت مسؤوليته أكبر… فهو لم يعد مطالبا بوقف الانحرافات و انما أيضا بفتح آفاق جديدة كبرى… ذ

لا فائدة الآن في تقدير الشرعية و في الحديث عن مدى احترام الدستور

ما كان بالامكان تغيير المنظومة من الداخل في إطار مؤسساتها و بتطبيق إجراءاتها… اللجوء إلى الفصل 80 كان الأقل ضررا… السكوت كان قاتلا… لخبطة الاختصاصات أوقف الدولة… و الحوار أصبح مستحيلا… الدستور غلق المنافذ… اعتقد صانعوه انهم بهكذا توزيع للسلطات و تصلب في الإجراءات يتربعون على العرش… وكما قال صديقي امين محفوظ “من حفر دستورا لأخيه وقع فيه”…

لا فائدة الآن في تقدير الشرعية و في الحديث عن مدى احترام الدستور… ألم تحصل إنتفاضة 2011 دون أن يهتم احد بمدى احترام دستور 1959 !… ليس هناك عيب في هذا … فالانتفاضات تعني رفض الموجود و اعتباره معيبا لا يتوجب التقيد به … من يبحث الان في احترام شروط الفصل 80 هو كمن يتمسك بترتيب المكتبة و بيته يحترق… الأهم ليس هذا… الأهم هو أن لا نعيد أخطاء 2011… ألا نبقى حبيسي الماضي… ألا يتملكنا الحقد و أن نمعن في التتبعات…

التونسيون الآن يريدون الخروج من الأزمة… يريدون الأضواء مسلطة على المستقبل… يريدون استقرارا و سلما… يريدون عدلا و مساواة امان القانون… يريدون مدارس أفضل لاطفالهم، و مستشفيات أفضل، و أسعارا أفضل… التونسيون يريدون مناخا سليما للنمو… و أدوات لتدارك ما فات…

التونسيون الآن يريدون نظاما سياسيا يحول دون التأزم من جديد… لا يعيد الانفراد بالسلطة و ما تتضمنه من انحراف… و لا يعيد تشتيت السلطة و ما يتضمنه من تعطيل للدولة و ارتباك في القرار…

الديمقراطية ضرورية، لكن تلك التي تخلق الأفكار و تمكن من أفضل القيادات… الحرية ضرورية، لكن تلك التي تكون مسؤولة ولا تؤدى إلى التعديات و الفوضى… دستور الغنيمة يجب أن يعدل… الانتخابات التي تفضي إلى التشتت يجب أن تصحح…

نصيحة لكل التونسيين و التونسيات : لا تبقوا حبيسي الماضي… فكروا في الجديد… فكروا في المستقبل… كفى ما أضعنا وقتا و نحن ننبش الماضي…

وزير سابق و أستاذ جامعي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.