حوار السيد محمد المنصف المرزوقي منذ أيام على قناة حنبعل أصاب المتابعين بالغثيان وربما كان من حقهم إقامة دعاوى ضد القناة و ضد “باعثها” ومسيرها من أجل تقديم وجبة إعلامية فاسدة منتهية الصلاحية مضرة بالصحة.
بقلم أحمد الحباسي
يقول الكثيرون أن مرور السيد المرزوقي على رأس الدولة في حد ذاته مهزلة بجميع المقاييس يتحمل مسؤوليتها السيد راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة، وبدرجة أقل السيد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي السابق ويجب أن يحاسبوا عليها.
الكل اليوم يعرف تاريخ محمد المرزوقي والكل على علم بأن الرجل قد لبس لباس الحقوقي خداعا وتزييفا وأن مجرد جلوسه مع عمائم الشر وخطاب التكفير والحث على جهاد النكاح وبقر البطون وسحل الأبرياء وانتهاك الأعراض في قصر قرطاج أيام حكمه البائد هو دليل على أن الفضيلة السياسية منه براء.
جلس الرجل داخل الأستوديو منتصبا مذعورا
الرجل لغز محير لم يجد له الباحثون تفسيرا لكن الجديد في الأمر هو أنه قد جلس داخل الأستوديو منتصبا مذعورا معطيا الإنطباع المضحك بكونه ملاحق من رجال الكى.جى.بى. أو من رجال الموساد أو عليه ثأر من رجال الصعيد المصري.
جلس الرجل مكدرا مهموما مضطربا لكنه صوب سهامه المسمومة ضد الجميع معتبرا في حركة “غير مؤدبة” أنه لا يعرف رئيس الحكومة السيد يوسف الشاهد وأن هذا الأخير جديد على الساحة السياسية وهو موقف هابط أثار كثير من المتابعين والمعلقين على اعتبار أن رئيس الحكومة ليس من النكرات وهو يمارس قيادة البلاد فعليا حسب الدستور وحائز على ثقة أغلبية نواب الشعب وهي ثقة لم ينلها محمد المرزوقي رغم جهود حركة النهضة في تلميع صورته والتقليل من إرهاصات شطحاته الخطابية السياسية في منابر الإعلام.
كانت هناك رغبة واضحة من الرجل في اختلاق بلبلة جدلية إعلامية يستغلها كالعادة للإيحاء بكونه ضحية الإعلام وضحية تكتل الأحزاب عليه و كانت هناك سهام مسمومة موجهة بعناية مقصودة ضد إتحاد الشغل وضد حركة النهضة لمجرد أنها تقف في مساندة الحكومة وترفض استقالة رئيسها المعين وطبعا ضد رئيس الدولة مخالفا بذلك كل الأعراف البروتوكولية وهي من العادات القبيحة التي دأب عليها الرجل منذ أن تم إنتدابه لخدمة المشاريع القطرية التركية المشبوهة في تونس.
لقد أخذت السيد المرزوقي العزة بالإثم وأراد إقناع المتابعين بكون رئيس الدولة هو من يقف وراء استقبال مؤتمر “أصدقاء سوريا” في تونس وهو من أمضى العفو العام عن ميليشيات القتل الإرهابية التي قامت بكل الجرائم الدموية التي شهدتها البلاد منذ سنة 2011 إلى حد الآن، لقد كان “المؤقت” السابق يريد توجيه إهانات متعددة للحكومة مفتعلا عداوات وهمية مع أغلب الطبقة السياسية.
الهبوط السياسي لرجل قطر في تونس
المرزوقي كان ولا يزال يعتقد أن هذا الوطن هو مجرد سكن لا وطن ومن حقه أن ينتفع بجنسيته وموارده وخيراته رغما ما يتقيأه من نقد مفلس لكل المكتسبات ولعل الرجل الذي كان يجب محاكمته ومساءلته من أجل كل الجرائم التي ارتكبها حين تساهل مع وجود العصابات الإرهابية وحين تجاهل التحذيرات الأمنية حول وجود خطة إرهابية لاغتيال الشهيد محمد البراهمي قد آمن العقوبة فأساء الأدب فحول المنابر الإعلامية التي تتآمر على تونس إلى منصات فاجرة لضرب الوحدة الوطنية وحول حواره الأخير إلى مساحة تراق فيها السخافة والهيافة وقلة الأدب الحواري بحيث شكلت المقابلة فضيحة إعلامية للمنشطة والقناة المشبوهة و”للحقوقي” البائس.
دعونا نسأل ببراءة زائدة، لماذا يستفز “المؤقت” السابق رئيس الحكومة والإتحاد وحركة النهضة و أغلب الطبقة السياسية والإعلامية والثقافية بمثل هذه النوعية من الخطاب البائس العقيم الجدوى؟
بالطبع الجواب واحد وبسيط، لأنه يعيش في وحدة وجدانية تجعله قلقا متوترا باستمرار، هذه حالة مرضية صعبة العلاج كما يشهد بذلك كثير من معاشريه السابقين مثل الصحفي توفيق بن بريك ولعل خروج أقرب أصدقاءه عدنان منصر وطارق الكحلاوى عند تقديم استقالتهما من الحزب الكرتوني الذي يقف عليه المرزوقي بذلك الكشف التفصيلي الأخلاقي السلبي الذي وصف توصيفا دقيقا الهبوط السياسي لرجل قطر في تونس الذى باع الوطن بثمن التراب وباع سوريا بتهاني ورضا القيادة القطرية قد زاد من تعميق أزمته النفسية وجعل طبيعته العدوانية المستفزة تفور بتلك الطريقة المخزية التي تابعها المشاهدون بكثير من الاستياء والإحباط.
لقد كانت مقابلة ضمنها الرجل عصارة انحرافه التحليلي للأحداث و هذيانه الإيديولوجي الفاقد للموضوعية ولذلك كان على المتابع أن يرافق وصلة من الردح على “طار بوفلس” أمنتها قناة ومنشطة درجة عاشرة و كان بطلها شبه سياسي مفلس.
مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :
كيف تبول الشهيد شكرى بلعيد على القرآن، أو كيف تحارب حركةالنهضة معارضيها…
حول الطموحات المتجددة لمحمد منصف المرزوقي صديق قطر الخدوم المطيع
خطاب حركة النهضة المتقلب برأسين : لاهوتى وشيطانى في نفس الوقت
شارك رأيك