الرئيسية » بن فرج : حكومة الوحدة الوطنية هي حكومة العزلة المتروكة تحت رحمة الابتزازات

بن فرج : حكومة الوحدة الوطنية هي حكومة العزلة المتروكة تحت رحمة الابتزازات

بقلم الصحبي بن فرج 

في عهد بن علي(المخلوع) والتجمع(المنحلّ) كان أحد المطالَب الاساسية للمعارضة(الديموقراطية) والنخب السياسية(المثقّفة) هو فصل الحزب عن الدولة (يعني للولاة والمعتمدين والوظائف السامية في الدولة).
كان النقد يتركّز أساسًا على مساهمة أصحاب هذه الوظائف في السيطرة الامنية والسياسية والاقتصادية للنظام على مفاصل الدولة والمجتمع، ولم يُطرح بتاتا موضوع كفائتهم او أهليتهم لتولي هذه المهام إذ كانوا عادة يُنتَقونَ من أفظل خريجي الادارة او المدارس العليا
ذهب بن علي، وذهب التجمع وجاءت النخب وجاءت الترويكا ….. وحصل عكس ما كانت ينادي به معارضو بن علي: عشنا زمن تقاسم كعكة مناصب الدولة بين النهضة والتكتل والمؤتمر…..وكل قدير وقدرو.
كنا آنذاك في نداء تونس من الذين ثرنا على هذه المنظومة وأصررنا خلال الحوار الوطني على مراجعة جميع التعيينات وإعادتها حسب الاستقلالية والحيادية عن جميع الاحزاب وخاصة باعتماد مقياس الكفاءة أولا
ذهبت الترويكا، وجاءت حكومتي الصيد ثم جاءت أخيرا حكومة الترويكا bis ، لنستفيق على على توزيع للوظائف السامية والمتوسطة في الدولة بمحاصصة تفوق مثيلتها زمن الترويكا 1 وبنوعية تجعلنا نتحسر على كفاءات زمن بن علي والتجمع
ربما تتركز الأنظار اليوم على سلك المعتمدين،والولاة ولكن ما لا ننتبه له هو حركة الرؤساء مديرين العامين، والمديرين العامين والمستشارين ومديري الدواوين والمكلفين بهمة الخ الخ الخ
ولن أتحدث عن ترشيح وتعيين الوزراء…..وتلك حكاية اخرى
وَيَا ليتها أحزاب فقط: لوبيات ومصالح وشخصيات وقوى ومراكز ظغط : الكل يقايض مساندته للحكومة(أو عدم تعطيله للحكومة) بمدى استجابة رئاسة الحكومة لمطالبه
هذا ما وقع مع الصيد وهذا ما يقع مع يوسف الشاهد حاليا….وما باليد حيلة : حكومة إسمها نظريا حكومة وحدة وطنية وهي فعليًّا حكومة العزلة الوطنية المتروكة تحت رحمة الابتزازات الحزبية والشخصية
ولا تستغربوا إذًا بعد ذلك أن نتفاجئ يوما، بكارثة في هذه المنطقة او مصيبة في تلك المعتمدية أو مهزلة في هذه الولاية أو طامة كبرى في هذا القطاع أو ذاك
هل عجزت نخب ما بعد الثورة أن تضع مقاييس علمية لتعيين الأكفاء الحقيقيين(وهم بالآلاف في تونس) في مثل هذه الوظائف الحساسة؟
بطبيعة الحال المسألة ليست عجزا أو قصورا ذهنيا ولكنها الإنتهازية والزبونية والمصلحية التي تأتي دائما قبل المصلحة الوطنية العليا…….التي تفرّق دمها بين الاحزاب الحاكمة
ويتحدثون بعد ذلك عن الثورة المضادة التي أفشلت الثورة

 *المواقف والأفكار التي تنشر في قسم “أفكار” لا تلزم إلا أصحابها ولا يعني نشرها من قبلنا تبنينا لها بأي صفة من الصفات .

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.