الرئيسية » جربة : مشروع القنطرة بين آجيم والجرف في مهبّ الريح، لماذا تم إلغاؤه رغم جدواه الاقتصادية؟

جربة : مشروع القنطرة بين آجيم والجرف في مهبّ الريح، لماذا تم إلغاؤه رغم جدواه الاقتصادية؟

صرح السيد مبروك كورشيد عضو مجلس النواب في تونس لإذاعة موزاييك بأن هناك أطرافا خارجية وداخلية عطلت مشروع القنطرة أو الجسر العائم بين الجرف ومدينة آجيم بجزيرة جربة، ولم يذكر النائب أسباب الإلغاء ولا الجهات التي تدخلت لإلغاء هذا المشروع الحيوي والشريان الاقتصادي الذي كان سيحيي جزيرة جربة اقتصاديا بل والمنطقة كلها بل والدولة التونسية جميعها.

بقلم فوزي بن يونس بن حديد

يبدو أن هذه الأطراف كانت تخشى أن يصير الجنوب مدينة اقتصادية واعدة يمكن أن تجذب رؤوس الأموال الأجنبية ويحرك الاقتصاد في هذه المنطقة التي تملك جميع المقومات الطبيعية والكفاءات البشرية، وقد بدا هذا واضحا من خلال إلغاء هذا المشروع الذي وافقت الصين على إنشائه مبدئيا، ورغم أن السيد يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية الأسبق وافق على البدء في دراسة الجدوى وزار الصين الشعبية وبدأت الحركة الحكومية المكوكية بين الشمال والجنوب للبحث والدراسة والتدقيق، وقد بشّر رئيس الحكومة التونسية الأسبق أبناء جزيرة جربة بأن مشروع الجسر أو القنطرة في الدراسة والبحث في وسائل التنفيذ رغم تكلفته الكبيرة.

المواطنون مازالوا يتحمّلون مشاق التنقل والانتظار، وصعوبات الانتقال من الجرف إلى الجزيرة،

وقد كان الجربيون يعتقدون بأن المشروع في طريقه للإنجاز، وكانت آمالهم كبيرة للتخفيف من معاناتهم اليومية، حيث يقفون في طوابير طويلة في الصيف والشتاء، ويتلظون بحرارة الشمس ويتجمّدون بلسعات البرد الشديد، ولكن رغم ذلك فهم تحمّلوا الكثير ومازالوا يتحمّلون مشاق التنقل والانتظار، وصعوبات الانتقال من الجرف إلى الجزيرة، وفي كل مرة يرفعون استغاثتهم إلى الحكومة، فمرة تستمتع إليهم وتعدهم، ومرة لا تصغي إليهم أبدا، وكأنها صمّاء بكماء، لغاية في نفس يعقوب، ويبقى المشروع معلّقا ينتظر من يأتي من الحكومة ويطلق منه رصاصة انطلاقه غير أن هناك اليوم من أطلق عليه رصاصة الرحمة ودفنه إلى الأبد، وحطّم قلوب المئات من الناس الذين يعبرون يوميا بين الجرف وآجيم، ناهيك عن فترة الصيف التي تتضاعف فيه الأعداد بشكل كبير حيث يتوافد السياح التونسيون والأجانب على جزيرة الأحلام.

هشام المشيشي مطالب بإعادة النظر في هذا المشروع الضروري لتنمية الجنوب الشرقي التونسي

هكذا وبدون سابق إنذار وبدون إعلام المسؤولين في جزيرة جربة أو الشعب تم الإلغاء بالكتمان، لا ندري لماذا وما الأسباب؟ أهي الأوضاع الاقتصادية والظروف السياسية والمعيشية؟، أم هو الاحتقار والازدراء بجزء من الشعب التونسي يبقع في الجنوب لا ذنب له إلا لأنه يعيش في هذه الرقعة والبقعة الجميلة من الأرض التونسية، لها وزنها التاريخي ووزنها الثقافي ووزنها الاقتصادي والجمالي والطبيعي، ويزخر بالكفاءات البشرية، ولا ذنب له إلا أنه لم يطالب بقوة بهذا المشروع، فلم يغلق البطاح ولم يقم بمظاهرات واحتجاجات قوية تجبر الحكومة على التجاوب والتفاوض، لا ذنب له إلا لأنه لا يحب الفوضى ولا يحب التنمر، ولا يحب أن يُغرق البلاد في أزمات، بل طالب بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية والشرعية بأن تسعى الحكومة التونسية إلى تحقيق هذا الحلم المشروع الذي سيربط الجزيرة ببلدها الأم، ويعفي الأهالي والمواطنين والسياح مشقة الانتظار والمعاناة في ظروف سيئة للغاية، فكل يوم تحدث مشاكل وأحيانا تحدث كوارث ولكن لا حياة لمن تنادي، فأين وزارة التجهيز التي لم تكلف نفسها عناء البحث في مشاكل البطاح اليومية؟

نداء استغاثة للمرة ألف نرفعه للحكومة التونسية وعلى رأسها اليوم السيد هشام المشيشي أن يرى الموضوع من زاوية اقتصادية وسياحيّة لتصبح جزيرة جربة والجنوب بصفة عامة قطبا سياحيا يمكن أن ينعش اقتصاد البلاد على المدى الطويل بعيدا عن أي تجاذبات سياسية ومصالح شخصية وبعيدا عن أي حسابات ضيقة، ونطلب منه عبر هذا المنبر الإعلامي الكبير إعادة النظر في المشروع الذي تم طمسه دون وجه حق، وإلغاؤه رغم أن الأسباب غير معلومة وأن الجدوى الاقتصادية منه عالية جدا، فلم هذا الإقصاء؟ ولم هذا الإلغاء؟

محلل وكاتب.

شارك رأيك

Your email address will not be published.