الرئيسية » ” ما تبقّى يؤسسه الشعراء “

” ما تبقّى يؤسسه الشعراء “

اولاد أحمد

بقلم حياة حمدي الوسلاتي*

هنا ’ الآن’ في اليوم السادس من شهر أفريل ’ يرقد شاعر غير بعيد عن روضة الشهداء..أولئك الذين باسمهم جميعا ’ ولأنه كان المقرّب إليهم’ خاطبهم أولاد أحمد الله قائلا:

إلهي إذا كان شُكري بجانبك الآن بشّره… لقد هربوا مثلما هرب الطاغية

هنا ’ والآن ’ يرقد شاعر قال ما قال في الحياة وفي الموت ’ في الوجود وفي الزمان’ في اللغة وفي الإنسان’ وقال ما قال مما حفظناه عن ظهر قلب ’ في النساء

“كتبت كتبت فلم يبق حرف وصفت وصفت فلم يبق وصف

أقول إذن باختصار وأمضي نساء بلادي نساء ونصف”

وها نحن ’ نساء تونس’ نحن اللواتي كنّا في شعرك ” الوردة ” و”الحديقة” وفي نثرك ” الحجّة ” و” الوثيقة” وفي حياتك ” الأمّ” و”الأخت” والرفيقة” و” الحبيبة” و”الصديقة” ’ ها نحن نقول لك :

الموت يا صاحبي هو كذبة إبريل على نيسان فأنت حيّ’ حيّ” أنت اللّسان و أنت الإنسان

ها نحن ’ يا أحمد ’ نساء تونس ’ نفخر بأنّ لنا شاعرنا’ ولنا ديواننا ولنا مقامنا الذي هو مقام الإنسان…كلماتك يا أحمد’ وشّحنا بها صدورنا وخضنا بها المعارك في البيوت والشوارع والساحات وفي الفضاء العام’ حتّى صارت ” نساء بلادي نساء ونصف” شعارا تلهج به المدن والأرياف والقرى ’ ترفعه الصبايا والزوجات والرفيقات الثائرات لاهجات باسماء ومفردات جديدة يقدن بها الثورة في تونس وأخواتها العربيات .

معك يا صديقنا صار يومنا يجري على أوزان الشعر وفي بيوته التي أذنت لها أن تقام.

’صمّمت إلى آخر يوم في حياتك أن يكون للشعر بيتا جديدا يأويه وأطلقت عليه من الأسماء اسم ” تونس الشاعرة” ’ .بيت يجمع المفكرين و الشعراء وأصدقاء الرسم والنحت وعشاق الصورة واللحن يدخلون إليه آمنين فباسم هذا البيت ’ نحن أحبابك في الشعر’ وباسم من هبّ إلى تحقيق حلمك الأخير ’دون شرط ولا مساومة ’ باسم هذا البيت نعدك بأننا سنذهب في هذا الحلم “إلى آخر الطريق” باسم هذا الحلم الذي هو حلمك – حلم أن يهب الشاعر بيتا للشعر- حلم تونس الثائرة و’ تونس الشاعرة ’ باسمه إذن نقول لك :

الشاعر لم يطلب من الدنيا غير حياة ’ كالحياة وبيتا للشعر تأوي إليه الكلمات وفي أغصان حديقته تنبت الزهرات وبنت تطل من شرفة عينيها وتقول له تعالى إني انتظرتك طويلا وما ظلّ في القلب إلاّك والقصيدة.

لروحك الطمأنينة والسلام ولشعرك البقاء والدوام.

* حياة حمدي الوسلاتي ،  جمعية تونس الشاعرة

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.