الرئيسية » لأسباب أمنية محضة : تأجيل انطلاق قطار الجزائر-تونس !

لأسباب أمنية محضة : تأجيل انطلاق قطار الجزائر-تونس !

 

بقلم عمار قردود

أكد بيان للشركة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية،  الأحد الماضي،تأجيل فتح خط السكة الحديدية الرابط بين الجزائر و تونس لأسباب تقنية لم يذكرها البيان.

من جهتها أكدت الشركة التونسية للسكك الحديدية، مساء الأحد المنصرم، تأجيل موعد إعادة استغلال القطارات على الخط الرابط بين تونس وعنابة (الجزائر) الذي كان مبرمجًا ليوم الثلاثاء 2 ماي إلى موعد آخر سيتم الإعلان عنه لاحقًا، دون الكشف عن الأسباب التي أدت الى اتخاذ قرار التأجيل.

وكانت الشركة التونسية قد سبق لها و أن أعلنت في بلاغ صادر صباح الأحد أنّه ابتداء من الثلاثاء 2 ماي 2017 سيقع إعادة استغلال القطارات على الخطّ الرّابط بين تونس و عنّابة (الجزائر)، حصريّا على المستوى الدّولي، مع تحديدها للبرمجة، ومحطات التوقف، وسعر التذكرة ذهابًا وإيابًا.قبل أن تتراجع في بيانها الصادر مساء ذات اليوم لتعلن عن خبر التأجيل غير المتوقع.
و كان من المنتظر أن ينطلق القطار الجديد الذي سيربط عنابة الجزائرية بتونس يوم الإثنين الماضي عبر رحلة تدوم قرابة 8 ساعات ونصف، وسيضمن القطار الجديد، حسب بيان المؤسسة الجزائرية للنقل بالسكك الحديدية، ست رحلات في الأسبوع بين البلدين، ثلاث رحلات تنطلق من مدينة عنابة الساعة 8:00 صباحًا أيام الأحد والثلاثاء والخميس، وثلاث تنطلق من العاصمة تونس على الساعة 8:25 صباحًا أيام الإثنين والأربعاء والجمعة.
وستمر الرحلة المنطلقة من عنابة بكل من سوق أهراس (10:40)، غار الدماء (13:25)، جندوبة (13:50)، فالعاصمة تونس (16:18). وسيساهم هذا القطار في نقل آلاف من المسافرين من وإلى البلدين، وكان من المنتظر أن تكون أول انطلاقة تجريبية للقطار يوم 3 أوت من العام الماضي، حيث عرض من قبل على مكتب الدراسات لمديرية النقل لولاية عنابة، من أجل إحيائه العام الماضي لكن لأسباب غير معلنة تم تأجيله قبل أن يعلن عن عودته للعمل بداية شهر ماي الجاري ليتم مرة أخرى تأجيله دون ذكر الأسباب.
و كان يفترض أن تربط الجزائر وتونس برحلتين بقطارات جزائرية في مرحبة أولى، في انتظار شراء الشركة التونسية لعتاد جديد.ويفترض تركيب أجهزة مراقبة على المعبر الحدودي بغار الدماء، لإجراء المراقبات الروتينية للسلع والأفراد.
و كان من المفروض أن يرى هذا المشروع النور بعد 10 سنوات من التوقف-توقف سنة 2006-. حيث كان سيعمل هذا القطار على تخفيف العبء على حركة الدخول والخروج من وإلى الجزائر وتونس التي بلغت ذروتها خاصة في الأعياد والمناسبات وفي الفترة الصيفية التي تشهد إقبال عدد كبير من الجزائريين على تونس بغرض السياحة، حيث تعتبر تونس الوجهة المفضلة لدى السواح الجزائريين بأزيد من 1.5 مليون زائر جزائري يفضلون قضاء عطلهم بتونس إلى جانب 1 مليون تونسي يدخلون الجزائر لأسباب تجارية و سياحية،و ترتبط الجزائر وتونس باتفاق تفضيلي تجاري، وستمكن عودة خط الجزائر-تونس، من مرونة انسيابية السلع في الاتجاه وبتكاليف جد تنافسية و معقولة.
و رغم أن السلطات في تونس و الجزائر أعلنت عن تأجيل انطلاق قطار الجزائر-تونس إلى موعد لم يتم تحديده لأسباب تقنية محضة،إلا أن مصدر أمني جزائري موثوق كشف لـــ”أنباء تونس”أن مخاوف أمنية فعلية حالت دون تجسيد تنفيذ هذا المشروع الحيوي و ذلك بسبب تزايد النشاط الإرهابي خاصة في المناطق الحدودية بين الجزائر و تونس،و أن وزارتي النقل و الأشغال العمومية في الجزائر و بتنسيق مع المسؤولين التونسيين بذلت قصارى جهودها من أجل تأمين القطارات و المناطق التي تمر بها في رحلة الجزائر-تونس،لكن الإجراءات الأمنية كانت غير كافية و أنه و حفاظًا على أرواح المسافرين عبر هذا القطار تم إرجاء عملية انطلاقه حيز الخدمة و التشغيل إلى حين توفر الظروف الأمنية المناسبة لذلك.
و أضاف ذات المصدر أن تونس لا تزال تعاني من نشاط الجماعات الإرهابية،لا سيما بعد عودة المئات من الإرهابيين التونسيين من العراق و سوريا و احتمال تسلل الإرهابيين “الدواعش” من ليبيا إليها،و ما العملية الإرهابية الأخيرة التي شهدتها منطقة سيدي بوزيد بتونس يوم الإثنين الماضي و قضاء السلطات الأمنية التونسية على إرهابيين ينتميان إلى كتيبة “عقبة بن نافع” و إعلان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد أن الإرهابيون كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في شهر رمضان المقبل بتونس إلا دليل على أن الأوضاع الأمنية بتونس لا تزال غير مستقرة نسبيًا و بالتالي يستوجب أخذ المزيد من إجراءات الحيطة و الحذر.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.