الرئيسية » “المدك”: مسرحية كوميديّة تقلب المعادلة من خلال رسالتها النبيلة

“المدك”: مسرحية كوميديّة تقلب المعادلة من خلال رسالتها النبيلة

بقلم ريــــــم المرزوقي

قدّم المخرج التونسيّ سامي منتصر مساء امس السبت 15 أكتوبر 2017، أول عرض لمسرحية ” المدك” بالمسرح البلدي بالعاصمة.

وتمثل هذه المسرحية عمله الثالث الذي يضمّ 7 شخصيات وهم زهير الرايس وصلاح مصدّق وتوفيق البحري واميمة محرز وحمدي حدّة واباء حملي ومحمد علي بالحارث.

مسرحية “المدك” تعتبر وفق ما افاد به الممثل صلاح مصدّق -وهو أحد شخصياتها- في تصريح لـ”انباء تونس”، عمل كوميديّ هادف يحمل في طيّاته رسالة نبيلة للشعب التونسيّ خاصة والانسانية عامة.

واضاف مصدّق ان مسرحية “المدك” تعتبر فكاهية وهي موجّهة للجمهور الذي يبحث عن الضحك والترفيه، اما باطنها يعتبر رسالة سامية تدعو الى عدم احتقار ايّ شخص مهما كان مستواه الفكريّ.

أحداث مسرحية “المدك” تدور حول لعبة طريفة حاكها عدد من الاصدقاء الذين ينظّمون مأدبة عشاء اسبوعية، حيث يتولّى كلّ منهم استدعاء شخص “احمق وغبيّ” ليتسنّى لهم السخرية بهدف الضحك ثم يتم تتويج افضلهم واكثرهم غباء، الا ان احد مواعيد هذا العشاء لم يكن كما خطّط له الاصدقاء، بل كان مغايرا تماما وذلك بعد ان اضطرّ البطل الياس الذي يجسّده الممثل زهير الرايس الى عدم مغادرة المنزل بسبب مشكل صحّي مفاجئ ليلتحق به ضيفه انور الشاطر وهو “المدك” ايّ الاحمق والذي يجسده الممثل توفيق البحري، لتنطلق المشاهد المضحكة.

وتصوّر المسرحية مشاهد كوميدية من خلال دخول البطل الياس في نقاش مع ضيفه “المدك” الذي يقوم بتصرّفات غبية دون قصد منه، وهو ما يثير غضب الياس الذي لم يتحمّل ذلك باعتبار انه يعاني من مشكل صحّي اضافة الى مشكل عائليّ بعد ان غادرت زوجته المنزل.

نسق احداث المسرحية يزيد بعد ان طلب الياس من “المدك” مساعدته بالاتصال بطبيبه الخاص لان وضعيته الصحية قد تعكّرت، الاّ ان هذا الاخير اتّصل -عن طريق الخطأ- بعشيقة الياس (مريم) واعلمها انه مريض جدّا حيث اكّدت له انها ستصل الى المنزل بعد لحظات، وهو ما زاد من غضب وتوتّر الياس.

وفي الاثناء، بدأ الشكّ يتسلّل الى ذهن الياس حيث بدأ يقتنع ان زوجته غادرت المنزل رفقة عشيقها وانها لن تعود ثانية، الا انه قرّر الدخول الى غرفة نومه ليأخذ قسطا من الراحة والتفكير في حلّ جدّي لاسترجاع زوجته، ولكنه ترك ضيفه “المدك” بقاعة الجلوس وطلب منه ان يطرد مريم في حال قدومها الى المنزل.

“المدك” كان مطيعا وظلّ ينتظر، الى ان عادت زوجة الياس (سارة) ولكنّه ظن ان هذه المراة هي مريم فطلب منها الخروج مؤكّدا لها ان الياس لا يريد رؤيتها، وبذلك اكتشفت مريم خيانة زوجتها وغادرت المنزل مرة اخرى، ولكن بعد لحظات قدمت مريم وطلبت منه لقاء الياس الذي خرج صدفة من غرفة نومه ليكتشف ما قام به الاحمق انور الشاطر.

في الجزء الثاني للمسرحية، ساهمت تصرّفات “المدك” انور الشاطر في تازّم وضعية الياس وهو ما جعله يبادر بمساعدته ليتّصل بسامي وهو حبيب سارة سابقا وقد اصدرا كتابا مشتركا، حيث تقمّص شخصية مواطن ليبيّ يملك شركة انتاج ويريد الاتصال بشريكته سارة الا ان سامي سرعان ما يكتشف الحقيقة بسبب غباء “المدك”.

سامي يلتحق بمنزل الياس ويحاول مساعدته على الاتصال بزوجته، حيث اعلمه ان سارة قد تكون برفقة احد اصحاب الاموال المعروفين بالمدينة الا انه لم يستطع الاتصال به للتّثبّت فالتجؤوا لمساعدة “المدك” الذي قام بدوره بطلب المساعدة من صديقه قارة (صلاح مصدّق).

في الجزء الثالث للمسرحية يلتحق قارة بمنزل الياس ويقدّم له عنوان منزل رجل الاعمال المذكور حيث اتّصل به “المدك” عن طريق الهاتف للاستفسار ما اذا كانت مريم متواجدة معه ام لا، ولكنه اكّد انه برفقة زوجة قارة، وهو ما مثّل صدمة للجميع.

وفي هذا الجزء يكون “المدك” قد تسبّب في عدة مشاكل دون ان ينتبه، الا انه قرّر اصلاح كلّ ما افسده، فاتّصل بمريم زوجة الياس الني كانت تمضي ليلتها بالمستشفى بسبب حادث مرور، واقنعها بالعودة الى المنزل.

ولئن طغى الجانب الفكاهي والمضحك على مسرحية “المدك” للمخرج سامي منتصر، فقد كانت ترنو الى هدف نبيل يتلخّص في ضرورة تمكين الاخر من فرصة تقديم الافضل مهما كان مستواه الفكري او الاجتماعي.

مسرحية “المدك” المستوحاة من فيلم فرنسيّ، والمطروحة بشكل كوميديّ باللهجة التونسيّة، استطاعت ان تجعل الجمهور يضحك ويسخر من غباء البطل انور الشاطر، الا انها تمكّنت من قلب المعادلة خلال اللحظات الاخيرة وجعل الجمهور ينبهر بقدرة هذا الشخص على اصلاح كلّ شيئ في ظلّ عدم  فشل البقية.

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.