علق رئيس الإتحاد الوطني الحر سليم الرياحي على محاولة الإنقلاب الفاشلة بتركيا ليلة الجمعة الماضية في نص نشره أمس ..
وقال الرياحي أنه: ” لا يمكن المرور على حادثة فشل الإنقلاب العسكري في تركيا دون استخلاص عديد العبر كسياسيين ، خاصة بعد ما لمسناه من محاولة اسقاط هذا الوضع على الواقع التونسي، وهو ما يستدعي منا التوضيح حتى لا تختلط المسائل أكثر مما هي عليه اليوم :
ما وقع في تركيا كان مناسبة لتبديد أحلام بعض الإنقلابيين ” الصامتين ” في تونس ، وهم مجموعة صغيرة من الإنتهازيين من رموز النظام السابق الذين لفضتهم ماكينة الديمقراطية ولم يجداو موقعا في مختلف الأحزاب السياسية الحالية ، هؤلاء لم يستوعبوا بعد الخطوات التي قطعناها في تونس لتكريس الحريّة وإعادة السلطة إلى الشعب الذي يقرّر من يحكمه عبر الصندوق والبرلمان وليس عبر الدبابات والثكنات ، يقفون على الربوة لاقتناص كبواتنا ثم يظهرون في كل مناسبة لتمرير أجنداتهم وشعاراتهم الكاذبة ، و كلهم شوق للعودة لزمن كانوا يسمّون فيه الإنقلاب ” بالتحول البارك ” و الإستبداد ” بعهد التغيير ” ..
لهؤلاء أقول أن التونسي “عندما يجدّ الجد” لن يعترف الا بقداسة الصندوق ، مهما كانت قساوة الظروف خلال المرحلة الإنتقالية بعد الثورة .
هناك أيضا من كانوا يتمنون نجاح الإنقلاب على أردوغان نكاية في حركة النهضة و تطلعا لسقوطها وربما تمنيّا لإبعادها عن المشهد السياسي التونسي ، هذا الموقف لما يحمله من إقصاء و راديكالية لا يستهويني و لا يتماشى برأيي مع حتمية تعايشنا بمختلف مشاربنا السياسية في هذا الوطن القادر على إحتوائنا جميعا .
بناء على ما عايشته عن قرب في كواليس السياسة بدءا بلقاء باريس ثم جميع الأحداث المتتالية الى اليوم ، تبين لي أن حركة النهضة مرتاحة جدا بتونسيتها وطوّرت كثيرا في أفكارها و توجهاتها وبالتالي لا يمكن مقارنتها بأي من الحركات الإسلامية الموجودة في العالم ، كما ان وجودها اليوم في المشهد السياسي كان بفضل مليون صوت تونسي انتخبها لما لهم من ميولات إسلامية محافظة و هذا حقّ يكفله الدستور .
وجود النهضة جنبا إلى جنب مع العلمانيين و الليبراليين و اليساريين صورة جميلة عن تونس لابد أن نحافظ عليها في ظلّ احترام الدستور والقانون، فلا أحد منا يريد العودة الى الإقصاء و المحاكمات السياسية و القمع و التهجير . ”
ونصح سليم الرياحي في آخر نصه أدوغان قائلا : ” عليه أن يستغل وقوف الشعب التركي في وجه الإنقلاب لتعزيز مكتسبات تركيا من الحريات و الإصلاحات ، كما يجب عليه مراجعة سياسته الخارجية خاصة فيما يتعلق بملف سوريا “.
ع.ع.م.
شارك رأيك