الرئيسية » ايقاف أشغال ردم جزء من شاطئ في المهدية:قرار شجاع يحسب لوزير التجهيز..

ايقاف أشغال ردم جزء من شاطئ في المهدية:قرار شجاع يحسب لوزير التجهيز..

بقلم: الاستاذ خالد عبيد

وانتصر العقل على العاطفة، وتغلّبت المصلحة العامة على مصالح البعض الضيّقة حزبية كانت أو شخصية، لست من الذين يشكرون، لكن هنا عليّ أن أوجّه شكري وتقديري للسيّد وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية محمّد الصالح العرفاوي على قراره بإيقاف أشغال ردم جزء كبير من آخر شاطئ صخري شمالي في المهدية بأكداس مكدّسة من الحجارة الضخمة بعد موجة الاحتجاج والرفض التي حدثت، دون أن يعني ذلك إلغاء الاعتمادات المخصصة لهذا المكان بل المحافظة عليها وبالتأكيد سيكون هناك توجيه للقيام بدراسات علمية حقيقة تأخذ في عين الاعتبار الجوانب التكتونية والمورفولوجية والجيولوجية والمائية والبحرية والبشرية والأثرية والتاريخية … لهذا المكان، وشكري الكبير يتوجّه إلى الأخت العزيزة ابنة المهدية النائبة سعاد الزوّالي التي نراها هنا في الصورة في جلسة عمل في هذه المسألة.
امتناني لمن هبّ من أبناء المهدية للحفاظ على هذا الشاطئ الصخري وأخصّ بالذكر على سبيل المثال دون أن اهضم حق أيّا كان: اللبؤة جنان صفر ووليد صفر قندورة وأسماء الشباح وسي الهادي الشباح ومحمّد القجقاجي وسمير غشام…..والقائمة طويلة، شكري أيضا لكلّ من ساندنا هاتفيا وفي مواقع التواصل الاجتماعي في داخل المهدية وخارجها وفي داخل تونس وخارجها،.
أتفهّم موقف البعض من أبناء بلدتي ممّن لم يفهم مدى خطورة المسألة وانعكاساتها الخطيرة لاحقا، وأتفهّم موقف بعضهم أيضا عندما أوهمهم البعض عن سوء نيّة بأنّ الأمر يتعلّق بمَمْشَى كالذي تمّ القيام به سابقا وهو مواصلة له، وأتفهّم موقف بعض أبناء بلدتي ممّن لم يكتف بعدم الفهم بل شارك دون أن يدري أو يدري في حملة منظّمة لتقزيم وتشويه التحرّك العفوي المناهض لتدمير التوازن البيئي في المهدية، وأتفهّم ايضا موقف من عاد بنا إلى عصور الجاهلية من تقسيمات مُصْطنعة لم تعد موجودة إلاّ في مِخْيَالهم الذي ورثوه ، تقسيمات بين برج الرأس والأكواش وهيبون…وكأنّهم ما زالوا يعيشون في القرون الخَوَالي وبيّنوا بالمناسبة أنّهم لم يستوعبوا ما يُحدق بهم، وأتفهّم موقف من رغب في تسييسها والعمل على تسجيل نقاط لفائدة حزبه والانتخابات على الأبواب، لأنّ ردّ فعله وهو المتحزّب لا يمكن أن يكون إلاّ هكذا ولا يمكنه أن يستوعب ما معنى أن يكون التحرّك بين ابناء البلدة الواحدة من أجل المصلحة العامة للجميع بعيدا عن التحزّب والأحزاب، وأخيرا تبقى اليد ممدودة لكلّ مهدوي من أجل النهوض بهذه المنطقة بعيدا عن الاصطفاف الحزبي ومن لم يعجبه ذلك لاعتبارات شخصية أو التزامات حزبية فهذا شأنه وما عليه إلاّ أن يُشمّر عن ساعده ويخدم هذه المنطقة من موقعه دون أن يصبّ جهده من أجل محاولة منع الآخر من العمل، وهي محاولات لن تجدي نفعا، لأنّ الوضع في المهدية لن يكون كما كان من قبل حادثة محاولة تدمير جنّتها في برج الرأس، نحن ننظر إلى الأمام، وبتكاتفنا حول بعضنا بإمكاننا أن ننهض بمنطقتنا المهمّشة، ما عدا ذلك فهو الزَبَد…..

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.