رغم ان وزارة التعليم العالي حسمت الجدل الحاصل في انتخابات رئيس قسم الحضارة الاسلامية بالمعهد العالي لاصول الدين بمراسلة مدير جامعة الزيتونة لتعيين الدكتور رضا عزوز رئيسا الا ان زملاءه من السلفيين يريدون تعيين واحدا منهم .
حيث لم تطبق جامعة الزيتونة قرار الوزارة و قامت بتأجيل الانتخابات المقررة اليوم الثلاثاء 17 اكتوبر لوقت غير محدد بعد ان ارسلت عدلين منفذين للاساتذة للتبليغ ان الوزارة لم يأتها أمر قاطع لمراسلة من الجامعة تلزمها بتعيين رضا عزوز رئيسا لقسم الحضارة .
و لكن و حسب مراسلة وزارة التعليم العالي بتاريخ 12 اكتوبر 2017 تحصلت عليها أنباء تونس فانه و نظرا للعثور على ظرف ملغى في صندوق الاقتراع و الاقرار بتساوي الاصوات بين رضا عزوز و بثينة الجلاصي و بالتالي يقع اللجوء الى تطبيق المبدا المعمول به في هذه الحالة و ذلك بالتصريح بانتخاب المرشح الاعلى في الرتبة و عند التساوي في الرتب فالأقدم فيهما و عند التساوي في الاقدمية فالأكبر سنا .و في هذه الحالة فان رضا عزوز هو الفائز في الانتخابات باعتبار انه الاكبر سنا من منافسته بثينة الجلاصي و الاعلى في الرتبة .
و قد جاءت هذه المراسلة بعد الطعن الذي قدمه رضا عزوز المترّشح الأوّل في النتيجة التّي أصدرها المعهد العالي لأصول الدين ،لمصلحة الشوؤن القانونيّة بوزارة التّعليم العالي ،
و في نفس الاطار أفاد رضا عزوز أستاذ تعليم عال في الفلسفة و المترشح لهذه الانتخابات أنه لم يتم تطبيق قرار الوزارة و لم يتم احترام القانون المتعلق بالمبادئ العامة للمساواة و الشفافية و النزاهة التي تحكم العملية الانتخابية و التي تستوجب الحرص على ضمان التصويت دون تداخل في العمليات الانتخابية .
و أضاف ان جامعة الزيتونة تعيش في وضعية خطيرة جدا حيث ان هناك أيادي خبيثة لتحويل الجامعة من اتجاه معتدل تنويري الى اتجاه سلفي متطرف حسب قوله مفيدا أن هناك أطراف من حركة النهضة تسعى الى ترشيح بثينة الجلاصي المعروفة بقربها منها مشيرا الى ان ذلك ليس بالغريب باعتبار ان رئيس قسم الاصول في الجامعة علي العشي هو عضو مجلس الشوري .
و اشار الى وجود تدخلات لالغاء مراسلة وزارة التعليم العالي و اعادة اجراء الانتخابات .
و حسب ما صرح به عدد من الاساتذه بهذه الجامعة لانباء تونس فان هناك نية الى أدلجة جامعة الزيتونة و جعلها جامعة تحمل طابعا تكفيريا وهابيا و وجهة اخوانية مؤكدين انه من المفترض ان مدير الجامعة و رغم مراسلته بصفة رسمية من قبل وزارة التعليم العالي لم يطبق القانون و لم يحسم في هذا الامر بل ساند الاطراف التي تسعى الى خلق حالة من الاحتقان في الوسط الجامعي .
و في خطوة تصعيدية للاساتذة الجامعيين فانهم سينفذون وقفة احتجاجية للتنديد بما الت اليه الاوضاع في الكلية و بعدم احترام القانون في الانتخابات الجامعية .
و للاشارة فان بثينة الجلاصي و التي تتمسك بعض الاطراف بترشيحها كرئيسة لقسم الحضارة الاسلامية بالمعهد العالي لاصول الدين تم تعيينها سنة 2016 مديرة للمعهد الاعلى للشريعة و هي معروفة بتصريحاتها المتعاطفة مع الارهابيين التونسيين العائدين من بؤر التوتر حيث دعت في وقت سابق بشكل واضح إلى الحوار مع الإرهابيين معتبرة أنّهم “حتى وإن اختلفوا عن تفكيرنا وعن التوجّه الفكري فلا نملك إلاّ أن نرحمهم وأن نتحاور معهم“.
و.ق
شارك رأيك