الرئيسية » الإعلامي الدولي نزار الحرباوي : تونس لها أثر منقوش في ذاكرتي

الإعلامي الدولي نزار الحرباوي : تونس لها أثر منقوش في ذاكرتي

 

بقلم نزار الحرباوي

تجولت في عدد من دول العالم بفعل السياحة الدولية وطبيعة عملي في مؤسسة سمارت فيوتشر للعلاقات العامة والإعلام ، وتعددت لدي الانطباعات عن الدول التي قمت بزيارتها والتجوال فيها والاحتكاك مع أهلها، ولكن عند ذكر تونس ، هناك يلتهب القلب وتهيج المشاعر شوقاً لتلك الديار وأهلها .

لقد سمحت لي الفرصة بزيارة الجمهورية التونسية مرتين ، وفي كل مرة ، كانت لدي مجموعة من الدورات التدريبية والتكوينية التي تم تنظيمها من خلال مؤسسات مجتمع مدني ناشطة في تونس ، وسعدت من خلالها بصحبة عدد من الزملاء الإعلاميين والمبدعين ورجال الاعمال ورؤساء البلديات وقيادات المؤسسات المدنية ، وكانت لكل شخص منهم تجربته الذاتية وذكرياته الطيبة التي لا تنسى .

من بنزرت إلى العالية ، ومن الحمامات إلى العاصمة تونس ، ومن الشمال للجنوب ، كانت ذكرياتها ساحرة ، والجولات فيها على الشواطئ والمؤسسات والبلديات والمصانع كانت حافلة بالتجارب والثقافة التي اكتسبتها ، ولا زالت القلاع التاريخية فيها عالقة في ذهني ، وشوارعها وفنادقها ومساحاتها الخضراء الممتدة، كل زاوية فيها من زوايا الذاكرة تحتل مكانها بكل عنفوان .

ولكن الأهم من المكان وجماله وحيويته ، جمال الإنسان التونسي ، وروعة الطبيعة البشرية الباحثة عن الخير في ثوب الإنسانية البسيطة الطيبة ، فكلما تعرفت على مؤسسة جديدة ، أو شاركت في ميدان إعلامي جديد، كان الإنسان في هذه التجربة حاضراً بكل قوة ، فكان لكل الزملاء والأصدقاء الذين تعرفت عليهم وسعدت بصحبتهم هناك أثراً طيباً في خاطري ، وكلما توسعت دائرة معارفي هناك كلما رسخت لدي قناعتي التي أبلغت بها أهل تونس مراراً وتكراراً.

هذه القناعة والقاعدة الثابتة في تونس ، مفادها أن تونس ليست دولة نفطية ، وليست من الدول الكبيرة حجماً واقتصاداً، ولكنها تونس التي تعتز بالإنسان الفرد ، وتقيم للإنسان مكانة ، إنها البلاد التي لا يتغنى أهلها بالنفط والدولار ، ولكنهم يتغنون بالعزة وصناعة الشخصية برغم المعيقات .

لقد شاركت في لقاء إعلامي واحد في الجمهورية التونسية من خلال إحدى الإذاعات المحلية ، وقد كان لقاء مباشراً على الهواء حول واقع تونس بعيون الآخرين على رايو أكسجين إف أم ، وقد تفاجأت بقدرة محاورتي المميزة على طرح الأسئلة وتقليب المعارف والمعلومات ، كما سعدت بالشخصيات الوازنة التي تعرفت بها من شباب تونس وفتياتها الرواد.

لذلك ، اسمحوا لي أن لا أكون متحيزاً في الذكرى تجاه إحدى البقاع الجغرافية على حساب أخرى، ولكن ، عند الحديث عن تونس ، يلتحم البحر بالغابات ، والسهول بالجبال ، والإنسان يتربع على عرش التميز والعطاء والاستعداد والجاهزية ، فسامحوني لذكرها بالشوق فالقلب يرتبط بمغناطيس جذبه، والروح تميل للطبيعة والإنسان والخير والأمل.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.