الرئيسية » أعلنت عزمها تسريع الإنتقال للطاقات النظيفة: هل يغيّر ذلك معادلة “نحن نخسر المعركة”؟

أعلنت عزمها تسريع الإنتقال للطاقات النظيفة: هل يغيّر ذلك معادلة “نحن نخسر المعركة”؟

بقلم شافية الوسلاتي*

أعلن رئيس البنك الدولي خلال قمة “الكوكب الواحد” التي انعقدت بباريس في 12 ديسمبر 2017 و التي نظمت بدعوة مشتركة بين فرنسا والأمم المتحدة ومجموعة البنك الدولي أن هذا الأخير سيتوقف اعتبارا من 2019 عن تمويل مشاريع التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما.

وقال: ” إننا عازمون على العمل معكم جميعا لوضع السياسات الصحيحة في مكانها وجعل محركات السوق تسير في الاتجاه الصحيح ووضع المال على الطاولة وتسريع العمل”.

وذهب “بنك إينغ” الهولندي في نفس الاتجاه معلنا أنه سيتوقف بشكل شبه كامل عن تمويل مشاريع لتوليد الطاقة من الفحم بحلول 2025 في حين أطلقت مجموعة تضم أكثر من 200 مستثمر دولي بينهم عملاق قطاع المصارف “أتش أس بي سي” حملة للضغط على الشركات الكبرى التي تصدر انبعاثات مسببة للاحتباس الحراري لمراعاة البيئة بشكل أفضل.

كما تعهدت المصارف و الشركات الكبرى خلال القمة بالابتعاد عن الوقود الاحفوري المسبب لارتفاع حرارة الارض واعلنت تخصيص مليارات الدولارات لوقف العمل في مشاريع نفط و فحم و غاز في القمة التي سعت لجمع الاموال ومساعدة الدول النامية على تسريع الانتقال نحو انظمة انتاجية تحافظ على البيئة بعد أن حذر خبراء عشية انعقاد هذه القمة من أن الهدف المتمثل في ابقاء الاحتباس الحراري أقل من درجتين مائوييتين سيظل حلما ما لم يتم استثمار تريليونات الدولارات في الطاقة النظيفة.

ولطالما شكلت المسائل المالية نقطة خلافية في برامج الأمم المتحدة المتعلقة بالمناخ حيث تصر الدول النامية على ضرورة الحصول على مساعدة مالية لتتمكن من سد كلفة التحول إلى مصادر طاقة أقل تسببا للتلوث ولمواجهة العواصف والجفاف والفيضانات الناجمة عن التغير المناخي مقابل عدم ايفاء الدول الغنية بالتزاماتها المترتبة عن اتفاقية 2009 و الرامية الى توفير 100 مليار دولار سنويا بحلول 2020 من موارد عامة و خاصة لمساعدة دول العالم الأكثر فقرا على التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة نظيفة خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ و التي تفاوضت عليها مائتي دولة لأكثر من عقدين ووصف ترامب مشكلة التغير المناخي بأنها مجرد “خدعة”!!!!!

وتبعا لما سبق ذكره يجوز التساؤل اليوم : هل أن العالم مقبل على إحداث تغيير جوهري و تحول تاريخي بهذا الخصوص؟…بعد دخول أرباب المال على الخط وانتصارهم لقضايا البيئة طالما أن المال قوام الأعمال ؟!

الشيء الثابت و الأكيد أن هذا الإختراق سيشكل منعطفا تاريخيا على الأقل من حيث الشروع في سحب هذا الرهان تدريجيا من نفق السياسة و أحابيلها القائمة على الإنتهازية و المصلحية المقيتة سواء في المعسكر المتقدم أو حتى النامي و نأمل أن تتجه بقية دول العالم نحو الإنخراط في هذا المسار الطويل و المضني لخفض انبعاث الكربون لأن الفشل في هذه القضية سيخلف أضرارا هامة على الإنسانية قاطبة، “فلو احترمت دول كبيرة مثل أمريكا و الصين و البرازيل و جنوب افريقيا تعهداتها فان تغيرا ديناميكيا سيحدث خلال هذا القرن ” مثلما أكده أحد علماء المناخ في قمة باريس لأن شيئا ما يجب أن يتغير خلال الـ20 و الـ30 عاما المقبلة لتجنب الكارثة، و الهند على سبيل المثال قادرة لوحدها على توفير 350 جيغاواط من الطاقة المتجددة في الأعوام العشرة المقبلة أي ما يعادل 300 محطة نووية و في ذلك فليتنافس المتنافسون.

*باحثة في القانون البيئي

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.