الرئيسية » عادل اللطيفي : صراعنا مع الاسلام السياسي ليس صراع حكم بل صراع وجود

عادل اللطيفي : صراعنا مع الاسلام السياسي ليس صراع حكم بل صراع وجود


في تدوينة له على صفحته الرسمية على الفايسبوك اليوم الجمعة 22 فيفري 2019, يبرز الباحث الأكاديمي وأستاذ تاريخ العالم العربي المعاصر بجامعة باريس عادل اللطيفي نقاط ضعف الإعتماد سواء على الاعدامات والتصرف في القضاء أو على الالتزام بحقوق الانسان في مقاومة الإرهاب ويقترح الخطوات العملية الضرورية في معالجة هذه الظاهرة.

وجاء في تدونته:

في الإرهاب والإعدام والسيسي وبن علي.
تقام اليوم مقاربة خاطئة مفادها إما مقاومة الإرهاب بالاعدامات والتصرف في القضاء كما فعل السيسي وفعل بن علي أو الالتزام بحقوق الانسان بديلا عنها. موضوع الاختيار خاطئ تماما لانه لا أحد يطرح حقوق الانسان بهذا الشكل ما عدا جماعة الاسلام السياسي بهدف التغطية على الارهاب. كما أن مقاومة بن علي او السيسي للإسلام السياسي تحجب حقائق أخرى.
أولا وبدون نفاق وبشكل عملي أول خطوة لمقاومة الإرهاب هي خطوة أمنية قضائية بحتة ودون تعويم القضية في مسائل عامة من نوع الفقر ووووو…..هناك أفراد ومجموعات مستعدة للقتل. إما يتم القضاء عليها في عمليات أمنية عسكرية أو في حالة القبض عليها تحاكم وفق قانون استثنائي، قانون مكافحة الارهاب، وهذا في كل البلدان. بمقتضاه يتم عزل هذه العناصر في سجون خاصة يحكمها السجن الانفرادي وتكون التأبيدة بديلا عن الاعدام. وهذا ما يخشاه فعلا عتاة الارهابيين ويظهر من خلال التجاء بعضهم حتى للانتحار. بعد ذاك نتحدث عن تحصين المجتمع اعلاميا وثقافيا واجتماعيا وتحصين الفرد نفسيا.
أما اعتبار السيسي مثالا لقاومة الاسلام السياسي فيقفز على حقائق مرة…لا ننسى أن السيسي الذي عينه مرسي اتفق مع الاخوان على اقتسام الحكم عند قبول الاخوان عدم ادماج ميزانية الجيش في ميزانية الدولة والمحافظة على امتيازات العسكر….وقتها وقف شباب الثورة الحقيقي ضد أخونة الدولة وحركوا الشارع ضد الاخوان والارهاب…وقتها استغل السيسي الوضع وانقلب على مرسي وعلى كل القوى الشبابية التي أضعفت الاخوان.
أما من يحن لبن علي في هكذا مواقف فلا تنسوا انه اول من بدأ التطبيع مع الاسلاميين والاسلام السياسي: استقبال القرضاوي في 2008 – أسلمة البنك والاذاعة عبر زيتونة صخر الماطري – مفاوضات سرية مع قيادات النهضة…وربما كان الاسلاميون سيتوافقون مع بن علي لولا الثورة….
صراعنا مع الاسلام السياسي المعادي للدولة ليس صراع حكم كما حال السيسي أو بن علي. بل صراع وجود الدولة من عدمه وصراع بدائل مجتمعية لا يفهمها لا بن علي ولا السيسي…”

شارك رأيك

Your email address will not be published.