مع إقتراب ذكرى إغتيال شهيد الوطن الكبير المناضل شكري بلعيد يجب أن نعود بالذاكرة إلى الأشهر التي سبقت عملية الإغتيال الجبانة البشعة للشهيد وأن نعيد سرد بعض الأحداث المؤلمة التي أدت إلى تكفير الرجل و الفتوى بجواز بل بضرورة قتله حتى يصمت لسانه وينضب فكره المعارض لحكم الإخوان ولسياسة راشد الغنوشى “شيخ الكذابين” كما وصفه الرجل في تلك الأيام العصيبة.
بقلم أحمد الحباسي
من البداية يجب تذكير بعض العقول المنهكة اليوم بأن سياسة الإسلام السياسي في مواجهة حجة ورأى الخصوم قد كانت تقوم دائما على تكفيرهم و إطلاق جحافل أبناء تيار التشدد التكفيري عليهم لترعيبهم وتخويفهم وتهديدهم المباشر بالتصفية الجسدية المرعبة و بهذا المعنى انطلقت إشاعة تتهم الشهيد بالتبول على القرآن من بعض المتشددين الذين اعتلوا منابر المساجد عنوة وكانوا يبثون خطاب التكفير ضد المعارضين و ضد المؤسستين الأمنية و العسكرية.
ألأسلوب القذر في نشر الإشاعات حول المعارضين و تكفيرهم
ربما هناك من لا يعرف شخصا اسمه خالد عبد الله، المقدم السابق لبرنامج “مصر الجديدة” على قناة الناس الموالية للإخوان في عهد الرئيس المخلوع محمد مرسى، يتذكر المتابعون تلك الأراجيف و الأباطيل التي كان يتقيؤها هذا الرجل الغارق في الإبتذال حين شن هجوما حادا على المرحوم الشهيد قائلا بالحرف “إن إعلام “المارينز” التونسي يصور لمشاهديه شكري بلعيد على أنه واحد من الصحابة، وهذا الرجل قيل إنه تبول على القرآن الكريم، ويستحق ما حدث له وعليه من الله ما يستحق هذا الهالك”، ويضيف خالد عبد الله بفجاجة لاأخلاقية قبيحة تذكرنا بخطاب الكراهية و التكفير لكثير من قيادات حركة النهضة مثل الصحبى عتيق و الصادق شورو و الحبيب اللوز و وليد البنانى في تلك الفترة الحالكة من حكم الترويكا المشبوهة: “علينا أن نعرف من الذي قتل بلعيد ولا نلقى بالتهمة على التيارات الإسلامية، مشيرًا إلى أن التاريخ سجل العديد من حوادث القتل قام بها أشخاص يدعون انضمامهم لجماعات إسلامية في حين أن أفكارهم متطرفة”، مضيفًا: “مش عايزين شغل استعباط وتصوروا لنا شكري بلعيد رجل عليه رضوان الله، بل عليه من الله ما يستحق هذا الهالك، رجل هالك كان يكره الإسلام كرهًا لا تتصورونه” .
هكذا أنطلق شيخ قناة “الناس” من إشاعة و انتهى إلى توجيه إتهام تكفير الزعيم الراحل. بكل بساطة… و على الطريقة الحصرية القذرة لجماعة الإخوان الإرهابية.
خطاب الكراهية و التكفير والتعصب الديني الأعمى
بقدر ما قد فتحت حادثة اغتيال الشهيد شكري بلعيد جرحا عميقا لن يندمل أبدا في الذاكرة الجمعية التونسية بقدر ما ذكرت المتابعين بطريقة حركة النهضة في كيفية تشويه المعارضين و لعل ما أثثته قناة الجزيرة القطرية في ذلك “الوثائقي” المثير للغثيان بعنوان “الصندوق الأسود” الذي بث خلال شهر أكتوبر 2014 و تناول حادث اغتيال الشهيد قد كان “أنموذجا” معبرا جدا عن هذا التصور الوضيع لإعلام التشويه، بطبيعة الحال يمثل خطاب الكراهية و التكفير و التعصب الديني الأعمى والتشنج حالة مستقرة لدى حركة النهضة و هذا الشحن المتعصب لدى الحركة هو من غذى الفكر الإرهابي الذي خطط وسلح و درب و تابع تحركات الشهيد إلى لحظات الإجهاز عليه بالرصاص بتلك الطريقة الوحشية المرعبة.
اليوم لا يزال نورالدين البحيرى ومحمد بن سالم و على العريض وحسين الجزيرى و غيرهم يرددون نفس التشويه للشهيد في محاولة بائسة للتملص من محاسبة التاريخ في انتظار محاسبة القضاء.
مقالات انفس الكاتب بأنباء تونس :
حول الطموحات المتجددة لمحمد منصف المرزوقي صديق قطر الخدوم المطيع
خطاب حركة النهضة المتقلب برأسين : لاهوتى وشيطانى في نفس الوقت
حول علاقة حركة النهضة والإخوان المسلمين بإسرائيل والصهيونية العالمية
شارك رأيك