الرئيسية » نجاح فني وتنظيمي وجماهيري لسهرة شيرين في صفاقس

نجاح فني وتنظيمي وجماهيري لسهرة شيرين في صفاقس

شيرين
تعد النجاحات التي حققها الحفل الفني الكبير للنجمة المصرية شيرين عبد الوهاب مساء يوم الجمعة 12 أوت على ركح مسرح الهواء الطلق بسيدي منصور من حيث الأداء الفني والتنظيمي والحضور الجماهيري منقطع النظير علامة مضيئة في مسار احتفالية صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016.

و أقامت الحفل نيابة عن مهرجان صفاقس الدولي في إطار السهرة الختامية للدورة 38 من هذا المهرجان والتي لم تكن سهرة كسابقاتها على امتداد السنوات القليلة الماضية.

الميزة الكبرى لهذه السهرة التي سطع نجم صفاقس فيها من جديد في سماء الثقافة العربية هو انها استطاعت ان تعيد الى الاذهان والى ذاكرة رواد المهرجان والثقافة في صفاقس صورة المهرجانات الكبرى التي افتقدها الجهة على امتداد سنوات بعد ان كانت قبلة ومحطة قارة لكبار مشاهير الفن والموسيقى في زياراتهم لتونس على غرار نجاة الصغيرة ووديع الصافي ووردة الجزائرية وميادة الحناوي وماجدة الرومي ومارسيل خليفة وفيروز وهيام يونس وغيرهم من العمالقة.

وتكمن الإضافة الهامة لصفاقس عاصمة للثقافة العربية في هذا الصدد في كونها دعمت المهرجان بمنحة بلغت 500 الف دينار بما مكنه هذه السنة من جلب كبار الفنانين على غرار كاظم الساهر وصابر الرباعي وشيرين وسعد المجرد والشاب خالد ونجوى كرم (بقطع النظر طبعا عن الحادثة التي عرفها حفل الفنانة اللبنانية)..

وإن كان الدعم لا يرتقي بالنسبة للبعض الى مستوى طموحات اهل الفن والثقافة في صفاقس والى حجم مهرجان صفاقس الدولي وعراقته فهو يعتبر خطوة جريئة في الرفع من الميزانية (المضاعفة ثلاث مرات تقريبا) وبالتالي في إحراج سلطة الإشراف ودعوتها الى مراجعة مساهمتها في دعم المهرجان على غرار ما يتم تقديمه للمهرجانات الكبرى مثل قرطاج والحمامات. ويامل المثقفون على هذا الاساس الى ان تكون الدورة 38 انطلاقة جديدة للمهرجان على المسار الصحيح الذي يليق بصفاقس وثقلها الثقافي والديمغرافي.

حفل الفنانة العربية شيرين بما جسمه أيضا وفي المحصلة من انسجام وتعاون مثمر بين صفاقس عاصمة للثقافة العربية وهيئة مهرجان صفاقس الدولي كان محملا برسالة قوية ذات اهمية قصوى للثقافة وأهلها في صفاقس رسالة مفادها ان شعار “الثقافة توحدنا وصفاقس تجمعنا” الذي رفعته الهيئة يمكن ان يكون حقيقة ملموسة تجعل من الجهة والثقافة فيها قوة ضاربة في رفع التحديات. الرسالة تعتبرها هيئة صفاقس عاصمة للثقافة العربية دعوة متجددة لكل المثقفين والغيورين على الجهة الى الالتفاف حول تظاهرتهم والمساهمة في استكمال نجاحاتها…

حفل شيرين عبد الوهاب ترك وراءه مغانم لا بد من اقتناصها وعدم تفويتها. من ذلك التواصل بين كبار الفنانين الذين يعتلون ركح سيدي منصور والفنانين الناشئين وهو ما فعلته الفنانة شرين بفسحها المجال امام الفنان الشاب غسان بن براهيم ليغني معها رائعة نجاة الصغيرة “اما براوه” وقبله عازف الكمان الصاعد ابن صفاقس علي كمون الذي قدم باقة من المعزوفات لمشاهير الفن والموسيقى التونسية تفاعل معها الجمهور أيما تفاعل.

النجاحات التي حصدها حفل النجمة العربية في صفاقس والتي تستدعي الوقوف عند ابعادها للتاسيس عليها واستثمارها في ترميم ما تهرأ من هرم الثقافة في صفاقس على امتداد سنوات لم تقتصر على ما تم ذكره آنفا. ويكفي أن نشير هنا الى ان الفنانة شيرين اختارت صفاقس لتحيي فيها حفلها الوحيد لصائفة 2016 في كامل ربوع تونس. موقف ذو دلالة أبرز قيمة صفاقس والثقافة فيها في وجدان شيرين التي لم تخف مشاعرها تجاه الجهة في مستهل الحفل والندوة الصحفية التي تلت العرض وكان في المقابل تكريم هيئة صفاقس للثقافة العربية لها وتوسيمها بلقب “سفيرة الثقافة العربية” من قبل المنسقة العامة للتظاهرة.

في الختام نقول انه صحيح ان شيرين أطربت الجماهير الغفيرة بما أدت من البوماتها من اغاني مثل “مشاعر” و”بتوحشني” و”آه يا دنيا” و”جرح تاني” و”آه يا ليل” و”أنا موش متاع الكلام ده” ولكوكب الشرق أم كلثوم “ألف ليلة وليلة” واغنية ذكرى محمد “موش كل حب” ولكنها تركت وراء مرورها بصفاقس ومسرحها الصيفي رسائل قوة لا ينبغي لغيور على الثقافة والفن ان يهملها ويتركها تمر دون توظيفها في اعادة التوازن لمسارات الثقافة في الجهة بعيدا عن السلبية الحسابات الضيقة وعن الخلافات الشخصية والاعتبارات التي لا تخدم القطاع الثقافي.

م.ص.ع.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.