الرئيسية » سؤال غبي : من أين يعيش المرشد راشد الغنوشي ؟

سؤال غبي : من أين يعيش المرشد راشد الغنوشي ؟

عندما طرح عليه هذا السؤال قبل 14 جانفى 2011 في عدة قنوات أجنبيه تظاهر السيد راشد  الغنوشى بالتصوف وأجاب بأنه يعيش على الكفاف وبما يجود به أصحاب البر و التقوى.

طبعا، لا أحد صدق الشيخ الطاعن في السن والذي ينتمي قلبا وقالبا إلى أكبر تجمع بشري في منطقة الشرق الأوسط وهو  الإخوان المسلمون، وهؤلاء مثل المافيا  لا يتركون “صبيهم” هكذا يعيش على الكفاف.

لذلك، ورغم  أن السؤال غبي ومثير  للسخرية ولا يأتي إلا من أمثالي الأغبياء، فإني مصر على توجيهه إلى شيخنا الموقر “رضي الله عنه و أرضاه” كما  قال أحد غلمانه، بل أنى أستسمحه عذرا على هذا الفضول المقيت وهذا الغباء المفرط لأنه كان علي أن أعرف من أين يعيش مرشد الإخوان ومن يموله ومن ينفق عليه وعلى صولاته وجولاته في كل أصقاع الدنيا وبالذات إلى العزيزة العثمانية تركيا والعزيزة الخليجية المحمية القطرية أو إلى السودان بلاد  الطاغية المستبد عمر البشير التي اقتطع منها رئيس الحكومة التركية منذ أيام  مدينة “سواكن” ليحولها إلى ملاذ آمن لكل الإرهابيين المطرودين من سوريا و العراق وبقية الدول الغربية.

شبكة لجمع التبرعات و الإشتراكات وتبييض الأموال

نحن نعلم العلاقة العضوية الآثمة بين حركة النهضة والحركة العالمية للإخوان المسلمين، هذه العلاقة المشبوهة هي من تنظم  العلاقات المالية بين الإخوان في العالم في تشابه مع تنظيم العلاقات المالية بين أفراد المافيا في العالم.

في هذا السياق يجب البحث من أين يقع تمويل هذه الحركة العالمية لنعرف كيف يتم تمويل حركة النهضة ومن أين يعيش مرشد فرع الإخوان في تونس السيد راشد الغنوشى.

فى سياق مسألة التمويلات، كشف الصحفي دوغلاس تومسون، أحد كبار المحررين في جريدة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مصادر تمويل الإخوان مؤكدا  أنهم نجحوا في بناء هيكل متين من شركات “الأوف شور” لإخفاء الأموال المهربة، ويحيط بهذه الشركات غموض كبير يجعلها بعيدة عن الرقابة رغم محاولة بعض أجهزة المخابرات الأمريكية و الغربية عموما  متابعتها في نطاق قانون تجفيف المنابع المالية التي تمول الإرهاب الذي سنته الإدارة الأمريكية خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001. 

من أبرز قادة تمويل الإخوان الذين رصدهم تقرير  هذا الصحفي الأمريكي القيادي الإخوانى   إبراهيم كامل مؤسس بنك دار المال الإسلامي “دي إم إي”، وشركات الأوف شور التابعة له في “ناسو” بجزر البهاماس، ويوسف ندا رجل الأعمال المصري المعروف  مؤسس بنك التقوى الذي يعد الشيخ القطري يوسف القرضاوي من بين أعضائه، هذا البنك اتهمه الرئيس بوش الإبن شخصيا بتمويل تفجيرات 11 سبتمبر 2001.

تتحدث التقارير عن شبكات عنكبوتية متداخلة تنشط في كل بلدان العالم سواء لجمع التبرعات والإشتراكات أو لتبييض هذه الأموال.

تعتقد وكالة “سي.أي.أي” الأمريكية في تصريحات منشورة أن بنك التقوى على سبيل المثال يتم استخدامه لتمويل القاعدة الإرهابية ومساعدة المنظمات الإرهابية التكفيرية في كل المجالات وبالذات في استعمال وسائل الاتصال الاجتماعي والهواتف المشفرة وشحن الأسلحة إلى بؤر التوتر التي تحددها المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني.

وهنا يجب الربط بين هذا البنك و أحد مسيريه شيخ الفتنة يوسف القرضاوي المرتبط بعلاقة عضوية متينة مع الشيخ راشد الغنوشي احد أعضاء  اتحاد علماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ القطري بدعم مالي كامل من قطر وبعض الجماعات الإرهابية المتطرفة في مصر والجزائر والأردن.

ما لا يعلمه الكثيرون  هو العلاقة القذرة بين حسن البنا والمخابرات البريطانية التي تحدث عنها أكثر من طرف من داخل الإخوان وخارجهم، وفي  تقرير لوزارة الخارجية البريطانية تأكيد  أن الإخوان استفادوا من مساعدات مالية من دول المحور قبل الحرب العالمية الثانية بين 1934 و1939 وأنهم حصلوا من الألمان على 5 آلاف جنيه إسترليني، وفي نظر البريطانيين فإن وجود مثل هذه الروابط يؤكد فقط وجهات نظرهم فيما يتعلق بالطابع الخبيث للإخوان والبراجماتية السياسية التي مارسها هذا التنظيم الإرهابي طوال تاريخه.

ما علاقة حركة النهضة بشبكات المال الخليجي الفاسد ؟

لذلك يمكن التأكيد أن ارتباط حركة النهضة ومرشدها الشيخ راشد بتنظيم الإخوان منذ سنوات هو الذي يمكن أن يكون السبب في القدرة المالية الهائلة للحركة والتي أثارت تساؤلات المراقبين والمحللين خاصة في علاقة بالأموال الخيالية التي صرفت أثناء تنظيم المؤتمر العاشر للحركة و في الحملات الإنتخابية أعوام 2011 و 2014 و 2018،

لعل أشد ما يثير الإنتباه  في خطر التمويل الخارجي لحركة النهضة و علاقتها بشبكات المال الخليجي الفاسد وما يتحدث عنه الكثيرون من تغلغل هذا المال داخل جسد الوطن بواسطة الجمعيات الخيرية ونشاط بعض الدعاة المشبوهين وما توفره المجلات والكتب والأشرطة الدعائية من أموال. 

هذا الصمت المريب للمجتمع المدني التونسي يضاف إليه صمت لجنة الأمن والدفاع داخل مجلس النواب التي يرأسها أحد قادة النهضة (وذلك من باب الصدف الإلاهية) وعدم وجود إرادة حكومية واضحة لتتبع و فتح ملف تمويل حركة النهضة وبالطبع  معرفة من أين لقيادات هذه الحركة وبالذات الشيخ راشد الغنوشي كل هذه الأموال الخيالية التي أصبحت حديث القاصي والداني.

ورغم تنصلها وتكذيبها لم تنجح الحركة الإخوانية في نفي علاقتها ببعض الحركات التي أثبتت تقارير مختلفة تورطها في الحصول على تمويلات سخية وهامة من جماعة التقوى بناء على توصيات يوسف القرضاوي ومكتب الإرشاد للحركة العالمية. 

لا بد من التذكير انه بمتابعة الحملات الانتخابية لهذا الورم السرطاني الخبيث يصاب المرء بالدوار بسبب ضخامة الأرقام والأموال المرصودة التي توزع للناخبين على اليمين والشمال ودون سقف محدد  للإنفاق، مما يؤكد  شبهات التمويل الخارجي الفاسد والذي  يشرف عليه الشيخ راشد شخصيا كما هو حاصل في كل فروع الإخوان المسلمين في الدول العربية.

لقد قامت حركة الإخوان المسلمين، منذ بدايتها على يد حسن البنا، على اختراق المجتمعات المحلية وخاصة الفئات الضعيفة والمحرومة منها لكسب الأنصار والمؤيدين ولكن أيضاً لكسب الطاقات المتوفرة والمجانية على مدار الساعة لتنفيذ البرامج وتوزيع المناشير وجمع التبرعات والأموال في إطار شبكات عنقودية متكاملة وتبادل الأدوار والخدمات والمنافع فيما بينها وبما يصب في النهاية في مصلحة الجماعة أو الإخوة.

هذا الإطار العام هو الإطار الذي تنشط فيه حركة النهضة منذ انبعاثها إلى الآن وهذا الإطار خطير جدا  وله انعكاسات وارتدادات خطيرة على السلم الإجتماعية لغالبية الشعب التونسي  لقدرة المال الفاسد على خلق قوة تكفيرية هائلة بإمكانها ضرب استقرار البلاد في لحظة معينة والقضاء على الأنموذج الوسطي التونسي الذي تركه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة والذي يمثل أحد أهم المكتسبات الحضارية لهذا الشعب. 

وفي حين يرفض الشيخ راشد التصريح بأمواله والجواب على السؤال المهم: من أين لك كل هذا؟  تنشط الحركة في تمرير أجندتها المشبوهة الخاصة وآخرها تنصيب سعاد عبد الرحيم على راس ولاية تونس الكبرى في إشارة واضحة إلى قدرة المال الخليجي المشبوه على شراء كثير من الضمائر بما فيها ضمائر بعض قيادات النداء والمعارضة التي صوتت لممثلة حزب النهضة ليس عن غباء وإنما ضمن حسابات إنتهازية صرفة.

بقلم أحمد الحباسي

شارك رأيك

Your email address will not be published.