الرئيسية » بعد منع توريدها: هذا ما جنته “القلوب التركية” على التونسية ..أرقام وحقائق صادمة

بعد منع توريدها: هذا ما جنته “القلوب التركية” على التونسية ..أرقام وحقائق صادمة

اعلن كما هو معلوم وزير الفلاحة سمير بالطيب امس الاثنين عن المنع الرسمي لاستيراد “القلوب التركية” في اطار تعديل التبادل التجاري بين تونس و تركيا .و كذلك للمحافظة على المنتوج التونسي حيث تضرر الفلاحون المنتجون لعبّاد الشمس او ما يعرف ب”القلوب السوداء”.

قرار السلطة وان اعتبره البعض جاء متأخرا نظرا للخسائر الفادحة التي تكبدتها المجموعة الوطنية باستنزاف العملة الصعبة على اشياء غير ضرورية فقد استبشر به الالاف من المستفيدين منه وهم الفلاحون و العملة و التجار .فقد جنت “القلوب التركية” على التونسية وهو ما تفرزه ما سنتعرض له بالارقام و الحقائق الصادمة.

 الضربة القاصمة

تلقى منتوج القلوب التونسية  ضربة قاصمة  منذ سنة 2013، تاريخ  بداية اكتساح “القلوب البيضاء التركية” للأسواق التونسية، إثر تفعيل البند الثانى من اتفاقية التبادل الحر بين تونس وتركيا، الموقعة في 25 نوفمبر 2004، والذى ينص على “بعث منطقة للتبادل الحر في ظرف أقصاه 9 سنوات” إلى جانب مصادقة المجلس التأسيسي على القانون عدد 26 لسنة 2013 المتعلق بالمصادقة على معاهدة الصداقة والتعاون بين الجمهورية التونسية والجمهورية التركية.  و سرعان ما اكتسحت هذه المادة الاسواق التونسية مقابل انحسار للمنتوج التوسي و تتالي الخسائر  و اصبح توريد “القلوب البيضاء التركية”، نشاط “منظم وعشوائي فى آن واحد” .

وقد تقهقرت جراء ذلك مساحات غراسة عباد الشمس السوداء  بمواطن انتاجها بولايات الشمال التونسي (باجة  وجندوبة وبنزرت)، حسب احصائيات وزارة الفلاحة، من 9.740 هكتارا، ققد تراجعت المساحات المزروعة و الكميات المنتجة من 96.400 قنطارا  على مساحة 3.585 هكتارا  سنة 2013 الى 24.845 قنطارا سنة 2017. وهو ما يعنى تراجع المساحات المزروعة  إلى قرابة الثلث والإنتاج الوطنى إلى الربع،  فضلا عن خلق تبعية  جديدة فى مجال بذور عباد الشمس  فى ظل تقصير وزارة التجارة وتباطئها في استخدام الآليات المنصوص عليها فى الاتفاقية  التونسية التركية ذاتها والتى تسمح  (الفصل 18) باتخاذ اجراءات مباشرة فى صورة تسجيل تضرر منتوج محلي أو إغراق، حيث لم يتم اتخاذ هذه الاجراءات إلا فى شهر جويلية الماضي بعد أن سجل الاقتصاد الوطني أضرارا هامة مع العلم أن التنقيحات والإجراءات التي تم اقرارها ستكون “استثنائية ووقتية أو محدودة الصلاحية”،حسب ما تنص عليه الاتفاقية  المبرمة بين البلدين.

خسائر فادحة و ارقام صادمة

جراء ما تقدم ذكره فقد ما يعادل 731 الف يوم عمل موسمي يوفره قطاع عباد الشمس، في الفترة الفاصلة ما بين شهري فيفرى وجويلية 2017 بمعتمديات باجة الشمالية والجنوبية وعمدون وتبرسق. وهو ما يعادل تشغيل 2000 عامل قارّ بهذه المعتمديات من ولاية باجة التى تسجل معدلات بطالة مرتفعة. اما سنة 2017، فقد تقلصت حاجيات القطاع  إلى ما دون الألف عامل. 

الفصل 17 من ألاتفاقية حلول محدودة 

تمخضت  الدورة الثالثة لمجلس الشراكة التونسي التركي يوم 21 جويلية 2017 عن إبرام أربعة اتفاقيات بين وزارة التجارة والصناعة  في البلدين وكان من بين اهدافها معالجة الإشكاليات المتعلقة بعجز الميزان التجاري وتنظيم التوريد والترفيع في نصيب صادرات المنتوجات التونسية نحو السوق التركية حيث تجاوزت  الواردات التركية 3 مرات الصادرات التونسية (240 مليون دينار مقابل 760 مليون دينار فى بداية 2017). وتهدف الاتفاقيات ايضا الى اتخاذ إجراءات استثنائية لفترة محدودة في شكل فرض رسوم جمركية على عدد من المنتجات التركية ومنها (القلوب والنسيج) وذلك وفقا لمقتضيات الاتفاقية ومنح امتيازات تعريفية لعدد من المواد الفلاحية والفلاحية المصنعة عند دخولها إلى السوق التركية.

وقد صرحت مؤخرا سعيدة حشيشة المديرة العامة للتعاون الاقتصادي والتجاري بوزارة الصناعة والتجارة  “ان تركيا لم تكن بنفس القوة عندما تم ابرام الاتفاق معها وان الاتفاقية عقدت فى البداية بطلب من  المهنيين”. كما قالت ان اتفاقيات 21 جويلية 2017 بين الجانبين التركي والتونسي تمكن من  فرض معاليم ديوانية على عدد من المواد الاستهلاكية. وأضافت حشيشة أن الهدف من إبرام هذه  الاتفاقيات هو الترفيع في نسبة تغطية الواردات بالصادرات الى 40 %، مثلما كانت عليه في السنوات الأولى من الاتفاقية، مؤكدة ان تركيا من ضمن البلدان التي تسجل معها تونس عجزا على مستوى المبادلات التجارية لكنها ليست فى المرتبة الاولى  حيث قدر  العجز التجاري مع تركيا خلال السداسي الأول لسنة 2017 ب932.2 مليون دينار بنسبة تغطية 14 بالمائة ونفت  حشيشة أن تكون اتفاقية التبادل مع تركيا “مميزة” قائلة  انها  نسخة من الاتفاق مع الاتحاد الاروبي. وفسرت العجز التجارى مع تركيا بضعف الانتاج والتصدير للفسفاط وبارتفاع عدد التونسيين الموردين والمؤسسات المصدرة كليا. ولفتت الى ان العجز مع الصين وصل الى 30 بالمائة وان لتونس اتفاقيات مماثلة مع الاتحاد الأوروبي والرابطة الأوروبية للتبادل الحر، إضافة الى عدد كبير من الاتفاقيات الثنائية مع دول عربية ومتوسطية وآسوية وأن تونس بصدد التفاوض لإبرام اتفاقيات اخرى ومنها مفاوضات حالية للانضمام الى السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا.

المصادر:

*المعهد الوطني للاحصاء

*تحقيق استقصائي لـ وات: اخر معاقل “عباد الشمس السوداء” بالشمال التونسي تتهاوى من أجل قلوب تركية بيضاء”

*وزارة الفلاحة

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.